تظهر كنيسة القديس "كيرلس" ببنائها الفخم، وقبتها البيضاء قرة للناظرين وبهجة لأبناء الأحياء القاطنين حولها.
"eDamascus" زار كنيسة "الكيرلس" الواقعة في "حي القصاع" بتاريخ 20/7/2011 والتقى الأب "يوسف لاجين" راعي الكنيسة وتحدث عن موقعها فقال: «تقع الكنيسة مقابل مشفى الفرنسي وعلى مسافة بضعة أمتار من "شارع بغداد" الكبير، وهي ذات موقع استراتيجي هام بالنسبة للمسيحيين القاطنين قربها حيث تتوسط المنطقة السكنية بين أحياء دمشق القديمة والمناطق السكنية الحديثة نسبياً.
إن خدمة الكنيسة لها عدة أوجه، فهي لا تقتصر فقط على تقديم الدعم المادي، وإنما يكفي أن نعطي من روحنا، ومحبتنا، وجهدنا في العمل الذي يطلبونه منا كي نشعر بأننا نساهم مساهمة معنوية في حال لم نستطع تقديم مساعدات مادية
أرض الكنيسة اشتراها البطريرك " ديمتريوس" ووضع أول حجر في بنائها يوم /29/ حزيران عام /1927/، وأما حفل افتتاحها فكان مميزا جدا، وقد حضرهُ ممثلو الاكليروس الكاثوليكي في المدينة، وعدد كبير من الراهبات والجمهور فقاموا بمراسم التكريس والصلاة في الهيكل، وداروا وبيدهم مباخر وشموع، وتم مسح الجدران والأعمدة والمذابح بزيت "الميرون" المقدس. تم تدشين الكنيسة في 20 كانون الأول عام /1930/ في عهد المثلث الرحمات البطريرك "كيرلس مغبغب"».
ثم أضاف: « الكنيسة مبنية حسب هندسة الاستاذ "دارندا"، وجدرانها مبنية من الحجر الأبيض من الأرض إلى السقف، وواجهتها من الحجر المنحوت ذات شكل مثلث، وسقفها من البيتون المسلح تعلوه ثكنة من القرميد الأحمر بهيئة صليب، أما في الداخل فلها ثلاثة صحون، الوسط واليمين والشمالي تفرق بينهما اعمدة رشيقة بيضاء، ولها ثلاثة هياكل قدمها المحسنون هدية للكنيسة، وفي وسطها هيكل ملوكي كبير، وهناك قسم مختص "بالخورص" وهي أرض رخام مرصوفة بقطع صغيرة جداً ذات ألوان مختلفة منها الأبيض والأحمر والأسود والأصفر ومقطعة بشكل هندسي بديع».
وأنهى الأب "لاجين" حديثه فقال: «شُبّهت الكنيسة بالكاتدرائية نظراً لجمال هندستها وفخامة بنائها واتساع مساحتها، حيث يبلغ طولها /33/ متراً، وعرضها /21/، وهي مبنية في أرض فسيحة جداً ووراءها يقع بستان كبير هو ملك البطريركية، حيث يمكن لأرض هذا البستان أن تكون صالحة للبناء في المستقبل».
الشاب "عمر سليم" يعمل في خدمة الكنيسة تحدث قائلاً: «إن خدمة الكنيسة لها عدة أوجه، فهي لا تقتصر فقط على تقديم الدعم المادي، وإنما يكفي أن نعطي من روحنا، ومحبتنا، وجهدنا في العمل الذي يطلبونه منا كي نشعر بأننا نساهم مساهمة معنوية في حال لم نستطع تقديم مساعدات مادية».
ويتابع: «تضم الكنيسة في رعيتها نحو /2700/ عائلة مسجلة فعلياً حسب القيود في سجلات الكنيسة، ولكن هذا الرقم يتضاعف سنوياً إذ إن أغلب القاطنين في المناطق المحيطة في ريف دمشق والذين كانت منطقة سكنهم حول هذه الكنيسة ما زالوا يترددون ويرسلون أولادهم إليها لممارسة تعاليمهم ونشاطاتهم الاجتماعية والثقافية والدينية».
ويضيف: «بعد إجراء العديد من الأبحاث والدراسات، في عام /2005/ تم دراسة المشروع من الناحية الفنية والجدوى الاقتصادية والكلفة المالية، وجدنا أن الحل الأمثل هو هدم البناء القديم وإشادة بناء جديد يلبي جميع المتطلبات الحالية والمستقبلية وبالصورة الفنية والهندسية المثلى، وهذا ما حصل فعلاً حيث تضمن البناء الجديد إنشاء قاعة كبيرة تستخدم للحفلات والمعارض والندوات والعروض المسرحية والموسيقية، وغرفتين متعددتي الاستعمال، مع قاعة كبيرة يمكن أن تستعمل مكتبة للكتب وأشرطة الفيديو والكمبيوتر، كما أن هذا الطابق مزود بدورات مياه خاصة به».
وينهي حديثه: «أما الطابق الأول فيضم ثماني غرف مختلفة الأحجام ومتعددة الاستخدام يمكن أن تستخدم كغرف للتعليم المسيحي أو غرف لاجتماع النشاطات، والطابق الثاني يتألف من خمس غرف للنوم خاصة للكهنة والضيوف، وتقوم في رعية كنيسة "الكيرلس" عدة نشاطات اجتماعية تضم مختلف الأعمار مثل: أخوية سيدة الخلاص للسيدات- أخوية البشارة للرجال- تعليم المسيحي- الكشاف- جامعيين- كورال- النادي الصيفي».
من الجدير بالذكر أن الرعية أحيت ذكرى افتتاح اليوبيل الماسي لبناء وتدشين الكنيسة في 6 حزيران عام 2004.