يقدم تلاميذ وطلاب مدارس "الحسكة" نموذجاً طيباً للتحدي والصمود والإرادة، فرغم العوائق والتحديات استمروا في نتاجاتهم وإنجاز الأعمال اليدوية، واستثمروا مختلف أنواع التوالف، ليصنعوا منها وبأناملهم الجمال والخير والفائدة.

في زمن الحرب توقف 39 مشغلاً لأعمالهم اليدوية، لكن لم تتوقف روح الإبداع عندهم في مشغل واحد.

قبل أيام افتتح معرض شامل ومتميز لطلابنا، أثبتوا بأنهم مبدعون وأنهم سائرون في رسم البهجة والعطاء، متحدين كل الصعوبات، لم ندخر أي جهد لدعمهم ومتابعتهم وزيارتهم ميدانياً بشكل يومي في مكان تعليمهم، حظينا نحن بدعم كبير من وزارة التربية، ونقلنا لهم ذلك وقدموا بناء على ذلك النتاج المثمر

في مشغل واحد

ازداد الطلاب حماساً واندفاعاً حتّى وهم يعملون ويتعلمون في مشغل واحد فقط على مستوى المحافظة بأكملها، يصنعون ويبدعون في إنجاز أعمال متميزة، أبرزها مواد تستخدم كوسائل إيضاح في المناهج التعليميّة المختلفة، من بين تلك المواهب الطالب "خلدون العلي".

أعمال منوعة

يعد "خلدون" طالباً متميزاً في صنع مختلف المواد والأعمال يدوياً، يشيد به القائمون على مشغل الأعمال اليدوية التابع لتربية "الحسكة"، ويؤكد الطالب بأن عديد الأعمال التي قدمها تعد إنجازاً له، والأجمل حسب قوله عندما يشارك زملاؤه في إنجاز عمل معين.

الطالب "خلدون" يستثمر جلّ وقته لإنجاز عمل ما يهديه لمدرسته، يستفيد منه زملاؤه، ويقول: «ضمن المدرسة هناك اهتمام ومتابعة من معلمينا باستثمار حصص الأنشطة في تنفيذ وصناعة أي عمل من توالف البيئة، أصنع أعمالاً فنية وأرسم لوحات وأحياناً عملاً يتم فيه شرح وتوضيح درس من دروس مناهجنا التدريسيّة، في المنزل أجد ذلك الدعم والتحفيز، بأن يكون سد وقت الفراغ بإنجاز عمل من الأعمال اليدويّة، أنا وعدد كبير من زملائي قدمنا مئات الأعمال لنقدم معرضاً أعجب به كل من شاهده وحضره».

طالبة تبدع في عملها

رسالة عطاء

عمل جماعي مميز بتقديم أكثر من مادة

ثمة من يبذل جهوداً كبيرة، ووقتاً مضاعفاً في سبيل تنمية مواهب التلاميذ والطلاب الذين يرغبون في تنفيذ وإنجاز الأعمال اليدويّة، تلك الكوادر تحظى باهتمام ودعم وتشجيع مديرية تربيتهم في محافظة "الحسكة" حسب ما أكدته المعلّمة "ازدهار الجاسم" المشرفة على مشغل الأعمال اليدوية في "الحسكة"، والتي تشيد بإنجازات المشغل وما يقدمه من أعمال متميزة، أبطالها طلاب بأعمار يافعة وشابة.

تقول "الجاسم" : «بشكل يومي يستقبل المشغل الطلاب ضمن مواعيد محددة، ولأنه المشغل الوحيد الذي بقي صامداً ولم يخرج عن السيطرة، فإننا نبذل جهوداً مضاعفة لاستيعاب طلاب كل المدارس، ضمن خطة وبرنامج واضح، هناك من يقدم أعمالاً فردية، وأعمالاً أخرى كثيرة جماعية ومشتركة بين عدد من الطلاب، أول فكرة رسخت في أذهان طلابنا هي أن أي قطعة مهما كانت بسيطة وتالفة في الساحة أو الحي أو الشارع، لا بدّ من استثمارها، طبعاً الاستجابة أكثر من طيبة، وحب الطلاب للعمل والإبداع والتصنيع جيد للغاية، يصنعون الكثير، نقدم تلك الأعمال في معارض فنية دوريّة، نجد بعض الأعمال في مختلف المدارس، لاستثمارها كوسائل توضيحية، هناك أعمال جماعية تستحق الإشادة كالعمل في حدائق المدارس وباحاتها والغرف الإدارية والشعب الصفية المختلفة، تنجز لها أعمال يدوية متميّزة، نسعى من ذلك لبيان قيمة وأهمية تلك المواد، نقدر عالياً متابعة واهتمام ودعم مديرية التربية بمحافظة "الحسكة"، هي عامل رئيسي من عوامل صمودنا واستمرارنا، حتّى لو توقفت عشرات المشاغل فإننا مستمرون وباقون للعطاء بأيدينا، هي رسالتنا كانت وستبقى».

نتاج مثمر

تحتفظ مديرية تربية "الحسكة" بمشغل وحيد للأعمال اليدوية، وهو ما تبقى لها بعد خروج 39 مشغلاً عن السيطرة، كانت منتشرة وموزعة في غالبية مدن وبلدات المحافظة، هذا ما قالته مديرة تربية "الحسكة" "إلهام صورخان".

مديرة التربية تعد نتاجات الطلاب في المشغل الوحيد انتصاراً للعلم والتعليم، مؤكدة بأن الأعمال التي سطروها خير دليل على ذلك، وتضيف بكلامها: «قبل أيام افتتح معرض شامل ومتميز لطلابنا، أثبتوا بأنهم مبدعون وأنهم سائرون في رسم البهجة والعطاء، متحدين كل الصعوبات، لم ندخر أي جهد لدعمهم ومتابعتهم وزيارتهم ميدانياً بشكل يومي في مكان تعليمهم، حظينا نحن بدعم كبير من وزارة التربية، ونقلنا لهم ذلك وقدموا بناء على ذلك النتاج المثمر».

مدوّنة وطن زارت مشغل التربية للأعمال اليدوية في "الحسكة" بتاريخ 12 نيسان 2022 وأجريت اللقاءات بالتاريخ نفسه.