تعتبر من الأغاني التراثية في "وادي الفرات"، وهي من باب الغزل والحماسة، يغنى في الحفلات والسهرات "الديرية"، يعود تاريخها إلى مئات السنين، وتسميتها من الشخص الذي لم يمر
مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 27\3\2013 الفنان "جمال المداد" والذي قال عن أغنية "الميمر": «أٌغنية تراثية قديمة، ولا تزال هذه الأغنية محافظة على جماليتها وجمالية لحنها، علماً أنها تغنى في جميع الحفلات والمناسبات في منطقة وادي الفرات بشكل عام، هناك مقولة من الذين يهتمون ويسمعون الأغاني التراثية وهي أنه إذا لم تغنَ الميمر والمولية في الحفلات أو السهرات الديرية الجميلة، فيعتبرون أن الحفل أو السهرة غير مكتملة».
وربما سمي باسم الميمر وهو "الدّيرم" الذي تستعمله نساء الريف على الشفتين للزينة وهو قشرة الجوز، وهو من نوع الرباعيات وبرغم قدمه لا يزال يغنى في دير الزور وريفها وبعضه يأتي على الحروف الأبجدية
وأضاف : «أغنية "الميمر" تغنى على مقام البيات وأحياناً على مقام الرصد أو (الراست) وهي تتكلم عن العادات والتقاليد في وادي الفرات، تتحدث عن الحماسة والفخر والاعتزاز بالانتساب الى قبيلة أوعشيرة ما في المنطقة، وتتحدث أيضاً عن الغزل والعشق والغرام، ويقال أن اسم "الميمر" جاء عن الذي لم يمر أو لم يأت على الموعد».
وضرب "الدوير" بيتاً من "الميمر"
مامر علينا بوكذيلة مامر \حاير أحب الحنج لولا المنحر
يم الخديد الوردتين الجنة \عجوز ماترضى بشغل الجنة
خد البنية يارفاقا حنة \طبشي عسل مذرور فوقو سكر
ويشير الباحث الاجتماعي المرحوم "عبد القادر عياش" في بحثه "غزليات من الفرات" إلى أغنية "الميمر" بالقول: «قيل أن سكان الفرات الأوسط هم الذين أوجدوه قبل قرنين من الزمن وهو بحر مستقل بذاته ووزنه "مستفعلن مستفعلن مستفعل" وينظم بأربعة أشطر الثلاثة الأولى بقافية متحدة أما الشطر الرابع فيختم بقافية الراء الساكنة ويسمى "ليمر"، "ميمر"، "عليمر"، "علمامر"، وفي نظمه جرس موسيقي عريض سلس التلحين في كافة الألحان أي بسيط التلحين، يستعمل في : الغزل والفخر والحماسة، يغنى بنغم البيات وله عدة مجزوءات تنسجم مع وزنه في الموسيقا».
وأضاف "عياش": «يغنى في الدبكة مصحوبا بموسيقى الطبل والمزمار المزدوج أي كما نسميه في منطقتنا الفراتية "المطبق"وقيل في سبب تسميته "الميمر" على الذي لم يمر، وقد تكون "ميمر" من السريانية القديمة التي تعني القصيدة الطويلة وجمعها ميامر من فعل "إيمر" بمعنى القول».
وضرب بيتا من "الميمر"
يبو خديد الورد الودني\ امشي على رز الحجل والدنى
ان كان قدامي الترف ودنى \ الهن على بخشيش إحذا أحمر
يبو خديد الوردة والترباني \ خطيبتي بذلك النزل ترباني
لو وسدوني اللحد والترباني\ مسلاج يابطن الغزال مضمر
أم الخديد الوردة الوزتني \ بورور وكسر وبخاصارتي وزتني
تمنيت ربي يشيلني ويزتني \ وبحضن ساهي العين اظل مدثر
ويقول الأديب الفراتي "علي الخاقاني" في كتابه فنون الأدب الشعبي: «وربما سمي باسم الميمر وهو "الدّيرم" الذي تستعمله نساء الريف على الشفتين للزينة وهو قشرة الجوز، وهو من نوع الرباعيات وبرغم قدمه لا يزال يغنى في دير الزور وريفها وبعضه يأتي على الحروف الأبجدية».
وله لازمة هي بيت منه تردد كل بضعة أبيات
ضرب "عياش" مثال :
لامر كلاب النواهي لامر\حاير احب الحنج لولا المنحر
يبو خديد الوردتين الجنة \عجوز ما ترضى بشغل الجنة
خد البنيه ياولد جنة \عسل مذرور فوقه السكر
ويضيف
أم الخديد الوردة البسباتي\ مجزمة لأجل الغوى بسباتي
سايم عليجي المصطفى بس باتي\ صدت وقالت يا مدلل ما أقدر
أم الخديد الوردتين العاوي\ والطوق من ثقل الجذيلة عاوي
مسلاج لولا الذيب يسلا العاوي \لولاحليب النوق يلبي ويخثر
لازمة
مامر زماني ما سقاني مامر\هل جنت أريده راح ويا العسكر