أقيم في "دار الأوبرا" بدمشق أمسية موسيقية على العود للموسيقي الإيراني "مجيد ناظم بور" أحد أشهر العازفين الإيرانيين على آلة العود، هذه الآلة التي حلقت في "دار الأوبرا" بدمشق لتمزج حضارة الشرق وتحتضن أنغام العود وآمال وأنغام عشاق الفن والموسيقا.

موقع "eDamascus" حضر الأمسية الموسيقية التي حضرها الكثيرون من المهتمين بآلة العود، حيث عزف الفنان "مجيد" مجموعة من المقطوعات التي ألفها بروح وعاطفة تواقة للحب والحرية.

الموسيقا حياة، وهذه المقطوعات الموسيقية التي قدمت بعثت فينا الكثير من الحب والسلام للحياة، وهذه المقطوعة كانت بحراً من الأنغام الموسيقية التي شكلت نغماً موسيقياً إبداعياً فنياً أولّج فينا شعوراً بأن البحر لا يغدر بل يبعث فينا الكثير من العطاء

"ارتجال في مقامات إيرانية" كانت المقطوعة الارتجالية الأولى التي رحب بها الفنان بالجمهور السوري بقوله: «أنا سعيد جداً بهذا الحضور الذي يعبر عن العمق الفني والموسيقي السوري، ويدل على الذائقة الفنية لدى الجمهور السوري المبدع، ولعل وجودي اليوم هنا هو أكبر دليل للحب الكبير لهذا البلد المعطاء والوفي لشعبه وفنه، إنها أمسية موسيقية أحاول أن أقدم فيها العديد من المقطوعات الموسيقية التي ألفتها بكثير من الحب للإنسانية والحرية، مقطوعات تحلق في سماء الحياة لتعزف سيمفونية فنية رائعة مهداة إلى الجمهور السوري الموسيقي».

مقطوعة "الحضارة الخراسانية" كانت المقطوعة الثانية التي تتحدث عن "خراسان" في قلب "إيران" حيث يحاول الموسيقي "مجيد" خلق فلسفة موسيقية خاصة لتلك المدينة التي ولّدت الكثير من الفلاسفة والعلماء والموسيقيين، هنا يحدثنا من الحضور السيد "وائل مهنا" فيقول: «إن "إيران" من البلدان الشهيرة بموسيقاها التي تتحدث بعمق عن الموسيقا وحضارتها في البلاد، وهذه الأمسية كانت خير دليل على تلك الموسيقا الرائعة التي تمزج حالة الرقص للأوتار مع حركات العازف الذي قدم لنا مقطوعات موسيقية لها عمقها الفلسفي والفني الكبير، ولعل مقطوعة "الحضارة الخراسانية" كانت من المقطوعات التي تجذرت بموسيقاها في الإبداع الفني لدى العازف الإيراني، أمسية مميزة ترحل بنا إلى معالم ومكنونات داخلية يتحدث عنها كل شخص مع نفسه».

"سر قلبي- طائرة السحر" رحلت بالجمهور إلى السماء وأحاديثه مع العازف الذي ألف مقطوعاته بحب شديد لآلة العود، هنا تقول الآنسة "راما عبيد" من الحضور: «إن العازف الإيراني "مجيد ناظم بور" من العازفين الإيرانيين المتمكنين بالعزف على آلة العود، فلديه إحساس قوي بالتعامل مع أوتار تلك الآلة الشرقية التي تبعث الدفء في حضارتنا، كما أن المقطوعات التي قدمت كان لها طابعها الفني الموسيقي الخاص المتعلق بالحالة الإبداعية لدى الفنان، وهي خطوة هامة لنثبت للرأي العالمي بأن الشعب السوري حي ويعيش بكل قواه في أجوائه الإبداعية والفنية الخاصة مع كثير من السلام والحب للحياة».

"شاطئ البحر" ألفها العازف "مجيد" مستوحياً من إحدى قصائد الشاعر "جبران خليل جبران" ليبحر مع أمواج البحر مستوحياً من تلك الأبيات الشعرية مقطوعة موسيقية تتراقص مع أنغام أوتار العود، هنا يقول الشاب "محمد عبد الغني" طالب معهد موسيقا: «الموسيقا حياة، وهذه المقطوعات الموسيقية التي قدمت بعثت فينا الكثير من الحب والسلام للحياة، وهذه المقطوعة كانت بحراً من الأنغام الموسيقية التي شكلت نغماً موسيقياً إبداعياً فنياً أولّج فينا شعوراً بأن البحر لا يغدر بل يبعث فينا الكثير من العطاء».

بعد استراحة قصيرة عاد الموسيقي "مجيد" إلى المسرح ليعزف مقطوعة "صور الحياة" التي ولّدت أنغاماً موسيقية مع أنغام إيقاعية قدمها الفنان بأصابعه وصوته، عن ذلك تقول "جانا خوري": «العازف "مجيد ناظم بور" صنع من أصابعه وصوته محادثة فنية لآلة العود التي قدمت مقطوعات إيرانية خلقت تناغماً شديداً مع تلك الحالة الفنية لدى الفنان، وهذه المقطوعات هي مستوحاة من حضارة تجذرت في المنطقة لتقدم الإبداع بشكل فني متنوع، إنها أمسية فنية موسيقية مميزة نرجو أن تتكرر على مسارح الموسيقا في سورية».

"مرة أخرى" و"عالم الحب" المقطوعتان اللتان ختم بهما الموسيقي "مجيد" أمسيته بقوله أحاول أن أعزف لكم مع الكثير من الحب، عن ذلك يقول السيد "مجد أيوبي" من الحضور: «إن آلة العود لها خصوصيتها الشرقية، وعندما يقدم لنا هذا الموسيقي الإيراني مقطوعاته بروح شرقية نرى مدى الرابط الروحي الذي يربطنا نحن أبناء هذه الحضارة المتعمقة في تاريخنا، فالمقطوعات الموسيقية التي قدمت أذهلتنا من حيث تناغمها وتنوعها الموسيقي، وهي حالة صحية في دعم الموسيقا والعزف على العود تلك الآلة المخلصة لنا ولفننا».

من الجدير بالذكر أن الموسيقي "مجيد ناظم بور" من مواليد "أصفهان" "إيران" خريج معهد اللغات في "إيران" وحاصل على شهادة محادثة في اللغة العربية، حاصل على شهادة التخرج في جمعية "المعالجين بالنوم، اشتغل في الإذاعة والتلفزة الرسمية الإيرانية في عمر العشرين، حصل على شهادة الشرف تشجيعاً له على مواهبه في المهرجان الحادي عشر للموسيقا بإيران، شارك في مهرجان الفجر للموسيقا بإيران في دوراته الحادية عشرة والثانية عشرة والثالثة عشرة والرابعة عشرة، كما شارك في مهرجان دولي للعود في "المغرب وعمان"، وسجل مجموعة من الأشرطة واللوحات الموسيقية إضافة إلى تأليف موسيقا لمسرحيات وأفلام ومسلسلات تلفزيونية، وهو عضو في جمعية الباحثين للموسيقا بإيران، وعضو في دار الموسيقا وفي جمعية المعالجين بالهيبنوتيزم بإيران، وأستاذ بعدة جامعات في "إيران".

ومن مؤلفاته "كتاب في تاريخ آلة العود، مجموعة نوتات ومقطوعات للعود، كتاب في المعالجة بالموسيقا وكيفية استخدام الموسيقا للمعالجة بالهيبنوتيزم.