يعتبر "الصدّيق" أحد أشهر مطاعم اللحمة المشوية على الفحم "الشاورما" في "دمشق"، تأسس في بداية القرن التاسع عشر في ساحة "المرجة" ليفتتح فرعاً آخر بعد أكثر من 90 عاماً في منطقة "القنوات".
موقع "eSyria" زار مطعم "الصدّيق"، الواقع في مدخل "القنوات" مجرى نهر "قنوات"، للوقوف على تاريخه وسبب شهرته ووجوده ضمن بيت عربي على خلاف باقي مطاعم "الشاورما" في "دمشق" بتاريخ "8/12/2010"، والتقى أحد زوار المطعم السيد "فواز قباني" مُغترب من منطقة "الميدان"، والذي بدأ بالقول: «انتشر اسم مطعم "الصديق" بين السياح والمغتربين على حد سواء، حيث إنني وفي كل زيارة لـ"دمشق" يجب أن أتناول وجبة واحد على الأقل هنا، حيث اشتهر المطعم بطهيه للحوم على الفحم بدلاً من النار العادية مثل في باقي المطاعم».
تبدأ الحياة الفعلية في المطعم مع بداية النهار؛ حيث إن تحضير اللحمة وعملية "الشوي" تستهلك الكثير من الوقت
أما الطالب "عماد الرفاعي" من مدرسة "السعادة" وأحد الزوار الدائمين للمطعم يقول: «أحب المجيء أحيانا أنا وأصدقائي إلى المطعم في طريق عودتنا من المدرسة كونه قريب، ويقدم وجبات كبيرة، كما أن تصميم المطعم على الطريقة الشامية والتي تذكر بالتراث الشامي تجذب العديد من السياح وسكان دمشق الأصليين على حد سواء».
السيد "محمد صدّيق الخباز" الصاحب الحالي للمطعم، وثالث شخص يرث إدارة المطعم بعد والده وجده، يحدثنا عن قصة تأسيس المطعم، فيقول: «منذ ما يزيد على المئة عام سافر والد جدي "صديق الخباز" إلى مدينة "اسطنبول" في تركيا من أجل العمل، وتعلم أسرار هذه الصنعة على أيدي أشهر من أتقنها وعمل بها في تلك البلاد، حتى عاد إلى "دمشق"، وافتتح عام 1906 فيها مطعماً في ساحة "المرجة" ليكون بذلك أول من قدم وجبة اللحم المشوي على الفحم "الشاورما" في المدينة، ثم افتتحنا هذا المطعم في "القنوات" كفرع للمطعم الأول عام 1995».
لم يتغير نظام تقديم الوجبات في المطعم منذ أن افتتح أول فرع، أي منذ ما يزيد عن المائة عام، وعن ذلك يتابع السيد "الخباز" كلامه قائلاً: «يفتتح المطعم أبوابه كل يوم من الساعة 2 ظهراً وحتى 5 مساءً، يلي ذلك 3 ساعات يتناول فيها العمال وجبة الغذاء ليبدؤوا بالتحضير للفترة الثانية الممتدة بين 8 وحتى 12 ليلاً».
وعن البدء بالعمل في المطعم يضيف: «تبدأ الحياة الفعلية في المطعم مع بداية النهار؛ حيث إن تحضير اللحمة وعملية "الشوي" تستهلك الكثير من الوقت».
جودة الأطعمة واللحوم ونظافة المطبخ، هو أهم ما يميز أي مطعم في أي مدينة، وعن أنواع اللحوم المستخدمة يحدثنا السيد "الخباز": «نسعى لتحضير كل ما نستطيع بأيدينا ابتداءً من الخبز، كما يقتصر نوع اللحم المقدم على "فخذ" الخروف الذي نحضره كل صباح إلى المطعم وبمقدار محدد، ليُستهلك كله في نفس النهار، كما أشرف شخصياً على نظافة المطبخ والعمال».
يقدم "مطعم الصديق" وجبة واحدة؛ هي عبارة عن "وجبة شاورما-لحمة مشوية على الفحم" تتألف من اللحم المشوي على الفحم فقط، يقدم معها عدد من المقبلات المرافقة كـ"الكبة المشوية" وعدد من أنواع "الشوربة".
يجدر بالذكر أن السيد "محمد الخباز" صاحب المطعم حصل على عدد من شهادات التقدير من الجهات السياحية ومن المحافظين و"الجمعية الحرفية" للمطاعم والفنادق، كما أن المطعم شارك في "مهرجان دمشق الثامن للثقافة والتراث والسياحة" عام 2009.