على مدار عامين قدّم مركز "السنابل" التابع لجمعية "سنابل الأمل" الخيرية في"الحسكة"، خدمات مجانية لمئات الأشخاص من جرحى الحرب وذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة لحالات تحتاج المعالجة الفيزيائية من الأسر الفقيرة، ولعلّ ما أعطى المركز قيمةً مضافةً أنّه الوحيد الذي يقدّم خدمات العلاج الفيزيائي في محافظة "الحسكة".

أسرٌ كثيرة، وخاصة الأسرُ الفقيرةُ وذوو الشهداء والجرحى كان أفرادها المستفيدين الأكبر، فقد وفّر المركز عليهم عناء السفر إلى المحافظات الأخرى وتكلفته المادية.

عمر ابني خمس سنوات، وُلد ضعيفَ البنية ومصاباً بضمور عضلي، احتاج معه للمعالجة الفيزيائية، أخذته للعاصمة أكثر من مرة، وصلت لمرحلة لم أعد أملك ثمن السفر والعلاج.. كان افتتاح مركز "السنابل" بمنزلة هدية لي ولكل من يعاني مثلي، فبفضل الخدمات المجانية، ووجود الخبرة والكفاءة في مجال العلاج الفيزيائي، انتقل ولدي لمراحل متقدمة من الشفاء، وهو في مرحلة جيدة الآن

خدمة مجانية

كانت السيدة "عمشة خالد النايف" تضطر لاصطحاب ابنها "سالم" بشكل دوري إلى "دمشق" للمعالجة الفيزيائيّة، ولكن افتتاح مركز "السنابل" وفّر عليها عناء التنقل والذهاب والإياب، والتكاليف المادية المرهقة.

للأطفال حصة من الدعم والاهتمام

تقول السيدة: «عمر ابني خمس سنوات، وُلد ضعيفَ البنية ومصاباً بضمور عضلي، احتاج معه للمعالجة الفيزيائية، أخذته للعاصمة أكثر من مرة، وصلت لمرحلة لم أعد أملك ثمن السفر والعلاج.. كان افتتاح مركز "السنابل" بمنزلة هدية لي ولكل من يعاني مثلي، فبفضل الخدمات المجانية، ووجود الخبرة والكفاءة في مجال العلاج الفيزيائي، انتقل ولدي لمراحل متقدمة من الشفاء، وهو في مرحلة جيدة الآن».

عمل تطوعي

يعتمد المركز على عدد من المتطوعين لإنجاز الأعمال والمهام الخيرية المجانية، ومنهم المعالج الفيزيائي "عامر عبد الرحمن" الذي ساهم بالكثير من حالات الشفاء منذ افتتاح المركز، وهو مستمر بمعالجة الحالات بشكل دائم، يقول عن عمله التطوعي: «منذ اليوم الأول لافتتاح المركز قررت الانضمام للفريق خدمة للأهالي، وخصوصاً الجرحى والأسر الفقيرة، واضعاً خبرتي في مجال المعالجة الفيزيائية تحت تصرف من يحتاجها، وقد تصديت لمئات الحالات خاصة حالات شلل الأطفال وتأخر النمو والضمور العقلي، وتأخر النطق والحركة، الأهم أن حالات الشفاء كثيرة والقصص التي تريحُ البال عديدة أيضاً، تكمن سعادتي عندما أرى ابتسامة الشفاء على وجه الطفل المصاب وأسرته الفقيرة، هذا المشهد لا يقدر بثمن».

خدمة كبيرة لمصابي الحرب

قصص نجاح

المعالج الفيزيائي يحقق نجاحات مهمة

خطا القائمون على المركز خطوات مهمة لتأمين خدمة العلاج الفيزيائي للمحتاجين له، وحسب مدير المركز "خضر خليل" فقد مضى على الافتتاح أكثر من عامين، والمركز يحقق نتائج لافتة ومهمّة: «يوماً بعد يوم يزداد الإقبال على المركز، خاصة من مناطق الريف والمخيمات، كل ذلك بعد انتشار قصص النجاح عن المركز الذي حقق صدىً طيباً لدى الأهالي، والأمثلة كثيرة على النجاحات، فمثلاً الطفلة "أريج محمد الأحمد" راجعت الكثير من الأطباء، وأخبروها بأن أمل الشفاء من الشلل الكامل مستحيل، ولكن بعد مراجعتها للمركز والتزامها بجلسات المعالجة الفيزيائية، شفيت من مرضها وعادت لحياتها الطبيعية، كذلك قصة أخرى من ريف "الحسكة" للطفل "بلال" حيث شفي من الضمور العقلي».

ويتابع "خليل "بالقول: «لدينا أكثر من متطوع وهناك معالج فيزيائي، وكلهم يعملون بالمجان، وهم يقومون بجولات خارج المركز أيضاً، ويزورون المرضى الذين لا يستطيعون الوصول إلينا، وهذه الحالات أيضاً كثيرة، يحتاج المركز للدعم ليستطيع الاستمرار بتقديم تلك الخدمات للمحتاجين، هناك أكثر من 500 مريضٍ استفادوا من خدمات المركز، والعدد يزداد بشكل يومي، لدينا خدمات أخرى للمرضى، كتقديم المساعدة لمن يتطلب وضعه مراجعة الأطباء أو إجراء تصوير أشعة وتحاليل مخبرية، أو حتى إذا احتاج لمشفى خاص، نكون داعمين له».

أجريت اللقاءات مع مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 2 آب 2021.