هي ليست من المأكولات الصعبة التحضير، ولكن لها وقتها ومكانها وطقوسها الخاصة ومكوناتها البسيطة من الخبز واللحم والتي تتطلب الخروج مساءً للبرية أو الكورنيش لتحضيرها، فهي تعد من الوجبات الشعبية المشهورة في دير الزور.

للحديث عن أكلة "المارينا" وطريقة تحضيرها التقت مدونة وطن eSyria" بتاريخ 4/3/2013 السيدة "سوزان درويش" من حي "الشيخ ياسين"، والتي أشارت: «تعتبر أكلة مشهورة في "دير الزور"، ويقال إن سبب تسميتها يعود لسيدة مسيحية اسمها مارينا ابتكرت الخلطة وطريقة تحضيرها، والكثير من العائلات تقوم بتجهيزها، حيث تتطلب استعدادات خاصة عندما نقرر أننا سنأكلها بدءاً من اختيار الوقت والذي يكون غالباً بعد غروب الشمس في المساء وانتهاء بالمكان الذي نختاره إما في البرية أو على ضفاف نهر الفرات في الكورنيش، وهي ليست من الأكلات الصعبة التحضير ومكوناتها بسيطة وهي من خلطة اللحم والخبز إما المدعم أو خبز التنور».

الاهتمام المتزايد من قبل العائلات في دير الزور بأكلة "المارينا" دفعنا نحن أصحاب محلات الكباب لصنعها وتجهيزها لهم عندما يكون الجو بارداً وغير مناسب للخروج للبرية أو الكورنيش، بحيث تصلهم للمنزل ساخنة دون جهد وتعب، وكثيراً من العائلات يطلبونها كطبق إضافي إلى جانب الكباب، وتكلفتها لا تختلف عن تكلفة الكباب، ونصنعها حصرياً بخبز التنور لأنه الأفضل في عملية الشواء على النار

أما عن طريقة تحضيرها فتضيف: «نأتي بالمكونات وهي اللحم والبندورة والبصل والبقدونس والثوم والبهار والملح والبعض يضع الفليفلة الخضراء ذات المذاق الحار، ونقوم بفرمها على الماكينة الكهربائية وخلط جميع هذه المكونات مع بعضها بعضاً، ومن ثم نضع هذه الخلطة من اللحم بالمصفاة لتصفيتها من السوائل، وبعد تحضير اللحم نأتي بالخبز التنور أو المدعم ونقوم بمد اللحم المتبل عليه ونطويه أو نضع رغيف آخر فوقه، ومن ثم نضع الرغيف المحشو باللحم المتبل بشبك مخصص لشوي "المارينا" بحيث تكون النار جاهزة، ويتم وضعها على النار الهادئة وتقليبها بعناية لكي لا يحترق الخبز قبل أن ينضج اللحم، وبعد نضجها يتم وضعها في صينية وتقطيعها وتوزيعها ساخنة على الحاضرين مباشرة من المنقل لأنها تفقد لذتها وطعمها المميز إن كانت باردة».

طريقة شوي المارينا

أما السيد "دريعي الجاسم" فيقول: «"المارينا" من الأكلات اللذيذة والتي لها محبوها لما تحويه خلطة اللحم من مكونات وتتبيلة متنوعة، ولا تعتبر طبقاً رئيسياً وإنما نوع من أنواع المقبلات برأيي لأنه لكي تشبع منها تحتاج لكمية كبيرة من الخبز واللحم وهذا يتطلب المزيد من الوقت والجهد أثناء شيها.

فهي من الأكلات التي تجمع شمل العائلة والتشارك في الأكل عندما ينضج رغيف "المارينا" ويتم تقاسمه فيما بينهم، إضافة لذلك لها أيضاً طقوسها وتجهيزاتها الخاصة لأنها تحتاج لأن تكون في الهواء الطلق لتحضيرها حيث لا يمكن صنعها في المنزل لكثرة الدخان الذي يخرج من النار نتيجة سيلان الدهون الموجودة في اللحم على النار فيسبب هذا الدخان إزعاجاً للجوار، وهناك مستلزمات معينة من عدة الشوي وهي الشبك والفحم وإشعال النار وتجهيزها لعملية الشواء وغيرها من الأمور، وكثيراً ما نتفق أنا وأصدقائي للخروج للبرية أو الكورنيش لصنعها أيام العطل بحيث يكون الجو مناسباً لذلك».

خلطة المارينا

السيد "محمد العلي" صاحب محل لصنع "المارينا" يقول: «الاهتمام المتزايد من قبل العائلات في دير الزور بأكلة "المارينا" دفعنا نحن أصحاب محلات الكباب لصنعها وتجهيزها لهم عندما يكون الجو بارداً وغير مناسب للخروج للبرية أو الكورنيش، بحيث تصلهم للمنزل ساخنة دون جهد وتعب، وكثيراً من العائلات يطلبونها كطبق إضافي إلى جانب الكباب، وتكلفتها لا تختلف عن تكلفة الكباب، ونصنعها حصرياً بخبز التنور لأنه الأفضل في عملية الشواء على النار».

السيد "دريعي الجاسم"