على جوانب الطرقات وبين الصخور الجرداء والهضاب الرطبة في المرتفعات الساحلية تنمو الكثير من النباتات الطبية المعروفة بفوائدها الطبية والعلاجية والغذائية معا، ومنها نباتات "الطيون" البرية التي تتمتع بالكثير من الفوائد المعروفة سواء في الطب الشعبي أو الحديث.
موقع "eSyria" بحث عن فوائد "الطيون"، وخاصة استخدامته طبية معروفة في الطب الشعبي، والتقى السيدة "زليخة ميهوب" التي استعملت أوراقه في معالجة ندبة أصابت وجه زوجها حيث تقول: «تكمن فائدة "الطيون" في أوراقه وجذوره حيث قمت بجمع بعض من أوراقه ودقها ووضعها فوق الندبة التي أصابت وجهي وشفيت منها نهائيا بعد استعمالي لهذه النبتة دون الاستعانة بأي دواء آخر».
تكمن فائدة "الطيون" في أوراقه وجذوره حيث قمت بجمع بعض من أوراقه ودقها ووضعها فوق الندبة التي أصابت وجهي وشفيت منها نهائيا بعد استعمالي لهذه النبتة دون الاستعانة بأي دواء آخر
وعن فوائده الأخرى المعروفة لدى أهل الساحل تقول السيدة "زليخة": «يساهم مغلي أزهار الطيون المجففة في فتح المجاري التنفسية كما يستخدم بخار مغلي جذوره لعلاج أمراض البروستات والروماتيزم إضافة إلى أن عصارته تحوي مواد كثيرة فهو يستخدم للحد من البدانة ومعالجة المسالك البولية وكمطهر للجروح».
أما أكثر الاستعمالات الشعبية لنبتة الطيون في المناطق الساحلية فهي حسب قولها: «لقطع الدم النازف من الجروح وهو سريع الفعالية بحيث يمكنه قطع النزف حتى الأوردة أحيانا ويتم ذلك بدق كمية من أجزاء النباتات الخضراء وتوضع فوق الجرح وتضغط حتى ينقطع النزيف وإذا كان الجرح غائرا يمكن ربطها فوقه لليوم التالي والجرح الذي يعالج بالطيون لا يحتاج لغيره ويقال إن الورقة يجب أن تجفف داخل البيت لعدة أيام وآخرون قالوا انه يمكن استخدام الأوراق الجديدة للطيون بوضعها فوق الجرح مباشرة وهي بمثابة مادة مطهرة ومخثرة».
بينما تحدثت المهندسة الزراعية "فتاة أحمد" المهتمة بزراعة النباتات الطبية، عن "نبات الطيون" بالقول: «هو احد نباتات العائلة المركبة أزهاره صفراء على شكل نوارات وبذوره كثيرة تنتشر إلى مسافات بعيدة بواسطة الرياح أوراقه كثيرة الشعيرات وذات ملمس غروي لزج رائحتها حادة وقوية، تنمو في فصل الربيع وتستمر بخضرتها حتى أواخر الصيف حيث تتأهب لتشارك الخريف في صفرته فتقدم للطبيعة رزمة عنقودية من الأزهار الصفراء فاتحة اللون تليها ثمرة شفافة لا تلبث أن تنفصل عن أمها قبل أن تسلمها للشتاء ورياحه».
وتضيف المهندسة "فتاة": «تم تصنيف الطيون في الكتب الطبية القديمة كأحد النباتات الهامة الطبية وذكرت هذه الكتب أن الفروع المزهرة تستعمل لالتهاب القصبات الهوائية والسل وفقر الدم ولجميع أمراض الجهاز البولي ويغلى الطيون في الزيت ويستعمل على الكدمات والأورام وذكر المؤرخ والكاتب الروماني "pilimius" أن نبات الطيون يقوي الأسنان ويستعمل ضد السعال وان عصير جذوره يطرد الديدان والمجفف منه يستخدم لتشنجات المعدة وضد غازاتها ومفيد لشفاء عضات الحيوانات السامة وفي كتاب الملك "سليمان" أمثال ذكر انه علاج للجروح وأمراض البطن ويقال إن القرويين الفلسطينيين يدعون الطيون أيوب لأنه ساعد النبي أيوب على علاج آلامه ويعتبرونه يشفي من /40/ مرضا».
وتتابع المهندسة "فتاة": «استخدم القدامى الطيون أيضاً لتخفيف مرض السكر وضغط الدم بحيث صنفه العرب كأفضل الأعشاب الخمسة لمعالجة ضغط الدم وذلك بوضع خمس أوراق طرية لمدة ثلاث دقائق في كاس الشاي وشربها أما الاستحمام بمغلي الطيون فهو علاج لألم المفاصل والتهاباتها ويمكن أن يضاف /200/ غرام من الأوراق المغلية إلى ماء الحمام الدافئ ويبقى المريض لمدة "30" دقيقة فهو علاج نافع لالتهاب المفاصل».
ويقول المهندس "حسن صالح" رئيس دائرة حراج طرطوس: «إن هذه النبتة تعرف بالطيون وتنمو باستقامة فوق الأرض بينما تتشعب أغصانها على جوانبها ويشتد عودها بفعل السنوات لتصبح قاعدتها خشبية وعلى ساقها الأساسية تنمو أوراق بشعيرات تحمل في رأسها غددا تفرز المادة العطرة واللاصقة معا ولهذا يطلق عليها علمياً viscose أي اللاصقة».
ويضيف المهندس "حسن": «يتراوح ارتفاع النبتة ما بين "50-100" سم وتنتج الشعيرة الواحدة حوالي "5000" بذرة وهي متواجدة بكثرة في الساحل السوري وعلى جانب الطرقات كما أنها متواجدة في البادية ومناطق مختلفة ورغم أنها على المستوى الشعبي لها أهيمتها في بعض الأمور الطبية الا أنها لا تلقى على المستوى الحقلي والعلمي لدينا الكثير من الاهتمام».
وفي مجال آخر اكتشف المزارعون فوائد أخرى للطيون يتحدث عنها المهندس الزراعي "محمد عمور" حيث يقول: «يساهم الطيون في تفادي جفاف الفاكهة وخاصة تعفن العنب حيث توضع الثمار على تخت مصنوع من أوراق وأغصان الطيون كما تبين الأبحاث الزراعية أن عشبة الطيون تحتوي على مواد مطهرة طبيعية وطاردة للحشرات التي تصيب الثمار بالتلف وهي غير مضرة بصحة الإنسان حيث يقوم المزارعون باستخلاص عصارة العشبة بنقعها في الماء الساخن أو غليها ثم رشها على الأشجار المتنوعة "التفاح والمشمش والعنب"».
ويضيف المهندس "عمور": «أظهرت الفحوص المخبرية لمستخلصات أجزاء الطيون "أوراق وساق" انه يمكن استعمال مستخلص الطيون لإعاقة تلف المنتوجات الزراعية الجافة والطازجة وذلك كبديل للكيماويات السامة المستعملة اليوم لرش الأشجار وأيضا الفطريات التي تهاجم البذور المخزنة مثل الفستق وبذور عباد الشمس حيث أعاقت بشكل كبير نمو هذه الأمراض والفطريات
وتوصل الباحثون إلى انه يمكن الاستفادة من صفات هذه العشبة في الزراعة العضوية بدلا من المبيدات الكيماوية السامة للتخلص من بعض الأمراض التي تصيب النباتات والجذور وهي بالنهاية أفضل بكثير من الأدوية الكيماوية الضارة بصحة الإنسان ولا تكلف المزارع شيئا سوى قطفها وغليها».