تعتبر أغاني الغزل "الفراتية" التي يغنيها أبناء الشعب رجالاً ونساء في ريف "الفرات" عامة وفي "دير الزور" خاصة، أغانٍ مرتبطة بحياة الناس مثل أغنية "لهلنا يا جويد لهلنا"، و"يا علا".
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 11/11/2013 السيدة "حسنى العبيدان" من أهالي "الدير" التي قالت: «أغنية "لهلنا ياجويد لهلنا" قديمة في "دير الزور" وتعود إلى مئات السنين، ولا يعرف قائلها للأسف، وهي من ألوان الفنون الشعبية الفراتية "القولية" التي تستمر وتنمو بطريق الرواية الشفهية، ومثال عليها الكلمات التالية:
تزخر الأغنية "الفراتية" بالمعاني التي كوّنها الشعب خلال تاريخه أي إنها أرشيف الشعب تفصح عن طريقة تفكيره ولغة عواطفه، وكانت الأغنية "الفراتية" تؤدى بأصوات جميلة وكان الناس يعجبون بالصوت ويعبرون عنه بقولهم "لفلان صوت يرمي الطير"
"لــــــــهلنا لــــــهلنا / ياجويد لهلنا
ياحمرة خـــــــــديدج / ورد الدودحنه
ما شفت أنا صالح / اليوم ومبارح
يـــــــاغزال السارح / شندلوا ظـــــعنا"».
وقد أشار الباحث المرحوم "عبد القادر عياش" في مجلة "صوت الفرات" عن تلك الأغنية بالقول: «هي قديمة في "دير الزور"، وكانت تغنى في الدبكة بمصاحبة المزمار والطبل قبل /120/ عاماً، وقيل إنها تروي قصة فتاة "ديرية" زوجها أهلها من شاب أصله نصراني أسلم أبوه، وكانت تحب شاباً اسمه "صالح" ومستهلها لازمتها:
"لهلنا لهلنا / ياجويد لهلنا
ياحمرة خديدج / ورد الدودحنه
ما شفت النصراني / فضبني من عراني
ارحلوا جيراني / باتي الليلة عدنا
هل العجي النصراني / قضبني من إيدي
ياعنز النجودي / كلهل ليل أعنه"».
وأضاف: «تزخر الأغنية "الفراتية" بالمعاني التي كوّنها الشعب خلال تاريخه أي إنها أرشيف الشعب تفصح عن طريقة تفكيره ولغة عواطفه، وكانت الأغنية "الفراتية" تؤدى بأصوات جميلة وكان الناس يعجبون بالصوت ويعبرون عنه بقولهم "لفلان صوت يرمي الطير"».
وتابع "عياش" في مجلة "صوت الفرات" عن الشق الثاني من ألوان الغزل وهي أغنية "ياعلا" قائلاً: «كان يغنى منذ ربع ما يزيد على خمسين عاماً في "دير الزور" في السهرة بلون محلي، وهو قريب من غناء "اللالا" يتألف مثله من عشرات الأبيات، يختلف عنه في إضافة عبارة "ياعلا" في أول البيت الأول وفي أول عجزه وإضافة عبارة "علعين ياعلا" بعد الشطر الرابع، ومن أبياته:
"ما قلتلج يا يمه / جوا الجسر صواره
محروسة دية الغالي / هل تلف السكارة
والله لقعد علدروب / مثل الحواج التايه
بلجي تمر الحلوة / وتعدل الحظ المايل"».
وبين "عياش" في كتابه بالقول: «من خلال ما جمع من أغنية "ياعلا" من أبيات "شعر" نلاحظ أن قائله يتغزل به أينما وجد، فالرجل والمرأة يلتقيان في مناسبات عدة في المرعى والحقل والطريق وعلى مناهل الماء وفي مواسم الحج وغيرها، فالجنسان حريصان على اللقاء والغزل حرصاً كان منذ الأزل وسيبقى إلى النهاية».
وردد "عياش" في كتابه ما جاء من أبيات وقال:
"الغالي طب الدير / شل القهاوي بصيته
شغل حلب يدلاله / وشغل العجم صينيته
اشوف الغالي مجافيني / قولوا واش رايد مني
لـــــو راد الروح مـــــسندها / ويلي لا يبعد عني".
وأضاف:
"دقي عامود التيل / ودزي بالله برقية
اريد اخبر المحبوب / شنهو الصايربيه
بين الأوضة والعيال / شكم عمود اذاعة
والله لأخـــــذ محبوبي / يلون ابيع الكاعة".