تعوّد جمهور "الزيكو هاوس" في شارع "سبيرز" في "بيروت" أن يستمع لـ"صوت سوريا الشعر" بأفواه ممتلئة بالوجع عبر أمسية "يا مال الشام.. شعر وخمر" التي ينظمها أسبوعياً الكاتب والمخرج المسرحي السوري "أحمد كنعان" ليلتقي فيها الجمال بالوجع، والألم بالأمل، والفراق عبر أصوات شعرية سورية ولبنانية اختارت "الزيكو هاوس" مكاناً لقليل من البوح الممنوع.
لكن الرحلة التي استمرت خمسة أشهر في بيروت اختتمت أمسياتها الخميس 16/ أيار بحضور الوسط الثقافي والفني السوري واللبناني في "بيروت"، وانتقلت إلى "دمشق عاصمة الياسمين" لتكمل مشوارها في صالة "نينار" بـ"باب شرقي" عبر أمسية امتزجت فيها كل الأحاسيس الرقيقة الممتعة والموجعة.
كانت ليلة في غاية الروعة، شعر حقيقي رغم التباس التعريف، ومستمعين يتقنون الإصغاء، ومشاركات من الأحبة "إياد شاهين، عمر جمعة ، يارا المحاميد، رنا النقشبندي" ولمسة رقيقة من "ليندا حمود" بقصائد "محمود درويش"، وتألق غير متوقع من "سامر محمد إسماعيل" و"عدنان الازروني"، شكرا للجميع وعلى أمل الاستمرار بإنجاح هذا الملتقى
مدونة وطن "esyria" وبتاريخ 28/5/2013 حضرت الأمسية وتحدث صاحب فكرة الملتقى الكاتب والمخرج المسرحي "أحمد كنعان" قائلاً: «كانت ليلة في غاية الروعة، شعر حقيقي رغم التباس التعريف، ومستمعين يتقنون الإصغاء، ومشاركات من الأحبة "إياد شاهين، عمر جمعة ، يارا المحاميد، رنا النقشبندي" ولمسة رقيقة من "ليندا حمود" بقصائد "محمود درويش"، وتألق غير متوقع من "سامر محمد إسماعيل" و"عدنان الازروني"، شكرا للجميع وعلى أمل الاستمرار بإنجاح هذا الملتقى».
أما "عمر جمعة" فقال: «حقاً كانت أمسية حافلة بالبوح والشجو والشجن، أبكانا "سامر إسماعيل وعدنان الأزروني"، ونفضا عن أرواحنا بلادة الانتظار والسكونية التي غرقنا فيهما منذ عامين وتزيد، تبادلا المرايا، فتبادل الحضور وجوههم.
هل أقول إنها أمسية من العمر.. لم لا؟!!.. وقد تطهّرت المفردات والكلمات وتحرّرت من قواميسها ورتابتها في قصائد "سامر إسماعيل"، وكيف لا أنحني أمام زجليات "عدنان الأزروني" وقصائده المترعة بالجمال حين ارتقى بالقصيدة من دلالاتها الضيّقة لتصير أغنية تتصاداها جدران "نينار".
شكراً "أحمد كنعان" لأنك تثبت دائماً أنك مغامر وعاشق، و"سامر إسماعيل" لأنك أعطيت للنثر معنى مختلفاً، و"عدنان الأزروني" على تحيتك لفلسطين، وشكراً لكل من أصغى بكل جوارحه، فأنتم جميعاً مؤتمنون على الشعر».
لا تغيب "دمشق" عن النازحين السوريين، يتحول حنينهم إلى الماضي حجراً يثقل كواهلهم، لكن غالبيتهم تتمكن من توظيف هذه المشاعر في نتاج فني رافضة الاستكانة إلى حزنها على بلادها الجريحة، هكذا قررت مجموعة من المثقفين والفنانين السوريين المقيمين في "بيروت" إقامة أمسية أسبوعية كل ليلة جمعة في "زيكو هاوس" تحمل عنوان "يا مال الشام – شعر وخمر"، تتضمن نصوصاً أدبية حديثة، استضاف المكان الشاعر السوري "سامر محمد إسماعيل" الذي ألقى نصوصاً من وحي الأزمة من ديوان "أطلس لأسمائك الحسنى" وهو قيد الطبع، وفي أمسية أخرى، شارك الشاعر والصحافي "اسكندر حبش"، برفقة الشاعر السوري الشاب "أحمد باشا"، ولم تنته الليلة قبل أن تحضر "دمشق" من وجهة نظر عشاقها، إذ قدّم الممثل "أيهم آغا" أداء مسرحياً لافتاً يضم نصوصاً مختلفة للشاعر العراقي "مظفر النواب".
يذكر أن فعاليات ملتقى "يا مال الشام...شعر وخمر" استمرت خمسة أشهر في "بيروت" وقدم العديد من الأصوات الشعرية المميزة قراءاتهم ضمنه منهم الشعراء "اسكندر حبش، فادي ناصر الدين، باسل الزين، مهدي منصور، ملاك مكي، سامر إسماعيل، عدنان الازروني، عدنان العودة، زينب مرعي، رشا هيكل، عمرو كيلاني"، وغيرهم وانتقل الملتقى إلى "دمشق" لأن صوت الشعر بات ضرورياً كي لا ينسى أحد أن "دمشق" هي مدينة الشعر والفن.