اسمها في الساحل السوري " أكيدنيا" وفي مناطق أخرى "أسكدنيا"، ويعني اسمها بالفارسية "الدنيا الجديدة"، يستعمل البعض زهورها كغذاء، والبعض الآخر كعلاج للسعال الشديد عند الأطفال.

شجرة "الأكيدنيا" أو "الأكادنيا" أو "الأسكدنيا" شجرة ربيعية الثمار شتوية الإزهار تنمو في مختلف المناطق السورية، وهي تنتمي إلى مجموعة الأشجار التي زرعت في بلادنا منذ القدم وأصلها من بلاد فارس جلبها التجار والمحاربون من هناك.

في الصباح الباكر ويراعى أن تكون من على رؤوس الأغصان حيث تكون فائدتها أكبر وأكثر ديمومة، ويجب حفظها بعد تذبيلها في مكان لا تصله أشعة الشمس تفادياً لقتل الفيتامينات

يتابع المهندس الزراعي "عدنان شاهين" من الوحدة الإرشادية في "دوير بعبدة" لمدونة وطن eSyria التي التقته بتاريخ 3/3/2013 فيقول: «ميزة الأكيدنيا الرئيسية هي أن إزهارها يكون في نهاية الخريف، وإثمارها يكون في منتصف الربيع حيث تكون الثمار الشتوية قد قاربت على الانتهاء ولم تبدأ الثمار الصيفية بالنضج بعد، ما يجعل زراعتها ذات ريعية عالية ومربحة وخاصة أنها من الأشجار المنزلية إضافة إلى قلة تكاليف خدمتها ومقاومتها لكثير من الأمراض».

الثمار في طور ما قبل النضج

ويضيف: «الأكيدنيا من الفواكه المشهورة عالمياً فهناك تقريباً 40 نوعاً من أصنافها المنتشرة عبر العالم، وفي الساحل يتواجد منها "السكري وفيكتوريا والمستدير والعكاوي- نسبة لمدينة عكا الفلسطينية- والفرنسي" وغيرها من الأنواع، وتتميز جميعها بأنها ذاتية التلقيح وذات طعم ثمري حلو يميل إلى الحامض، وتنمو في مختلف الترب بما فيها الرملية قليلة الملوحة».

وتفيد ثمار الأكيدنيا في كثير من الحالات المرضية يجملها لنا الصيدلاني "محمد الزوزو" اختصاصي المداواة العشبية فيقول: «تعالج زهور الأكيدنيا فقر الدم، وتنظم عملية الجهاز التنفسي، وتقوي الجهاز العصبي والمناعي، وتفيد جداً في إيقاف السعال الديكي الشديد عند الأطفال وذلك بوضع الزهور في ماء مغلي وتركها لدقائق حتى يصبح لون الماء شبيهاً بلون الشاي ثم يسقى منها الأطفال المصابون».

ثمار ناضجة على امها

أما الثمار نفسها فتفيد- كما يشير الدكتور محمد- في تفتيت حصى الكلية بسبب احتواء ثمارها على أحماض مساعدة، وفيها نسبة من الماليك والستريك ونسبة من فيتامين C، وتحتوي كل حبة على 2 غرام من السكريات ما يعني أنها توفر 2 غرام من السكر العادي لمن هم مصابون بالسكري.

ويتم تخزين زهور الأكيدنيا في البيوت كما تقول السيدة "ماري إبراهيم" سيدة منزل بطريقة تحفظ فيها نسبة من الماء كي لا تتكسر حيث تقطف كما تقول: «في الصباح الباكر ويراعى أن تكون من على رؤوس الأغصان حيث تكون فائدتها أكبر وأكثر ديمومة، ويجب حفظها بعد تذبيلها في مكان لا تصله أشعة الشمس تفادياً لقتل الفيتامينات».

مربى الأكدنيا

وبالنسبة للثمار فهي سريعة العطب وتفقد ثمرة الأكيدنيا فائدتها إذا بقيت في الثلاجة أكثر من أسبوع، وتضيف السيدة "ماري" أنه «يمكن صناعة مربى من ثمارها بالطريقة التقليدية حيث تنزع منها البذور وتقشر، ومن ثم توضع ضمن وعاء مع نفس الكمية من السكر وتغلى لفترة من الزمن حتى تصبح هلامية وتترك لكي تهدأ وتبرد وتعبأ في مرطبانات زجاجية خالية من أي أثر للماء وإلا أصبح المربى حامضاً وغير قابل للأكل بعد وقت قصير».

يذكر أخيراً أن فترة الإزهار تستمر لفترة تقترب من الشهرين فأكثر وتبدأ الإزهار في تشرين الأول، وتتميز بكثافة كبيرة في الإزهار غالباً الأمر الذي يساعد على قطف الأزهار دون التأثير على المحصول الثمري، خاصة أنه من المطلوب التخفيف من كمية الزهور عندما تكون المواسم غزيرة كي لا تتعرض الأغصان إلى التكسر وفق نشرة وزارة الزراعة السورية.