"غريغوريوس لحام" بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأوروشليم يصف نفسه أنه سوري المنشأ، لبناني الثقافة، رهباني التربية وفلسطيني الخدمة.
زار موقع "eDamscous" غبطة البطريرك "غريغوريوس الثالث" الرئيس الأعلى لمسيحيي الروم الملكيين الكاثوليك في مقر البطريركية بكنيسة "سيدة النجاة" "بدمشق القديمة" ليحدثنا عن عقد من الزمن سار فيه بين "سوريا" و"لبنان" و"فلسطين" ليبدأ بالقول:«ولدت في "داريا الشام" عام 1933م، وهي حسب التقليد القديم مكان اهتداء القديس "بولس الرسول" وظهور "السيد المسيح" له فكلمة داريا تعني "دير الرؤيا"، دخلت دير "المخلص العامر" عام 1943 في "لبنان_صيدا" حيث تلقيت الدروس الابتدائية، الثانوية، الفلسفية، واللاهوتية ثم بدأت نذوري الرهبانية الأولى في 15 آب 1949 و المؤبدة "أي أنه قرر أن يصبح راهباً" في 20 كانون الثاني عام1952، سافرت إلى روما بعام 1956 لمتابعة الدراسة الجامعية وحصلت على إجازة "ليسانس" في اللاهوت من جامعة "القديس أنسلموس" وإجازة "ليسانس" في اللاهوت الشرقي وثم دكتوراه في العلوم الكنسية الشرقية من "المعهد الحبري للدراسات الشرقية" عام 1961م».
تمت سيامتي كاهناً في "غروتافراتا" "قرب روما" في 15 شباط عام 1959 وفي خريف عام 1947 تم تعيني من قِبل البطريرك "مكسيموس حكيم" مدبراً بطريركياً ثم نائباً بطريركياً أصيلاً في بطركية الروم الكاثوليك في "القدس" في ظروف عسيرة جداً على أثر اعتقال سياد المطران "إيلاريون كبوجي" من قبل السلطات الإسرائيلية، تم إنتخابي مطراناً في السينودس الذي عقد في9 إيلول عام 1981 ورسمت مطراناً في 27_11_1981، تم انتخابي من قبل السينودس المقدس بطريركاً في 29 تشرين الثاني 2000 بعد استقالة المثلث الرحمة البطرك "مكسيموس الخامس حكيم" لأسباب صحية
يتابع سيادة البطريرك "غريغوريوس لحام":«تمت سيامتي كاهناً في "غروتافراتا" "قرب روما" في 15 شباط عام 1959 وفي خريف عام 1947 تم تعيني من قِبل البطريرك "مكسيموس حكيم" مدبراً بطريركياً ثم نائباً بطريركياً أصيلاً في بطركية الروم الكاثوليك في "القدس" في ظروف عسيرة جداً على أثر اعتقال سياد المطران "إيلاريون كبوجي" من قبل السلطات الإسرائيلية، تم إنتخابي مطراناً في السينودس الذي عقد في9 إيلول عام 1981 ورسمت مطراناً في 27_11_1981، تم انتخابي من قبل السينودس المقدس بطريركاً في 29 تشرين الثاني 2000 بعد استقالة المثلث الرحمة البطرك "مكسيموس الخامس حكيم" لأسباب صحية».
سألنا غبطة البطريرك عن خدمته في لبنان ونشاطاته فأجاب:«تم تعييني رئيساً للأكليريكية الكبرى في دير المخلص عام 1961 حتى عام 1964 وفي جعيتا قرب "بيروت" أيضاً حتى عام 1969 وكنت في طيلة هذه الأيام أستاذاً للاهوت والطقوس والدروس الشرقية في دير المخلص وثم في جامعة الروح القدس في الكسليك، وقد أسست مجلة الوحدة في الإيمان وهي مجلة متخصصة بالدراسات الشرقية والمسكونية الوحدوية الوحيدة والأولى باللغة العربية، ثم تم تعيني أيضاً أمين سر اللجنة المسكونية واللجنة الطقسية لبطريركية الروم الكاثوليك وأعد أمين سر لعقد المؤتمر الطقسي الأول المشترك بين الروم الأرثوذكس و الروم الكاثوليك في "بيروت" عام 1972 وكنت عضواً في الحوار وناشطاً بين العلاقات في الكنيستين الشقيقتين وعضواً في رابطة الجامعات والمعاهد الدينية العالية في الشرق الأوسط، كل هذه المدة كنت أخدم في رعايا كثيرة في "لبنان" وكنت أتنقل للوعظ والأرشاد بين "سوريا" و"لبنان"».
