منذ بداياته كان مديراً ومدرساً في آن معاً، فكان أصغر المديرين سناً في تلك الفترة.

المدرس المتقاعد "هاني الصباغ"؛ التقه مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 أيار 2015، فحدثنا عن بداياته في التدريس بالقول: «درست الصف الخاص في "دمشق" وتخرجت عام 1973، وفي عام 1974 صدر قرار تعييني في "الحسكة" كمدير ومدرس في نفس الوقت، وكان في ذلك مسؤولية كبيرة، وصعوبة في تدريس بعض المواد لعدم وجود الوسائل المساعدة مثل دليل المعلم أو موجه لكل مادة، فكنت أقضي معظم الليل في محاولة حل مسألة رياضيات للصف السادس بالطريقة الأسهل، لأتمكن من إعطائها في اليوم التالي بالطريقة الصحيحة، وقد استطعت خلال سنة تعييني في "الحسكة" أن أنجح في تقديم المعلومة كمدرس وأضبط المدرسة كمدير في نفس الوقت، وذلك لأنني درست الصف الخاص برغبة مني».

تعينت أنا و"هاني" أول سنة في "الحسكة" وكنا المدرسين الوحيدين في المدرسة إضافة إلى أن "هاني" كان مديراً للمدرسة وكان ذلك ليس بالأمر السهل عليه، إلا أنه كان ناجحاً في التدريس وفي الإدارة، وأكثر ما كان يميز طريقة تعليمه الهدوء في طرح المعلومة والاعتماد على محاورة الطالب وإيصال الفكرة إليه، فكان من أكثر المعلمين عطاء وإخلاصاً، فكان يقضي أغلب الليل في تحضير الدروس ليتمكن من إعطاء المعلومة بالطريقة الصحيحة

ويتابع "الصباغ" بالقول: «انتقلت بعدها إلى "ريف دمشق" وتعينت في "نجها" كمعلم ، ثم انتقلت إلى "صحنايا" ودرسّت مدة سنة ونصف السنة، وبعد انتهائي من الخدمة العسكرية عدت لممارسة عملي التدريسي في "صحنايا"، وبعد مدة قصيرة تم تكليفي بإدارة المدرسة من بين 12 مدرّساً وكنت أصغرهم سناً حيث كنت في سن 26، وعانيت من صعوبة الموقف لوجود أساتذة في المدرسة أشرفوا على تدريسي في مرحلة من مراحل تعليمي، وبتسلمي الإدارة كانت تقع علي الكثير من المسؤوليات، فيفترض بي أن أكون المدير والمعلم والمرشد والموجه وأمين مستودع المدرسة، بقيت مديراً منذ عام 1981 حتى عام 1992، استطعت خلال مدة إدارتي تغيير الكثير في المدرسة سواء في البناء، أو في طرح أساليب تدريسية جديدة وتنمية مواهب الطلاب في كافة المجالات مثل العزف والغناء والعلوم والرياضيات والرسم، وخلال هذه المدة تسلمت مدير "ملتقى صحنايا الثقافي"، وكان أضخم ملتقى في "ريف دمشق"، بعدها طلبت تسليمي كمعتمد مالي للمدرسة بعدما عانيت من صعوبة وتعب العمل الإداري حتى تقاعدت عام 2012، وأشغل حالياً رئيس الوحدة النقابية للمعلمين المتقاعدين في الغوطة الغربية».

عصام رزق

كما التقينا "عصام رزق"؛ مدرس متقاعد وزميل المعلم "الصباغ"، الذي حدثنا عنه بالقول: «تعينت أنا و"هاني" أول سنة في "الحسكة" وكنا المدرسين الوحيدين في المدرسة إضافة إلى أن "هاني" كان مديراً للمدرسة وكان ذلك ليس بالأمر السهل عليه، إلا أنه كان ناجحاً في التدريس وفي الإدارة، وأكثر ما كان يميز طريقة تعليمه الهدوء في طرح المعلومة والاعتماد على محاورة الطالب وإيصال الفكرة إليه، فكان من أكثر المعلمين عطاء وإخلاصاً، فكان يقضي أغلب الليل في تحضير الدروس ليتمكن من إعطاء المعلومة بالطريقة الصحيحة».

كذلك حدثنا المحامي "أيوب مزهر" الذي كان أحد طلاب "الصباغ" في المرحلة الابتدائية بالقول: «أكثر ما يميز الأستاذ "هاني" طريقته في إيصال الفكرة وأسلوبه المحبب عند الطالب؛ حيث كان يجعلنا ننتظر مادة الرياضيات بشوق؛ التي كان أغلب الطلاب يعانون من تقبلها، فكان جازماً ومهيباً.

أيوب مزهر

وقد ساهم أسلوبه اللطيف مع الطلاب في جعله شخصية اجتماعية مرموقة داخل وخارج المدرسة، فنحن نلجأ إليه كمعلم وصديق في أغلب القضايا التي تعتري حياتنا، وخاصة فيما يتعلق بنشاطنا في ملتقى "صحنايا" الثقافي، الذي أسس بجهود مباركة قدمها الأستاذ "الصباغ" مع عدد من المثقفين الآخرين».

بقي أن نقول إن المعلم "هاني الصباغ" من مواليد 1955، متزوج وله من الأولاد الذكور شابان، وفتاة واحدة؛ هي المغنية السورية "هالة الصباغ"، التي فازت بالمركز الأول على مستوى العالم في مهرجان "ميلانو" في إيطاليا لأغنية الطفل عام 1998.