دأبت جمعية "ماري" الأهلية للثقافة والفنون، منذ تأسيسها عام 2006على تكريس عرفها السنوي، الهادف إلى خلق حالة أبداعية ترتقي بقيم الفن التشكيلي الرقي، وذلك في دوحة المركز الثقافي العربي في محافظة "الرقة", باعتباره الحاضنة الأولى لرفد الثقافات بمختلف مشاربها وتقديم كل دعم من شأنه خدمة الثقافة والفن الرقي والنهوض به إلى عالم ثقافي مثالي.

هذا العام وتحت شعار "من أجل سورية لغدٍ أجمل", أطلقت الجمعية ملتقاها الثقافي التشكيلي في سيميائية خاصة وعالمٍ كل ما فيه زهو وإشراق ورفعة لهذا الوطن الخالد المقدس والشفاف المجرد من كل لبوس.

أنجزت في هذا الملتقى تجارب هامة وبأشكال فنية مميزة، وكل فنان جسد حالته وعالمه الداخلي، وما يجول من أحاسيس وطنية تجاه وطنه الذي نفخر به

موقع eRaqqa واكب فعاليات الملتقى في أيامه الأولى ورصد آراء وانطباعات الفنانين المشاركين في الملتقى بتاريخ 10/8/2011 فتحدث الفنان التشكيلي "حسن مصطفى" رئيس جمعية "ماري" للثقافة والفنون، قائلاً: «هذا الملتقى من صلب أهداف جمعية "ماري" للثقافة والفنون ويعد بمثابة دعوة ثقافية فنية تهدف إلى تطوير الحركة الفنية الرقية بشكل عام وتطوير مهارات الزملاء الفنانين من خلال التواصل والاحتكاك المباشر مع بعضهم، الأمر الذي يؤدي إلى الاستفادة من تجاربهم وخبراتهم الفنية وإغناء الفنانين الشباب المشاركين في الملتقى، وتزويدهم بدوافع معنوية في بداية مسيرتهم الفنية التشكيلية.

الفنانة جلاء حمزاوي

الحاصل النهائي لهذا الملتقى رفد الحركة الفنية التشكيلية الرقية بتجارب جديدة ومتطورة، ويشارك أعضاء جمعية "ماري" للثقافة والفنون، اتحاد الفنانين التشكيلين فرع "الرقة" بالإضافة إلى فنانين ضيوف من خارج الجمعية والاتحاد وفنانين شباب، وفي ختامية الملتقى يتم إقامة معرض للأعمال الفنية المنجزة، وهناك لجنة خاصة من الجمعية تقيّم الأعمال الفنية».

الفنان التشكيلي "أيمن ناصر" رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين فرع "الرقة"، تحدث قائلاً: «أهم ميزة في هذا الملتقى الثقافي التشكيلي هو التلاقي الحميمي، وهذا ما جسدته محافظة "الرقة" بشكل رائع في خلق حالة "جيوثقافية" تتناغم وتنسجم مع الحالة الإنسانية، وكون الفن التشكيلي مكون أساسي من مكونات الثقافة الإنسانية، فهو قادر أن يجانس المكونات الثقافية الأخرى، شعر نثر قصة في عملية تشاركية ثقافية.

الفنان زهير هوشو

وجمعية "ماري" هي بالأساس جمعية أهلية ثقافية إبداعية، غايتها خلق أجواء ثقافية رديفة لمديرية الثقافة، واتحاد الفنانين والكتاب في مجتمعها العام الذي يبحث عن فسحة لا رسمية يتنفس فيها الفنان والمتلقي بطريقة حرة, غير خاضعة لأي رقابة رسمية إلا رقابة الضمير والإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن, ومن خلال قراءاتي لأعمال زملائي الفنانين تجد كل فنان عبر عن عشقه لوطنه بطريقته وتجربته ومدرسته الفنية الخاصة به».

الفنانة التشكيلية والشاعرة "جلاء حمزاوي": «اعتادت الجمعية إقامة هذا الملتقى في شهر أيار, لكن هذا العام تأخر قليلاً وكوني أمثل أمينة سر جمعية "ماري" للثقافة والفنون, ارتأينا أن لا يغيب هذا النشاط الهام من نشاطات الجمعية هذا العام، وأن يكون له طابع خاص ومميز, ويواكب مسيرة الإصلاح المطروحة على الساحة الوطنية برؤية الفنان وحسب وجهة نظره, بشكل فني وتعبير حر تتطلع إلى وطن زاهر وزاخر بالمحبة والسلام.

من أعمال الملتقى

أيضا من الأجواء التي سادت الملتقى هذا العام والتي أعطت رونقاً خاصاً، إقامة الأمسيات الأدبية التي تمثلت في الشعر بأنواعه والقصة والحوارات الأدبية التي قدمها قامات أدبية على مستوى المحافظة».

