رغم ضعف الإمكانيات وقلّة التجهيزات ومستلزمات العمل الرياضي مروراً بالدعم المالي والاستثمارات المتواضعة، إلا أنّ نادي"حطلة" الرياضي أثبت حضوراً مُميّزاً في محافظة "دير الزور" كأحد أبرز أندية الريف الديري، بعد أن نفض غبار الحرب عنه ليعيد تفعيل عددٍ من رياضاته التي أجاد بها وحقق تميّزاً، وليضيف أيضاً نشاطات جديدة يُنافس بها في بطولات المحافظة والجمهورية.

بداياتٌ وأبطال

تأسس نادي "حطلة" الرياضي عام 1986 مُتخذاً في بداياته منزلاً مُستأجراً يعود لأحد سكان المنطقة مقراً له، وفي سنوات لاحقة خُصص بمقر دائم من قبل فرع الاتحاد الرياضي بالمحافظة، إضافة لأرض بمساحة واسعة جرى تملكها كملعب لرياضات الكرة من قدم وطائرة، يقول رئيس النادي "صالح الشيخ" لـ" eSyria " : "كحال أندية الريف استقطب النادي المواهب الرياضيّة في المنطقة التي سجل بعضها حضوراً على مستوى المحافظة ومن ثم على مستوى القطر، ويبقى الدافع هنا عشق اللاعب لرياضته التي وجد نفسه فيها، فلا إغراءات ماليّة ولا منافع تُذكر، ورغم ذلك خرج من صفوف النادي نجوم في ألعاب عدة، فاللاعب "جمال عمر الحمادي" سطع نجمه في ألعاب القوى، لينال في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي بطولة الخماسي العسكري التي أقيمت وقتها في إيطاليا، وتضم أكثر من لعبة من (جري وقفز حواجز وسباحة .. الخ)، وحالياً يشغل "الحمادي" موقعاً تدريبياً في نادي "الجيش " وهو من الخبرات المعروفة برياضة الجري، كذلك لدينا نجم رفع الأثقال "صبحي الجاسم" الذي حقق لسنوات بطولات الجمهورية بهذه اللعبة، وهو من أورث اللعبة لأشقائه وأولاد أشقائه وعمومته لتلمع عائلة "الجاسم" بلعبة رفع الأثقال لمستويات محلية وعربية، ومن نجوم النادي لاعب كرة القدم "واصل الحسين" الذي لعبَ لنادي "الفتوة" ومن ثم لنادي "الشرطة" تلاه "الكرامة" ليلتحق الموسم الحالي بنادي "الطليعة".

نجومية

لمع النادي بلعبة رفع الأثقال التي قدم فيها نجوماً برزوا على مستوى الجمهورية والعرب وآسيا، كما يقول أحد أبنائه ونجم اللعبة "حسن الجاسم" الذي يشغل عضوية اللجنة التنفيذية لرياضة دير الزور، رئيساً لمكتب ألعاب القوة : "نلت الفضية ببطولة الدورة العربية لرفع الأثقال في الأردن عام 1999، وفي العام 2003 حزت الميدالية الذهبيّة ببطولة العرب المقامة في سورية، كما حققت فوزاً بترتيب 15 في بطولة العالم المُقامة في " كندا " من العام نفسه، والتي شاركت فيها 80 دولة، إضافة لتحقيقي المركز الرابع ببطولة آسيا عام 2004، وفي العام 2006 نلتُ ذهبية العرب في البطولة التي احتضنتها اليمن، ومن عائلتنا برز أيضاً اللاعب "جمعة الجاسم" الذي نال الميدالية الفضية والبرونزية في مشاركاته ببطولات الجمهورية وهو يشغل حالياً عضوية رفع الأثقال بالاتحاد الرياضي العام، كذلك اللاعب "محمد سعيد الجاسم" الذي نال ذهبية وبرونزية في بطولة العرب أعوام 2015 - 2017 - 2019، و"جابر ماجد الجاسم" نال بطولة العرب برفع الأثقال لمرتين بميداليتين فضية وأخرى برونزية، وهنالك أيضاً أبطال جمهورية من العائلة "فؤاد الجاسم" و"أحمد باقر الجاسم" و"موسى علي الجاسم"، "أحمد صبحي الجاسم" وهو لاعب منتخب ، و"هادي جبر الجاسم" ، فيما نال اللاعب الناشئ "علي جمعة الجاسم" بطولة العرب بترتيب رابع عام 2011، ولعب لمنتخب رفع الأثقال السوري لعامين".

