قد تنمو أشجار "الأكدنيا" بجانب كل جدار وفي حديقة أي منزل، دون سابق علم أو عناية فتجدها يافعة مزهرة مثمرة تختال بخضارها وأزهارها وثمارها اللذيذة بين بقية أشجار الحديقة.

وقد تكون أساسها عبارة عن بذرة ثمرة تناولها الشخص ورمى بهذه البذور في مكان ما من الحديقة، فأصبحت مع مرور الأيام هذه الشجرة العطرية برائحة أزهارها، والمفيدة والشهية بنوعية ثمارها.

ما أعرفه عن هذه الشجرة أنها من الأشجار المثمرة الدائمة الخضرة التي تحب العيش في المناطق الدافئة والمعتدلة نسبياً، وتبدأ عناكيش أزهارها بالظهور من رؤوس الأفرع الفتية في الشجرة، وذلك في أواخر فصل الخريف وأوائل فصل الشتاء، وتستمر في النمو البطيء طوال فصل الشتاء، لتبدأ بالإزهار والعقد في أواخره، حيث تنضج هذه الثمار في فصل الربيع

فتبدأ هذه الأشجار بالإزهار في فصل الربيع، وهنا يقول السيد "فايز شداد" الذي التقاه موقع eSyria بتاريخ "3/5/2011" ليحدثنا عن نمو هذه الأشجار بشكلها الطبيعي في حديقة منزله، فيقول: «لا أذكر أني زرعت إحدى هذه الأشجار، ولكني أذكر أننا في كل موسم نضوج هذه الفاكهة الشهية كنا نشتريها من المحال التجاري لتناولها.

السيد "فايز شداد"

وطبعاً أمام طعمها اللذيذ لا يمكن ضبط الأولاد في طريقة تناولها ومتى، فتجدهم يتناولوها خلال فترة اللعب خارج المنزل ويلقوا ببذورها في الحديقة، ومع مرور حوالي العام فوجئت بنموها بجانب الجدار فقررت الاعتناء بها لأنها تستحق لقوتها ومحبتها للحياة».

ويتابع: «ما أعرفه عن هذه الشجرة أنها من الأشجار المثمرة الدائمة الخضرة التي تحب العيش في المناطق الدافئة والمعتدلة نسبياً، وتبدأ عناكيش أزهارها بالظهور من رؤوس الأفرع الفتية في الشجرة، وذلك في أواخر فصل الخريف وأوائل فصل الشتاء، وتستمر في النمو البطيء طوال فصل الشتاء، لتبدأ بالإزهار والعقد في أواخره، حيث تنضج هذه الثمار في فصل الربيع».

ثمار الإكدنيا

أما السيد "سلمان ضوا" فيتحدث عن قوة هذه الشجرة ومحبتها للحياة، فيقول: «تميزت زراعة هذه الشجرة في الساحل السوري بكثرة لغنى تربته بالعناصر الغذائية سهلة الامتصاص بالنسبة لها، فتكاد تجدها أمام كل منزل مضفية البهجة على أفراد العائلة لإثمارها في فترة انتهاء الفواكه الشتوية.

أي إنها أعطت الغذاء في أصعب الفصول وقبل ثمار الصيف المتعددة، فظهور ثمارها في هذه الفترة يعطي شيء من استمرارية الحياة برأيين واعتقدها حكمة إلهية».

السيد "سلمان ضوا"

في حين أن السيد "يوسف بدور" مربي "نحل" أكد أن شجرة "الاكدنيا" في فترة أزهارها تجذب عاملات النحل من مسافات بعيدة برائحتها المميزة والجاذبة ولونها الكريمي دوناً عن بقية الأزهار في هذه الفترة، لتغدوا الشجرة كالثرية البيضاء المضيئة والملأى بالحياة على مدار حوالي خمسة عشر يوماً ريثما تنتهي مرحلة العقد وجمع الرحيق.

وفي لقاء مع الأستاذ "إبراهيم شيحا" رئيس مركز البحوث العلمية الزراعية ب"طرطوس" قال: «لقد أنجز مركز البحوث العلمية الزراعية بحثاً علمياً حول ملائمة زراعة شجرة الإكدنيا في "الساحل السوري "، وشمل هذا البحث أحد أصناف الإكدنيا المطعمة على أصل بذري وبثلاثة مكررات، والمكرر الواحد عبارة عن شجرتين، أي بواقع /6/ أشجار بعمر /8/ سنوات مزروعة في حقل واحد وفي ظروف تربة موحدة، ومزروعة بمسافات /5×5/ متر.

ويهدف إلى تحديد مكان التجمع الأعظمي للجذور، ودراسة نمو الشجرة خلال فصل النمو، ما يفيد في معرفة أفضل مكان وزمان لتسميد وري النبات، إضافة إلى تفهم طبيعة نموها مدى تأثير الأصل والظروف المناخية والعمليات الزراعية على بيولوجيا هذه الشجرة، ودراسة آلية نمو المجموع الجذري والخضري لها، خلال موسم النمو في ظروف المنطقة الساحلية، وتحديد عدد دورات النمو للمجموعين الجذري والخضري للشجرة خلال موسم النمو».

ويضيف: «تأتي أهمية البحث أيضاً من كون زراعة شجرة الإكدنيا مربحة وعالية المردود لقلة تكاليفها وسهولة خدمتها ومقاومتها للكثير من الأمراض والحشرات، ولا يتوافر أصناف مطعمة ذات نوعية تجارية مرغوب بها، بل معظم الأشجار المزروعة هي ذات أصل بذري، بالإضافة إلى عدم زراعة هذه الشجرة بطرق علمية صحيحة وعدم خدمتها بطرق سليمة.

الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض المردود وزيادة تكاليف الإنتاج، لذلك وللنهوض بهذه الشجرة والتوسع في زراعتها على نطاق تجاري لابد من الإلمام بطبيعة نمو وبيولوجية هذه الشجرة وأساليب الخدمة الزراعية المقدمة لها».