لقاءات ومواد إعلامية كثيرة نشرت وبثت عبر أهم وسائل الإعلام العربية والأجنبية تتحدث عن المبرمج "براء حباب" واكتشافه لثغرات في موقع "فيسبوك"، لكن مالا يعرفه الكثيرون هو أنّ تميّزه بدأ منذ طفولته، فكان معروفاً في الحيّ الذي يقطنه أنّه المنقذ من عثرات البرمجيّات، فالكثير من جيرانه وأصدقائه يتواصلون معه لمساعدتهم عند حدوث أي اختراق لصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

بدأ "براء" دراسة المعلوماتيّة منذ مرحلة الثانويّة، وتعلّم الألف باء لأساسيّات البرمجة الأولى، ومع الجهد الإضافي، استطاع تطوير مهاراته وأصبحت المواقع العالميّة وجهته، فبحث بدقّة في موقع "فيسبوك"، واكتشف ثغرة أمنيّة في تحديث 2016، والتي تسمح بدخول صفحات عامّة، حتى لو لم يكن مسؤولاً أو مشرفاً أو محرّراً فيها، ويقول لمدوّنة وطن "eSyria": «تواصلت مع إدارة الموقع وأرسلت لهم هذا الاكتشاف، لكن لم يصلني أي رد، فلم أكلّ ولم أملّ، وفي العام التالي استخدمت هذه الثغرة للتحكّم بمحتوى صفحة وحذفه بشكل كامل، وهو فيديو تضمّن استفزازاً لعدد كبير من روّاد السوشال ميديا، وتواصلت عبر البريد الإلكتروني مع فريق مطوّري عمل فريق "فيسبوك"، وقمت بتقديم الثغرة مع الدالّة بإخفاء الدالّة، وإرسال مقالة تثبت الخطأ، وهذه المرّة تمّ تكريمي من قبل إدارة "فيسبوك" ماديّاً ومعنويّاً، من خلال شهادة أرسلت لي عبر البريد الإلكتروني، ثمّ اكتشفت ثغرة أشدّ خطورةً في الموقع، كونها تنتهك خصوصيّة المستخدمين من خلال مراقبة أي صورة يقوم المستخدم بتحميلها عبر فيسبوك، حتّى لو لم يقم بنشرها، ليس هذا فحسب، بل يمكن الوصول لمعلومات المستخدم وكلمة السرّ الخاصّة بحسابه، وللوصول لهذا المستوى من الخبرة وكشف الثغرات الدقيقة واظبت على قراءة كتب باللغة الإنجليزيّة عن تفاصيل وعوالم البرمجة، بسبب عدم توفّر المعلومة الكاملة في الكتب المترجمة، كما أنّي طلبت المساعدة من أساتذة ومختصّين لكنّي لم أحصل على ما كنت أطلبه، لكنّي لم أسمح لشيء أن يقف في طريقي وتابعت البحث والتعلّم بنفسي، ومع سفري إلى "السويد" واصلت شغفي بإغناء ثقافتي المعلوماتيّة، وأصبحت رغم بعدي عن البلد، المسؤول التقني لعدّة مواقع وصفحات سوريّة دون مقابل مادّي».

أثبت "براء" جدارته في العمل بفترة قياسيّة، فهو متفانٍ في عمله التقني المتقن، فلا يكتفي بتنفيذ ما يطلب منه، إنّما يبادر بطرح مقترحات لتطوير العمل إلكترونيّاً وبأسلوب بسيط جداً، كما يلتزم بأوقات تسليم العمل فساهم في الحفاظ على آليّة عمل منتظمة، وعلى الصعيد الشخصي فهو يساعد الجميع إن كان يعرفهم أو لا، ومهاراته التقنيّة ليست حكراً للوصول إلى الربح، فهو محب للتطوّع والمساعدة ويعدُّ كل هذا إفادة متبادلة بينه وبين الآخرين

وتعدّ صحيفة "صاحبة الجلالة" الالكترونية الصادرة في دمشق من الجهات التي عمل لصالحها في المجال التقني، والصحفيّة "نيرمين الموصلّي" التي تكتب فيها، أشادت بعمل ومهنيّة "براء"، حيث قالت لمدوّنة وطن: «أثبت "براء" جدارته في العمل بفترة قياسيّة، فهو متفانٍ في عمله التقني المتقن، فلا يكتفي بتنفيذ ما يطلب منه، إنّما يبادر بطرح مقترحات لتطوير العمل إلكترونيّاً وبأسلوب بسيط جداً، كما يلتزم بأوقات تسليم العمل فساهم في الحفاظ على آليّة عمل منتظمة، وعلى الصعيد الشخصي فهو يساعد الجميع إن كان يعرفهم أو لا، ومهاراته التقنيّة ليست حكراً للوصول إلى الربح، فهو محب للتطوّع والمساعدة ويعدُّ كل هذا إفادة متبادلة بينه وبين الآخرين».

الصحفية "نيرمين الموصلي"

يذكر أنّ المهندس "براء حباب" من مواليد "دمشق" 1996، ويقيم في "السويد" منذ 2016.

المهندس "براء حباب"