تعتبر أغاني "عالمايه" و"ياغزال البر يابو سويعية" و"عل يادل يادل يادل ياام العبيدية" من الأغاني التي رافقت المزارعين في بيوتهم وعملهم وحقولهم، حيث كانت تعبر عن حقيقة ما يدور من حب وألم وفرقة، حتى أطلق عليها الباحثون اسم أغاني "العمل".
مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 10/8/2013 السيدة "سلوى محمد" التي قالت عن أغاني العمل في وادي الفرات: «يشتهر وادي الفرات بتراث غنائي وألوان متعددة تعبر عن صور الحياة العامة في أنماطها وسلوكها هماً وحزناً وفرحاً وحباً، وتعتبر أغاني "المايه" و"أبو الورد" و"ياغزال البر يابو سويعية" قديمة في "دير الزور" وتغنى في العمل خاصة أيام الحصاد في الحقول، وكذلك أصحاب الحرف اليدوية والمهن يهزجون بها أثناء قيامهم بأعمالهم، كالدهان والخياطة والنجارة».
هناك أغنية "ياغزال البر يابو سويعية" نظمها أربعة أشطر الثلاثة الاولى متحدة القافية (جناس), وقافية الشطر الرابع ينتهي براء وياء وهاء ساكنه, ويغنى بنغم الحجاز في الدبكة وفي أثناء العمل, ومعنى أبو سويعيه: أي الشارد في البريه يسيع، أي ساع الماء جرى
ويشير الباحث "عبد القادر عياش" في كتابه "غزليات من الفرات" عن أغاني العمل بالقول: «هناك أغنية "أبو الورد" قديمة في "دير الزور" من بحر مجزوء الرجز, تُنظم أربعة أشطر الثلاثة الأولى متحدة القافية (جناس) مختلفة المعاني, والرابعة بقافية المستهل لازمته:
أبو الورد يبو الورد / غزلان على المارد ترد
بالله اطلعي وتمايلي/ وبراس غرنوجج ورد.
"الغزنوج : هي الغزة".
كان يغنى في الدبكة أو في أيام الحصاد على إيقاع الصفق بالأيدي وهذه أبيات منه:
طلعت بصورة نونها / والكتب واليقرونها
حبر ياسود عيونها / عيون الغزال اللي يرد
طلعت بجبار السبع / واللي ركب فوق السبع
حلو المعاني والطبع / ما يوم قالولي حرد».
وأضاف "عياش" بالقول: «هناك أغنية "ياغزال البر يابو سويعية" نظمها أربعة أشطر الثلاثة الاولى متحدة القافية (جناس), وقافية الشطر الرابع ينتهي براء وياء وهاء ساكنه, ويغنى بنغم الحجاز في الدبكة وفي أثناء العمل, ومعنى أبو سويعيه: أي الشارد في البريه يسيع، أي ساع الماء جرى». ومنه:
ياغزال البر يابو سويعيه / يا معذب قلبي والله خطية
ليش تضربني وآني ربيعك / بكل المال يالغالي ما ابيعك
وان طعتني يا شويقي اطيعك / ونسيع مع الغزلان بالبريه
وهناك من يقول أيضاً:
ليش تضربني وسيفك شاطر/ حلو المعاني عدنا شاطر
لاذبح ثلاثة من أجل الخاطر/ واذبح ثلاثة للابسه الهبرية».
وتابع عياش" بالقول: «لا يزال أهل "الفرات" يرددون أغنية "عل المايتين المايه" وهي تغنى بنغم العجم في الدبكة وفي أثناء العمل, وهي تنظم بأربعة أشطر (جناس), والرابع ينتهي بألف وياء مفتوحة وهاء ساكنة, وهناك خلاف في التسمية منهم من يقول: الماية هي الناقة ذات السنامين, ومنهم من يقول بأن معناها المشرعين أي النازلين على النهر. ومنها:
عالمايتين المايه / عالعين يا ملاية
فرحة بنت كويدر/ يا مهيرة الغزاية
ياويل ويلي صحوني/ خدك بياض صحوني
يأهل الهوى صحوني / سكران ماني براية».
ويختم "عياش" حديثه بالقول: «تنتشر في "دير الزور" أغنية "عل يادل يادل يادل يام العبيدية" وهو قريب من الموليا لحناً وأداءً, وينظم بأربعة أشطر, ثلاثة متحدة القافية (جناس), والرابع ياء وهاء ساكنه. ولازمته:
عل يادل يادل يادل / يا ام العبيدية
يا جوخ لافصلك / للغالي صدريه
طلعت برا الجبل / لقيت لمتهم / كلهم هباري حمر / يا زين لمتهم
ربي بجاه النبي / واصير جنتهم / والبس ثياب العرس / وأدق جوبيه.
"العبيدية: هي حلي ذهبية صغيرة رقيقة تعلق بشعر جبة المرأة تتدلى على الجبين، وما زال هذا الزي شائعاً "بدير الزور" وتسمى القطعة المتدلية "دندوش"».