عندما اختارت مهنة التحكيم الكروي، كانت الكابتن "ربا زرقا" تعلم صعوبة المهمة التي انبرت لتأديتها، ورغم علمها أن عالم التحكيم الكروي هو حكر على الرجال، لكن بفضل إصرارها وإرادتها استطاعت خوض غمار التجربة والنجاح فيها، فأصبحت أول امرأة في قارة آسيا تحصل على شارتين دوليتين في التحكيم، كما حظيت بتكريم لائق من قبل الأمم المتحدة.

بداية المشوار

لم تكن بدايات الكابتن "زرقا" الرياضية مع كرة القدم، فقد انتسبت للعبة ألعاب القوى عام 1995 في صفوف نادي "المحافظة" في "الحسكة" كخطوة أولى في عالم الرياضة، وشاركت بعدة بطولات ومسابقات على مستوى القطر، ثم كانت الوجهة نحو لعبة كرة القدم مع نادي "المحافظة أيضاً عام 2002.

بعد تجربتي الناجحة كلاعبة كرة قدم في صفوف نادي "المحافظة"، تمت دعوتي للانضمام إلى المنتخب الوطني لكرة القدم، وبالرغم من نجاح تجربتي مع المنتخب، ظل حلم التحكيم يراودني في مرحلة مبكرة من عمري، فانتسبت بعدها إلى أسرة التحكيم

تنوعت المهام التي تقلدتها رياضياً بدءاً من لاعبة متميزة لكرة القدم لناديها الأم والمنتخب الوطني، ولاحقاً الانتساب إلى أسرة التحكيم، وعن تجربتها تقول: «بعد تجربتي الناجحة كلاعبة كرة قدم في صفوف نادي "المحافظة"، تمت دعوتي للانضمام إلى المنتخب الوطني لكرة القدم، وبالرغم من نجاح تجربتي مع المنتخب، ظل حلم التحكيم يراودني في مرحلة مبكرة من عمري، فانتسبت بعدها إلى أسرة التحكيم».

في ملاعب كرة القدم

دعم وتشجيع

اهتمامها بالدورات التحكيمية

لاقت تجربة "زرقا" تشجيعاً وترحيباً كبيرين من قبل الجميع في الاتحاد العربي السوري لكرة القدم، ولتصقل موهبتها اتبعت العديد من الدورات التي كان ينظمها اتحاد كرة القدم، كما خضعت لدورات آسيوية ودولية في التحكيم، ونالت الشارة الدولية في العام 2017، بعد أن تجاوزت اختبارات نخبة حكام آسيا إلى جانب ثلاث حكمات من "الأردن ولبنان وفلسطين"، وقد مثلن الوطن العربي في اختبارات نخبة آسيا.

تضيف "زرقا": «بعد تلك التجارب تم منحى الثقة، وقمتُ بتحكيم العديد من المباريات ضمن الفئات العمرية للعبة منذ عام 2006 إضافة إلى تحكيم عدد آخر منها في الدوري التصنيفي للرجال في العام 2016، ونصف نهائي ونهائي كأس الجمهورية 2017، كما تمّ تكليفي بعدد من مباريات الدوري الممتاز في هذا الموسم 2020/2021 وفي مواسم سابقة، كانت الإشادات حاضرة، وبناء عليه وصلت لقيادة مباريات الدوري الممتاز».

ورغم اعترافها بصعوبة المهنة تؤكد "ربا" بأنها توفّق بين أسرتها وتربية أبنائها وبين نشاطها وعملها اليومي في ميادين كرة القدم، وخاصة أن متابعتها للدورات والمعلومات الجديدة في كرة القدم شبه دائمة.

تكريم دولي

وعن نيلها شارتين دوليتين في كرة القدم، تقول: «شاركت في جميع الدورات والاختبارات التي أقامها (الفيفا) والاتحاد الرياضي العام، نلتُ أول شارة دولية للتحكيم في الصالات عام 2011، ثم نلت الشارة الدولية للتحكيم على الملاعب العشبية عام 2015 - اختصاص حكم مساعد، ثم كانت شارة التحكيم الدولية للنخبة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بناء على ذلك وعندما أقام مكتب الأمم المتحدة في "جنيف" معرضاً افتراضياً للصور تحت عنوان "ليست مهنة امرأة"، بمناسبة عيد العمال العالمي، اختار عدداً من نساء العالم العاملات دعماً وتشجيعاً لهن، وكنت من بينهن بصفتي حكمة كرة قدم متميزة، ونموذجاً للمرأة السورية العاملة التي تخوض مع الرجل أصعب المهن، وأرفق مكتب الأمم المتحدة في جنيف على صفحته صورة لي، وجرى التعريف بي كأول آسيوية تنال الشارة الدولية، ولاعبة منتخب وطني للسيدات».

حكم مثالي

بدوره يشيد "أحمد الصالح" رئيس اللجنة الفنية لكرة القدم في "الحسكة" بموهبة الحكم "ربا" في ميدان كرة القدم، فهي تملك -حسب وصفه- جرأة كبيرة وقرارات صائبة وشخصية مثالية للحكم، وخلال قيادتها العديد المباريات، كان الرضا دائماً من طرفي اللقاء ومن الجماهير أيضاً، فهي تمزج بين اللين والقوة، وتطبق القانون وروح القانون، هي سمات لا يجيدها إلا الحكم المثالي.

"ربا آصف زرقا" من مواليد مدينة "دمشق" عام 1985.