من التوالف والمواد المستعملة تتم إعادة إنتاج مواد جديدة قابلة للاستخدام، فتتشكل حالة إيجابية معنوية من خلال تطبيع ونشر ثقافة إعادة التصنيع، ومادية من خلال توفير اقتصادي للمصادر الطبيعية لتلك المواد...

مدونة وطن "eSyria" التقت السيد "مصطفى الدباس" (ناشط في منتدى البناء الثقافي) بتاريخ 27 آذار 2014؛ الذي تحدث عن فكرتي إعادة التدوير وإعادة التصنيع ومدى فاعليتهما في المجتمع السوري، ويقول: «ثقافة إعادة التدوير (Recycling) وإعادة التصنيع (Upcycling) غير رائجة في مجتمعنا، على الرغم من أهميتها في المحافظة على المصادر الطبيعية لبعض المواد من النفاد، والفرق بينهما أن الأولى هي عملية تتم في المصانع عن طريق صهر الأشياء المستخدمة ذات المصدر الواحد وإعادة صناعتها من جديد، أما الثانية فهي إعادة استخدام التوالف بطريقة مختلفة لصنع أشياء جميلة وجديدة، حقيقة كلتا العمليتين تهدفان إلى الاستفادة المثلى من المواد الموجودة واستغلالها لصنع أشياء ذات معنى وفائدة وقيمة فنية جمالية».

في النهاية أنتجت الورشة تحت عنوان "مولاج" (أي تصميم فستان وعرضه مباشرة على المنيكان بدور وجود عارضات) 7 أعمال مكونة من مواد مختلفة، مثل: (أكياس النايلون - أوراق الجرائد - مجلات قديمة - أسلاك معدنية - بقايا أقمشة - ورق قصدير)، وهي التوالف التي تتوافر في المدن على عكس الأرياف التي تعتمد على توالف الطبيعة لإعادة التصنيع

وعن تجربته في النشاط الذي شارك فيه مؤخراً حول إعادة تصنيع الأشياء القديمة لصنع تصاميم أزياء تحت عنوان "مولاج" يقول: «كان المشروع اقتراحاً من أحد رواد المنتدى الذي انطلق من فكرة عريضة هي إعادة إعمار "سورية"، شارك فيه 8 أشخاص أغلبهم شباب من طلاب الجامعات والمهتمين بالأعمال المجتمعية، وكل مشترك اختار طابعاً خاصاً ليخرج بتصميم فني لفستان منسجم مع أحد أنواع الموسيقا أو الفن التشكيلي العالمية، فأحدهم اختار لوحة تشكيلية للفنان العالمي "فان كوخ" وصمم فستاناً مستوحياً من اللوحة الأصلية له التي حملت عنوان (ليلة مقمرة)، وبعضهم اختاروا نموذجاً من المدرسة التكعيبية، ومنهم من اختار الطابع القديم وأنتج أنواعاً من الألبسة القديمة الموديل».

توفيق ظاظا

ويتابع: «في النهاية أنتجت الورشة تحت عنوان "مولاج" (أي تصميم فستان وعرضه مباشرة على المنيكان بدور وجود عارضات) 7 أعمال مكونة من مواد مختلفة، مثل: (أكياس النايلون - أوراق الجرائد - مجلات قديمة - أسلاك معدنية - بقايا أقمشة - ورق قصدير)، وهي التوالف التي تتوافر في المدن على عكس الأرياف التي تعتمد على توالف الطبيعة لإعادة التصنيع».

أما السيد "توفيق ظاظا" (عضو في اتحاد شبيبة الثورة) الذي شارك في حملة تدوير الورق التي أطلقتها "الهيئة الشبابية للعمل التطوعي" وشملت 11 محافظة وبدأت منذ عام 2011، فيقول: «سعت الحملة إلى جمع أكبر كمية من الورق التالف وفرزها لإعادة تصنيعها بهدف الحد من هدر هذه المادة والتقليل من المواد الحيوية الداخلة في تصنيعها من أشجار ومياه وطاقة، وقد وصل عدد المشاركين حتى نهاية الحملة إلى 100 ألف طالب، ويمكن القول إن الفائدة الاقتصادية تتلخص بأن إعادة تصنيع 1 طن من الورق يوفر 60% من الطاقة التي نحتاجها لتصنيعه من خاماته الأولية، أما على الصعيد الاجتماعي فالحملة نشرت ثقافة التطوع وإعادة التدوير والحالة الإيجابية التي شكلتها وخاصةً بين الشباب من خلال تنمية الروح الجماعية بين فريق العمل وتحسين الوضع المعيشي من خلال تخفيض نفقات بعض المواد التي تخضع لإعادة التدوير».

مصطفى دباس
من ورشة مولاج