اختارت لنفسها لعبةً لم يسبقها إليها أيّ رياضي من منطقتها، فبعد أن حققت "نورشان حسن" عدة نتائج طيبة مع فريق بلدتها "عامودا" بكرة القدم على مستوى القطر، وصلت إلى المنتخب الوطني في لعبة الركبي، ثمّ حوّلت اهتمامها إلى مجال الطبّ الرياضي فقررت أن تكون معالجةً لبنات محافظة "الحسكة" خلال البطولات الرياضية، وساهمت في تدعيم الطبّ الرياضي في منطقتها خلال الفترة الماضية.

"نورشان" اللاعبة

شاركت "نورشان" في عدة بطولات محلية وعلى مستوى القطر في لعبتي كرة القدم و الكرة الطائرة، وخلال فترة قصيرة وصلت للأهم، تقول عن ذلك: «أثناء دراستي في الثانوية كنّا نحاول استغلال أوقات الفراغ لممارسة هواية رياضية، وكانت الهواية لعبة كرة الطائرة، شكّلت وزميلاتي فريقاً أنثوياً بالمدرسة، تطور الأمر لنكون فريقاً على مستوى بلدتي وشاركنا في بطولات محلية، لاحقاً تحوّل الفريق لممارسة لعبة كرة القدم، ووقتها كانت لعبة كرة القدم بالنسبة للإناث حدثاً جديداً وغريباً نوعاً ما، لاحقاً انتسبنا لنادي "عامودا" وشاركنا في أكثر من بطولة على مستوى القطر، بدءاً من بطولة الصالات ثم الملاعب الكبيرة، وحققتُ المركز الأول على مستوى القطر».

بعد أن شاركت في عدة بطولات ومسابقات بكرة القدم لاحظتُ عدم وجود معالج أو معالجة تتدخل للمعالجة الفورية أثناء حدوث أي طارىء للاعبات، فقررتُ ترك اللعبة كلاعبة والتخصص في المجال الطبي لمساعدة زميلاتي وبنات محافظتي، وكل من يحتاج المساعدة

اضطرت "نورشان" لتترك لعبة كرة القدم كلاعبة، لتختار الأهم -حسب قولها- وهو دخول مجال المعالجة الرياضية، وعن ذلك تقول: «بعد أن شاركت في عدة بطولات ومسابقات بكرة القدم لاحظتُ عدم وجود معالج أو معالجة تتدخل للمعالجة الفورية أثناء حدوث أي طارىء للاعبات، فقررتُ ترك اللعبة كلاعبة والتخصص في المجال الطبي لمساعدة زميلاتي وبنات محافظتي، وكل من يحتاج المساعدة».

تتطوع طبياً لمساعدة بنات جلدتها في الملاعب

دراسةٌ واختصاص

مع المنتخب الوطني في لعبة الركبي

بالتزامن مع ممارسة الأنشطة الرياضية استكملت "نورشان" دراستها ونالت الشهادة الثانوية، واختارت تخصصاً طبيّاً يساعدها في مهمتها الرياضية الطبية الجديدة، قدمت الكثير وخدمت في مناسبات رياضية كثيرة، بعد أن اتبعت عدّة دورات في مجال تخصصها الجديد.

وتقول: «تفتقد محافظة "الحسكة" لكوادر طبية متخصصة بالعلاج الطبي أو الفيزيائي لذا اخترت لنفسي هذا التخصص، شاركتُ في عدد من الورشات والدورات المعنية بالطب الرياضي والمعالجة الفيزيائية في مدينة "دمشق"، وتحملت الاغتراب عن أهلي والالتزام في العاصمة للهدف الذي ذكرته، اكتسبت خبرة جيدة، وخاصة أنني التزمت بشكل يومي بالاعتماد على شبكة التواصل الاجتماعي لكسب أكبر قدر من المعرفة الطبية الخاصة بالطب الرياضي، إلى جانب التواصل مع معالجي بعض المنتخبات الوطنية للهدف نفسه، بالتزامن كنت أتابع دراستي وحصلتُ على شهادة في التخدير بحكم وجودي في "دمشق"».

تمت دعوة "نورشان" حسب ما تشير من قبل المدرب التونسي للانضمام إلى المنتخب الوطني في لعبة الركبي، فلم تتردد بقبول الدعوة، لتكون أول لاعبة من منطقتها تنضم للعبة المذكورة، ولكنها تركتها لتتفرغ للمعالجة، وهي تتابع تطوير قدراتها في الطب الرياضي، ولا تفوّت الالتحاق بالدورات الطبية المقامة لتبقى على اطلاع على مستجدات الطب الرياضي، وتبادر لمد يد المساعدة لمن يحتاج المعالجة والخدمة الطبية.

روحُ التعاون

الكابتن "مصطفى الأحمد" المدير الفني لسيدات نادي "الخابور" الرياضي، أشاد بموهبة "نورشان" الرياضية وخبرتها في الطب الرياضي، معرباً عن تقديره وإعجابه بروح التعاون التي تبديها مع زميلاتها ومع اللاعبات المبنية على المساعدة والتعاون، "لم تفارق البنات طوال فترة الإقامة في العاصمة قبل أيام، في الملعب كانت متطوعة لعلاج أي لاعبة تصاب، وبعد المباراة تقيّم حالة كل اللاعبات البدنية دون كلل أو تعب، لديها روح جميلة وطيبة".

"نورشان حسن" من مواليد بلدة "عامودا" 2000 وأجري اللقاء معها بتاريخ 3 تشرين الثاني 2021.