أنشطة كثيرة

في رفعِ الأثقال

إنجازات عديدة

انضمّ للعبة رفع الأثقال في النادي -الذي يمتلك صالة تدريب مُجهزة- لاعبون حققوا بطولات عدة وهم حسب "الجاسم" : اللاعب "يحيى الأحمد" بطل الجمهورية لفئة الناشئين لثلاث سنوات بترتيب أول والثاني لفئة الشباب، وقد أكمل دراسة التربية الرياضيّة وحالياً في مرحلة "الماجستير" في اختصاص الطب الرياضي في إيران، إضافة لـ"مؤمن العلوص" الذي حقق المركز الرابع بالأولمبياد الوطني عن فئة الشباب عام 2019، و اللاعب "علي عز الدين" ونال المركز الرابع ببطولة الجمهورية العام الحالي، و"ثائر منيف الراشد" الذي حاز المركز الرابع في بطولة الأولمبياد الوطني عام 2019، و"عهد الزكم" حقق المركز الخامس في بطولة الجمهورية لرفع الأثقال العام 2019، وأخيراً اللاعب "طارق حرويل الإسحاق" الذي حقق المركز الخامس في بطولة الجمهورية في فئة الشباب 2021، و"حاتم الحميدة" نال ترتيب المركز الرابع في بطولة الأولمبياد الوطني.. كل هؤلاء النجوم تلقوا تدريباتهم في النادي على بساطة التجهيزات، ورغم حرّ الصيف وبرد الشتاء وحالياً انقطاع الكهرباء وما يخلقه من معاناة، لدينا فريق يتكون من أشبال وناشئين وشباب يتدربون في مركز رفع الأثقال ".

حلم الأولى

كان صعود فريق رجال نادي "حطلة " لكرة القدم مُفاجئاً الموسم الماضي، مُحققاً بطولة دوري الدرجة الثانية بعد تغلبه على فريق نادي "الطلبة" بضربات الترجيح عن ذلك يتحدث لـ" eSyria" مُدرب الفريق "غنام العيسى" قائلاً : "الأمر كان مُفاجئاً لنادي ريفي لا يحظى بالدعم الكافي، بل وفي ظل الأوضاع الراهنة لا دعم سوى بتوفر ملعب ترابي للتدريب وعدد من الكرات، كان لعبنا بروح جماعية وحققنا فوزنا الذي أهلنا للتجمع النهائي المؤهل لدوري الدرجة الأولى، تأهل معنا نادي "الميادين"، وقُبيل بدء التجمع خضنا مباراتنا مع "الميادين" لتحديد بطل المحافظة وفزنا بضربات الترجيح، لنُشارك في التجمع المذكور حيث فزنا في المباراة الأولى التي جمعتنا ونادي "القنيطرة"، خسرنا في الثانية أمام فريق نادي "جاسم" من محافظة درعا 3 × 1، ومع خسارتنا أمام "الكسوة" بأربعة أهداف لهدفين خرجنا من التجمع، هذا الموسم هناك إصرار على المتابعة للوصول لدوري الأولى، ما ينقصنا هو وجود فئات الناشئين والشباب، استعنا بأعمار 40 عاماً و 44 لسد النقص في القدرات، لدينا ثلاثة أو أربعة لاعبين بهذه الأعمار يُشكلون عنصر أمان وثقة للفريق الذي يحتاج المزيد في مضمار الفئات الرافدة بلاعبين جدد".

مدرب فريق كرة القدم

موقعٌ متميّز

" الكابتن "عامر الحسين" الحائز على شهادتي D ، C الآسيويتين في تدريب كرة القدم ومدرب فئة القواعد يؤكد حالة الخلل التي يعيشها الفريق بالنظر لعدم وجود فئات صُغرى : "الفريق الذي يمتلك فئات جديدة يبقى في حالة ولادة مستمرة، الموسم الحالي نعمل ومنذ أشهر على صقل وتدريب براعم وأشبال وناشئين، هؤلاء هم الدماء الجديدة التي تضخ في النادي لاستمراريته، لدينا 16 لاعباً بفئة البراعم و 22 لفئة الأشبال و 35 من الناشئين، تجري التدريبات بشكل يومي على أرضية الملعب الترابية، إضافةً لكرة القدم ورفع الأثقال نستطيع القول بأن لعبة كرة الطائرة وكذلك ألعاب القوى والشطرنج جرى تفعيلها من جديد، نتمنى أن نصل بنادينا لموقع يليق به وبمن قدمهم من نجوم للرياضة السورية بمختلف الألعاب.. حقيقة ما تصنعه الأندية الريفية، سواء أكان نادينا أم سواه هو أشبه بالمعجزة".