توارثت الأجيال في سورية وعبر الزمن الزجل كأحد أنواع فنون الأدب الشعبي، وبرز عبر هذا الفن عدد من أدباء الذين سطروا أسمائهم وارتبطوا بهذا الفن كما ارتبطوا ببيئاتهم المحلية، الشاعر الزجلي "محجوب حيبا" من أبرز شعراء ريف دمشق الذين ساهموا بنشر هذا الفن في "دمشق" وريفها، "eSyria" التقى الشاعر "محجوب" الذي تحدث عن الزجل بالقول:

«من دفء الروح أنسج قصائدي نابضة بالحياة والأمل، التي تكاد تكون نصاً واحداً يسيطر عليها التلوين والتنويع، لغتي بسيطة خالية من التعقيد منسجمة المعنى متكاملة المضمون والحس الوطني الخلاق.

لـ"محجوب حيبا" حضوره في مجال الزجل، مفرداته جميلة مستمدة من واقعه المعاش، يكتب ما يحس به كشاعر شعبي، صوره جميلة وطريقة سبكه للمفردات متينة، شعره يلامس شغاف القلب وهو يغني للوطن والحب والحياة

اكتب عن الوطن لأنه يعادل الحياة ولاشك أنه يفوق الحياة فمن أجله نقاتل ونضحي ومن أجله نعيش ونحيا، اكتب للعقل للمستقبل للتاريخ، لتكون كتاباتي محطة تستحق الوقوف عندها والتمحيص في مضامينها فقد ترضي أذواقا وقد يمر البعض الآخر بها مرور الكرام لأن الأذواق دائمة التجدد والتطور إلى نهاية الحياة.

الأديب خالد بدور

وهكذا أرى أن الأدب لا يخصص لوقت أو لمجتمع فهو بضاعة فنية تعرض على رفوف الزمن لمن وهب له حب الأدب ومتابعة مخرجاته الوطنية والقومية والعالمية».

الشاعر "محجوب" تحدث عن تجربة أشعاره الغنائية بالقول: «هي تجربة متميزة وشعر ملموس ينمو مع كل صباح, وتبقى مسافة للقلب والعين في حب الوطن وحنين القرية وعطر الحبيبة، أشعاري منها الوطنية والوجدانية والغزلية وهي حب صادق يعطي الخلود للكلمة التي تنبعث من القلب إلى القلب وتدخل كل بيت وتسكن تحت ارتعاشة كل محبوب.

الشاعر ميلاد تجرة

كتبت الأغنية ووطني على شفتي أغنية والأطفال والشيوخ والجبال والغابات وزغردة العصافير وهدوء الليل على مزماري وأوتاري أغنية ليست ككل الأغنيات حيث موسيقاها ناعمة وألفاظها سلسة وعواطفها فياضة».

يجود رابط بين الشعر الزجلي والشعر القديم والحديث، الشاعر "محجوب" تحدث عنه بالقول: «هناك روابط تاريخية بين الشعر الموزون والأدب المحكي حيث أن الأدب المحكي الزجلي نشأ منذ نشأة الإسلام والروابط بين الأدب المحكي والفصيح هي المعاني، والشعر الزجلي هو واسطة نقل الأفكار والثقافات الشعبية والأدبية بين الأجيال المتتابعة».

ويتابع الشاعر "محجوب" حديثه عن الزجل في سورية قائلا: «نما فن الزجل فيها وله طابعه الخاص وعاداته وتقاليده حتى غدا فلكلورا امتاز بتسابق الشعراء في قوله وإجادتهم له خير إجادة.

كما يوجد في سورية عدد من الزجالين المتميزين منهم "محمد دالاتي ومتري رعد وفؤاد حيدر" وشعراء "آل خبازه" و"مصطفى الحاج" وغيرهم..، وجميعهم يتبعون لجمعية الزجل في سورية التي تأسست /1971/».

وكما للزجل كتابه فله عشاق يطربون لسماعه الأديب "خالد بدور" واحداً ممن استمعوا لأمسيات "حيبا" وقال عن شعره: «لـ"محجوب حيبا" حضوره في مجال الزجل، مفرداته جميلة مستمدة من واقعه المعاش، يكتب ما يحس به كشاعر شعبي، صوره جميلة وطريقة سبكه للمفردات متينة، شعره يلامس شغاف القلب وهو يغني للوطن والحب والحياة».

وأضاف الشاعر الشاب "ميلاد تجرة": «"حيبا" هو شاعر تميز حضوره بكل ألوان الزجل عنده قلب وطني دفاق بهذه المادة ومشاركاته متعددة، شعره يتصف بعذوبة الكلمات وبساطتها كما أن أسلوبه متميز في إلقاء الزجل حيث يستطيع وببراعة شد المستمع لمفرداته».

صدر للشاعر" حيبا" ديوان شعر زجلي "كمشة غزل 1985"، "أغاني العاشقين 1986"، كما ألف عن نفسه كتابا بعنوان "محجوب حيبا والتجربة الشعرية الغنائية في الوطن العربي 1986"، وله ديوان شعر مقفى بعنوان "ترانيم حب غنائية 1987"، و"دقات قلب1989"، وكتاب "شعر الزجل في دمشق وغوطتيها 2001".

كما يجب الإشارة إلى أن الشاعر "محجوب حيبا" من مواليد دمشق /1950/، وهو يشغل مديرا لجمعية "شعراء الزجل في سورية"، ومؤسساً لجمعية "إحياء التراث الشعبي".