يتابع معنا سيادة البطريرك "لحام" عن خدمته في "لبنان":«كان لي اهتمام كبير بالقضايا الاجتماعية فأسست بداية ما دعي "ببيت الفتاة" عام 1964 وهي مراكز جوالة لتأهيل الفتيات في القرى ليكونوا ذات مستوى عالي من شؤون التدبير المنزلي عند الزواج وشمل هذا المشروع عدد كبير من القرى بسبب فرادة فكرته واهميتها في تلك الأيام بالنسبة للقرى، ومن ثم أسست مشروع أجتماعي كبير أطلق عليه "دار العناية" كان بالتعاون مع أصدقاء لي في "ألمانيا" ومع المطرانين "جورج كويتر" و"سليم غزال" وكان المشروع في بلدة "الصالحية" في "صيدا" والدار كانت تضم داراً لرعاية الأطفال ومدرسة مهنية ومركزاً رعوياً واجتماعياً ودينياً للشباب وفي عام 1971 أسست "مركز الثقافة الدينية و التوجيه الرسولي" وهو مختص للتنشئة الدينية للبالغين وقد تخرج منه 20 كاهناً وكنت أيضاً أشترك في مؤتمرات عديدة علمية لاهوتية مسكونية في "ألمانيا، روما، باريس، لندن" وغيرها».
يحدثنا سيادة البطريرك "غريغوريوس لحام" عن أيامه الطويلة في "فلسطين" وخدمته الروحية والاجتماعية في "القدس" ليقول:«بين عامي 1974_1975 أكملت ما بدأه المطران "كبوجي" الذي اعتقلته السلطات الإسرائيلية وكان المشروع هو إعادة "بناء الدار البطريركي" وبناء نزل فسيح للحجاج في "القدس" وتجديد الكاتدرائية البطريركية وتزينها بالرسوم الجدرانية الرائعة، وأسست أيضاً "مركزالثقافة الدينية والتوجيه الرسولي" وقد تابع فيه العشرات من شباب وشابات "القدس" وضواحيها الدروس الدينية العالية وتخرج منه العديد من الكهنة، وفي عام 1976 أسست "صندوق الطالب" لمساعدة الطلاب الفلسطينين على تحصيلهم العلمي كما أسست "صندوق القروض" لمساندة عائلات القدس في الظروف الصعبة وجددت "كنيسة المرحلة السادسة في درب الآلام" كما أسست "الندوة المقدسية" وهي ندوة فكرية دينية مشتركة بين مؤمنين من مختلف طوائف كنيسة "القدس" الواحدة ثم في عام 1980 شيدت "بناء المدرسة البطريركية" في "رام الله" وزاد عليها طابقين وبدأت في بناء "مشروع الإسكان" وهو مشروع لبناء 36 شقة لأبناء "القدس"، في عام 1981 تم فتح "بيت الطالب الجامعي"" في بيت لحم" في دير الروم الكاثوليك قرب جامعة "بيت لحم" ليكون مدرسة لاهوتية لطلاب الكهنوت من أبرشيات "القدس" و"الجليل" و"الأردن" وبين عامي1987_1992 عملت على بناء "معهد المخلص الكهنوتي" في "بيت ساحور" كما أسست عيادة طبية بالإضافة إلى مدرسة فيها قسم للروضة وقسم آخر للمرحلة الإبتدائية في "بيت ساحور"، في عام 1996 اشتريت قطعة أرض كبيرة في "القدس" عند طريق "حزما" "بيت حنينا" لبناء مشروع إسكان آخر، وفي عام 1998 تم الإنتهاء من تشييد بناء كبير في "رفيديا_نابلس" تضم عيادة المحية ومخازن ومكاتب للإجار».
