تعد بيوت الطين والحجر أحد فنون العمارة القديمة التي تعكس التطور الحضاري في منطقة "حوران"، فقد تميزت هذه البيوت بالدفء في فصل الشتاء والبرودة في فصل الصيف، لكونها تعتمد في بنائها على الحجر القديم مع استخدام الطين المضاف إليه "القش".
موقع eDaraa التقى الباحث في التراث السيد "تيسير الفقيه" بتاريخ 29/1/2012 الذي حدثنا عن البيوت الطينية في منطقة حوران والحجر المستخدم في بنائها بالقول: «تلك البيوت المتلاصقة التي بنيت على الأرض لترسم لنا بعض معالمها بتجانس بهيج لم ترهق كاهل أصحابها في بنائها، بل كانت تلك البيوت تعتمد في بنائها على الحجر القديم، مع استخدام الطين المضاف إليه "القش" لزيادة صلابة البناء وتماسكه.
من يرى تلك البيوت يستعيد شريط الذاكرة ويقف أمام منجزات الأجداد متأملاً الإبداع، يحن للعراقة ويأنس للماضي الجميل. ففي هذه البيوت عاش آباؤنا وأجدادنا، البيت الذي أعيش فيه هو عبارة عن بيوت قديمة من الطين والحجر القديم، تم بناؤه على شكل عقود أقواس وقناطر، وتتميز هذه البيوت بارتفاع سقفها من الداخل، إضافة إلى أن الأبواب والشبابيك مبنية على شكل أقواس، وذلك للتخفيف من الضغط على الباب والشباك بسبب عدم استخدام الحديد في ذلك الوقت للبناء. ويتميز البناء القديم باستخدام حجارة ذات حجم كبير، حيث إن سماكة الجدار تزيد على نصف المتر، وتحيط بهذه البيوت أسوار من الحجر والطين ولها مداخل على شكل أقواس وقناطر، إضافة إلى وجود مضافة خارجية، كما يوجد بأحد أطراف البيت مكان خاص يستخدم لإنتاج "خبز الشراك" ويسمى "الطابون"
يتميز التصميم الداخلي لهذه البيوت بأنه يوجد في جدرانها خزائن تستخدم لحفظ المواد الغذائية التي كانت تتم صناعتها يدوياً "كاللبن واللبنة والجبنة والسمن البلدي والكشك والخبز"، واستخدمت أيضاً لحفظ النقود التي يحصل عليها المزارع من غلة الصيف بعد فترة الحصاد في ذلك الوقت، كما يوجد في هذه البيوت مكان خاص يسمى"المطواة"، والذي يتم ترتيب الفراش العربي الذي يصنع من "صوف الغنم" عليه، والبسط والتي تستخدم لفرش الأرضية في أوقات الشتاء، ويوجد في هذه البيوت "جرة خاصة" تستخدم لحفظ الماء وكانت تسمى قديماً "الخابية"، وفي بعض البيوت يتم تثبيتها على ارتفاع من سطح الأرض، وتستخدم للأغراض المنزلية كالشرب والطبخ».
السيد "إبراهيم الشعابين" الباحث في التراث حدثنا عن هذه البيوت أيضاً فقال هنا: «تدل هذه المباني على الفن المعماري الذي عاشه أبناء المنطقة في الحقبة القديمة. تتميز هذه البيوت بالدفء في فصل الشتاء والبرودة أثناء فصل الصيف، لقد عاش في هذه البيوت سابقاً جميع أفراد الأسرة والأبناء المتزوجون وغير المتزوجين، حيث طبيعة أعمالهم الزراعية تقتضي منهم أن يكونوا متواجدين للقيام بأعمال الزراعة والحصاد وتربية الماشية. نوافذ المنازل يتم صنعها من ألواح خشبية متصلة مع بعضها بعضاً، ويوضع عليها شبك حديدي لحمايتها، ويتم التحكم بفتح وإغلاق الشباك من خلال قضيب من الحديد الخفيف يسمى"الشنكل"، يتكون البناء الطيني من "الطين والتبن"، وهي مادة تخرج من حصاد القمح أو الشعير وتسمى "القش"، ويخلو هذا المبنى من استخدام عنصر الحديد والاسمنت، حيث يتم طحنها وخلطها مع الطين لزيادة قوة البناء وتماسكه، بالإضافة إلى استخدام جسور الخشب وأعواد "القصب" والذي يستخدم في دعم سقف البناء».
ويقول السيد "محمد الأحمد" من قرية "زيزون" والذي مازال يعيش في بيت قديم: «من يرى تلك البيوت يستعيد شريط الذاكرة ويقف أمام منجزات الأجداد متأملاً الإبداع، يحن للعراقة ويأنس للماضي الجميل. ففي هذه البيوت عاش آباؤنا وأجدادنا، البيت الذي أعيش فيه هو عبارة عن بيوت قديمة من الطين والحجر القديم، تم بناؤه على شكل عقود أقواس وقناطر، وتتميز هذه البيوت بارتفاع سقفها من الداخل، إضافة إلى أن الأبواب والشبابيك مبنية على شكل أقواس، وذلك للتخفيف من الضغط على الباب والشباك بسبب عدم استخدام الحديد في ذلك الوقت للبناء. ويتميز البناء القديم باستخدام حجارة ذات حجم كبير، حيث إن سماكة الجدار تزيد على نصف المتر، وتحيط بهذه البيوت أسوار من الحجر والطين ولها مداخل على شكل أقواس وقناطر، إضافة إلى وجود مضافة خارجية، كما يوجد بأحد أطراف البيت مكان خاص يستخدم لإنتاج "خبز الشراك" ويسمى "الطابون"».
ويقول السيد "عاطف أبازيد" من منطقة "درعا البلد": «البناء كان يتم على أساس عمل "العلية"، والتي تتكون في اغلب الأحيان من غرفتين، وفي أسفل العلية يتم بناء حوشة تسمى "الخان" لتربية المواشي، وبناء العلية كان يعتمد على توافر جسور الخشب الكبيرة، بالإضافة إلى استخدام نبات القصب في السقف لإضفاء منظر جمالي على البيت، وبعد الانتهاء من عملية البناء كنا نقوم "بتبييض" البيت، ويتم ذلك من خلال قطع نوع من الحجارة والصخور الطرية ذات اللون الأبيض، ومن ثم دهن البيت بها باستخدام نبات يسمى "المكانس"، ويستخدم هذا النوع من النباتات في تبييض البيوت وتنظيفها أيضاً، وفي حوشة البيت الخارجية كانت النساء تقوم بعمل "الكواير"، وهي بناء لخزن الحبوب على شكل مستطيل ويبلغ ارتفاعه أكثر من مترين، والمواد المستخدمة لبناء الكواير هي نفس المواد المستخدمة في بناء البيت، لكن ما يميز الكواير أنها مقسمة إلى أكثر من غرفة ليتم بها حفظ أنواع الحبوب المختلفة من قمح وشعير وذرة، والمحاصيل التي تعتبر غذاء للحيوانات والمواشي».