الفنان التشكيلي "موسى الرمو" رئيس تجمع "الرصافة" للثقافة والفنون: «هذا الملتقى جسد الحالة الثقافية الفنية لطبيعة الفن التشكيلي, لأن الفن ولد من رحم الطبيعة ويجب أن يعيش في فضاءاتها اللامحدودة، ولا نأسره ثقافياً أو فنياً أو مكانياً، الشارع أو الفضاء هو المكان الخصب لجماهيرية الفن, حيث تميز وارتقى ولامس مشاعرهم وترك صدى طيباً, وبالتالي تنجح في توصيل الرسالة الإعلامية الفنية للجمهور، وهذا هدف وحلم ورسالة كل فنان.

شخصياً لي معارض جسدت هذا الواقع الجماهيري، منها في شوارع محافظة "الرقة"، والعربة القديمة على السكة الحديدية في المحافظة, وقد كُرمت على هذا العمل من مؤسسات رسمية وعربية».

الفنان التشكيلي "خاشع علي": «تميز الملتقى هذا العام بأنه ذو طابع شبابي، وورشة عمل حية، والخبرة حاضرة بوجود رموز فنية على مستوى المحافظة والقطر، وهذا ما أغنى الحوارات الفنية بين الفنانين والتعبير عن الآراء بشكل مباشر, والفنانون عبروا عن أرآهم يشكل فني، وقدمت أعمال إبداعية هامة سواء إن كانت واقعية أو تجريدية أو سريالية، والمواضيع التي تناولها الفنانون في أعمالهم الفنية في هذا الملتقى كان الإصلاح من أولوياتها، كما قدم هذا الملتقى فرصة ثمينة لا تعوض للفنانين الشباب الجدد المشاركين, لتطوير أدواتهم والارتقاء بثقافتهم الفنية بزمن مختصر, وأنا على الصعيد الشخصي قدمت خمسة أعمال معظمها تجريدية».

الفنان التشكيلي "زهير هوشو": «الملتقى قدم كل شيء لتطوير الفن التشكيلي الرقي, من خلال إبداع هذا الجو الثقافي الفني، الذي يزيد الفنان تألقاً وإبداعاً، وخلق التنافسية الايجابية بين الفنانين يعطي المزيد من الأعمال المبدعة».

الفنانة التشكيلية "ميرفت القاسم": «أنا أؤمن بالمعارض الفردية ولي تجاري عديدة في هذا المجال على مستوى القطر لكن دعوة جمعية "ماري" للثقافة والفنون لها خصوصية في نفسي، وهذه مشاركتي الثانية، والملتقى من عام لآخر يزداد تطوراً وإبداعاً، الاطلاع على تجارب الآخرين برؤية لونية مغايرة والرأي الآخر مفيد».

الفنان التشكيلي "سماري العبد الله": «لقاء جميل على الصعيد الاجتماعي بالنسبة للفنانين بعد انقطاع, وفكرة رائدة على مستوى الثقافة، وتفاعلية هامة بين الجمعيات الأهلية والمؤسسات الرسمية».

الفنان التشكيلي "أسعد عبود": «اتجاهي بالفن نحت بالدرجة الأولى وأتعامل مع الطين والصلصال، وكون النحت مغيب هذا العام فهو يحتاج إلى جهد ووقت أطول من الرسم التشكيلي, أحاول أن أجاري زملائي الفنانين في الرسم التشكيلي وأترك بصمة في هذا الملتقى المميز».

الفنان التشكيلي "عايد الجمعة": «أنجزت في هذا الملتقى تجارب هامة وبأشكال فنية مميزة، وكل فنان جسد حالته وعالمه الداخلي، وما يجول من أحاسيس وطنية تجاه وطنه الذي نفخر به».

الفنان التشكيلي "أحمد عبدو غنام": «بداية تجربتي الفنية كانت مع النحت، ثم التجأت إلى الرسم التشكيلي، وأعمالي في مجملها واقعية بطريقة تعبيرية، والملتقى قدم للفنان دافع إلى الأمام, تشجيع أكثر, تلاقي خبرات يدفع ويدعم مسيرة الفن التشكيلي الرقي».

الفنان التشكيلي الشاب "بشير مسلم": «هذا الملتقى أعطاني الفرصة في خوض غمار تجارب فنية جديدة, لم أكن أتناولها أو أفكر بها, أنا بالأساس رسام "بورتريه"، وارسم بالفحم أشكال واقعية، وهذا الملتقى ولأول مرة أرسم زيتي في أسلوب وفكر جديد متطور».

الفنانة التشكيلية الشابة "نجاح نايف": «أول مشاركة لي في هذا الملتقى، في بداية الأمر شعرت بنوع من الرهبة والتردد، ولكن أساتذتي من الفنانين الكبار ساندوني وأمدوني بخبرتهم وتجربتهم الطويلة في عمر الفن التشكيلي, وهذا ما أعطاني الدافع والجرأة لاستمر بالعمل وانجازه وأحاول انتقاء فكرة وعمل جديد».