دخلت نبتة "الكوسا القرعية" البلاد ثمرة غريبة، ما لبثت أن انتشرت بعد ملاءمتها ظروف البيئة الساحلية، وأبهرت المزارعين بمزايا النمو والعمر الطويل وغزارة الإنتاج، أما استخداماتها فعديدة وتبدأ من الجذور.

يلف الغموض والغرابة معظم مراحل نمو نبتة "الكوسا القرعية أو الفرنجية" كما يحلو لبعضهم تسميتها، وذلك لأن ظروف نموها وإنتاجها وفترة إنباتها وطول عمرها يختلف عن معظم النباتات الساحلية المعروفة وخاصة أبناء فصيلتها "الكوسا، البطيخ، القرع، أو العجور"، وفي حين أتقن العديد من المزارعين أسلوب زراعتها فإن المعلومات الخاصة بها مازالت محصورة في دائرة صغيرة على رأسها "مراكز البحوث العلمية الزراعية" في مدينة "طرطوس"، ومن هناك تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15 أيار 2014 المهندس الأستاذ "إبراهيم شيحا" مدير المركز، الذي أخبرنا بالتفصيل عن "الكوسا القرعية" بما يزيل كل غموض وتساؤل عن هذه الثمرة وطبيعتها، حيث قال: «تسمى "الشايوت"، وتنتمي إلى عائلة "القرعيات"، لها جلد رقيق أخضر كثير التجاعيد، ولب أبيض، وفيها بذرة واحدة ناعمة الملمس، وطعمها متوسط الحلاوة، يمكن تناولها كاملة إضافة إلى الأوراق والساق والجذور، سواء تم تناولها "نيئة، أم مطبوخة، ومقلية، ومسلوقة، ومحمصة، ومخللة، وهي ومن "الخضار الفصلية"، لكن بخلاف بقية المحاصيل لا يوجد دليل تاريخي على بدء زراعتها، وتنتمي إلى عائلة القرعيات "كوسا، بطيخ، قرع"، وتعدّ نباتاً متسلقاً ينمو لمسافات طويلة، ولها عدة أسماء: "كوسا قرعي، قرع إسباني، شوكو، خيار قرعي"، وتسمى في الأصل الإنكليزي "Chayote Squash, Choko, Mirliton, Vegetable Pears"».

تتكاثر "الكوسا القرعية" بالثمار الكاملة، التي تزرع بعد نضجها التام مقلوبة أو مائلة إلى الأعلى، وتترك فترة خارجاً قبل وضعها في الأرض لتتشقق من نهايتها، حيث تبقى البذرة داخل الثمرة ويظهر رأس النبتة، ثم توضع في التربة لتنمو، ومن أصنافها "الخضراء الفاتحة، والصفراء"، وهي تحتاج إلى جو دافئ لتمنو، حيث تتأثر بسرعة بموجات الصقيع

جرب السيد "فادي عمران" -من مزارعي "سهل عكار"- زراعة هذه النبتة، وعن ذلك يقول: «نسمي هذه النبتة محلياً "كوسا الفرنجي" بسبب شكلها المشابه لثمار "الكوسا" لحد ما، وهي تزرع بطريقة غريبة حيث توضع الثمرة الناضجة في مكان جاف لمدة تختلف باختلاف ظروف الطقس، بانتظار أن تتشقق مؤخرة الثمرة ليظهر منها رأس النبتة، وينمو ببطء ليصل إلى 20سم وأكثر، عندها يمكن وضع الثمرة في التربة لتعطي جذوراً، وهي تنمو كالنباتات المتسلقة، وتشبه شجرة "العنب" من حيث تمددها وشكل أوراقها، من جهة أخرى هي نبة معمرة زرعتها منذ 5 سنوات ولاتزال كل عام تعود "سيقانها" لتنمو بكثافة وقوة في فصل الربيع، حيث تموت أغصانها الرقيقة وتبقى القاسية القديمة القريبة من سطح الأرض، لتنمو بداية فصل الربيع، لكن لاعلم لي بالعمر الذي يمكن أن تعيشه، وفي موازاة ذلك تعطي النبتة كمية كبيرة من الثمار في الحدود الدنيا للعناية بها، حيث لا تكلفني سوى السقاية والقليل من "السماد الطبيعي"، وككل الأشجار والنباتات الجديدة والغريبة فإن سبب زراعتها لا يتعدى التجريب ومحاولة التعرف عليها عن قرب، أما استخدامها كغذاء فيكون عبر طبخها كـ"الكوسا والباذنجان"».

يمكن تحسس الساق القوية لـ"الكوسا القرعية"، التي تحتاج إلى شباك ودعامات لترفع النبتة المتفرعة عن الأرض بما يشبه زراعة "العنب والكيوي"، حيث تبدأ بعد وصولها إلى طول 1م بإعطاء الثمار بين مكان نمو الورقة والساق، فيظهر برعم الثمرة مباشرة وفي نهايتها زهرة صغيرة، تستمر لفترة محددة ثم تسقط، وقد تتجاوز فروع النبتة في نموها الطولاني مسافة 10م.

وفي نفس السياق يضيف الأستاذ "إبراهيم" بالقول: «تتكاثر "الكوسا القرعية" بالثمار الكاملة، التي تزرع بعد نضجها التام مقلوبة أو مائلة إلى الأعلى، وتترك فترة خارجاً قبل وضعها في الأرض لتتشقق من نهايتها، حيث تبقى البذرة داخل الثمرة ويظهر رأس النبتة، ثم توضع في التربة لتنمو، ومن أصنافها "الخضراء الفاتحة، والصفراء"، وهي تحتاج إلى جو دافئ لتمنو، حيث تتأثر بسرعة بموجات الصقيع».

مقطع نصفي للثمرة

وفي حديث آخر تقول السيدة "فاتن فرحة" معلمة وربة منزل من مدينة "طرطوس": «جربت طبخ "الكوسا القرعية" بأكثر من طريقة، كما تطبخ "البطاطا أو الباذنجان"، و"الكوسا المطبوخة"، كما ويحلو لبعضهم سلقها وأكلها مع الملح، ورغم أن طعمها لم يرق إليّ إلا أنها محببة لدى الكثيرين، عدا أكلها نيئة حين تكون الثمرة غضة في بداية نموها كـ"العجور"، أما أوراقها فيمكن استخدامها إذا كانت أيضاً غضة وكبيرة كـ"الملفوف، وورق العنب، والتوغنينة"، أي أن يتم لفها بعد وضع الأرز داخلها لتطبخ كما الكوسا العادية، ناهيك عن استخدامات أخرى لم أجربها بعد منها تقطيع الثمرة إلى شرائح وقليها، كذلك قلي رأس النبتة الغض والأوراق الحديثة الغضة مع البيض».

إحدى طرق طبخ "الكوسا القرعية"