يتابع معنا سيادة البطريرك "لحام" عن خدمته في "القدس":«كنا دائماً نقوم بمظاهرات سلمية في طرقات وشوارع "القدس" للتنديد بانتهاكات سياسة الإسرائيلين من بطش واعتقالات وعدم الإلتزام بأية معايير أخلاقية وإنسانية في التعامل مع المواطنين الفلسطينين واستخدام كافة الوسائل البشعة في معاملاتهم مع الناس فمثلاً في 30_12_1989 شكلنا سلسلة بشرية كبيرة من مسلمون ومسيحيون حول أسوار القدس رفضاً للسياسة الإسرائيلية، وأيضاً في 16_11_1988 خرجنا في مظاهرة كبيرة جداً بوجه العدو الإسرائيلي رفضاً لسياسته وذلك بعد استشهاد الشاب "اياد أبو سعدى" على يد الجنود الإسرائيليون وكنت وقتها قد أوقفت جندياً اسرائيلياً كان على استعداد ليطلق النار على الأشخاص العزل وقتها تم كتابة "شعر" حول كيف أن يد السلام والعدل اقوى من فوهة بندقية وكنا كثيراً ما نستنكر ونندد بالأعمال الإسرائيلية الغاشمة».
يحدثنا سيادة البطريرك "لحام" عن الأوضاع والأحداث الأخيرة التي تمر بها "سوري"ا فيقول:«في اليوم الرابع من الشهر العاشر عام 2011 توجهنا برسالة إلى أبنائنا وأخوتنا في أبرشية "حمص وحماه ويبرود" كونها تعاني من بعض المشاكل وكان ملخص الرسالة أنهم مواطنون سوريون بمرون بظروف صعبة مع كل المواطنين السوريين وأنهم من خلال فتنطهم وحكمتهم وأخلاقهم وانفتاحهم وتفاعلهم وتضامنهم مع كافة أضياف الشعب السوري الوطني يستطيعون التغلب على كل المحاولات التي تهدف إلى زرع الفتنة والفرقة والتشرذم والعداء بين أبناء الوطن الواحد البلدة الواحدة والأسرة الواحدة، وأننا من منطلق إيماننا بالله والوطن ومن منطلق قيمنا وقناعاتنا الروحية والوطنية نناشد أخوتنا وأخواتنا أن نعمل معاً في هذه الظروف الصعبة لكي نحافظ على وحدتنا العربية السورية ووحدتنا الإسلامية المسيحية فنتجاوز الأزمة وتنعالى على الجراح ونعمل لأجل مجتمع سوري حضاري تزول فيه كافة الفوارق الإجتماعية والمذهبية والأثنية ونبني عالم أفضل تسود فيه حضارة السلام والمحبة والأخوة، و إننا نتحدى كل إنسان يدعي أنه أكثر مواطنة منا أو أكثر ولاء أو أكثر مطالبة بالحقوق والحريات ولسنا كما يقال حيادين أو لامبالين ولامهتمين وغائبين أوخائفين فالمسيحيون مثل كل السوريين مواطنون أولاً وأخيراً».
نذكر أن لسيادة البطريرك "غريغوريوس الثالث" عدد كبير من المؤلفات الليتورجية والرعوية والتاريخية منها "تاريخ الكنيسة الملكية"، "كتاب ابتهالات شرقية" وكتاب "مدخل إلى الرتب الليتورجية ورموزها في الكنيسة الشرقية" وأيضاً كتاب "الصلوات الطقسية لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك" على مدار السنة في أربع مجلدات" كما أن هناك الكثير من الكتب في الأسرار السبعة ورسائل بطريركية ومقالات مسكونية وغيرها الكثير وضعها هذا الراعي المختار من الله لأجل استمرار الكنيسة ومجدها.