شهدت الدراما السورية خلال السنوات الأخيرة قفزات نوعية في الإنتاج كماً ونوعاً، وانتشرت المسلسلات السورية على القنوات العربية المختلفة محققة نجاحاً لافتاً ومتابعة جماهيرية كبيرة، وبقي التساؤل الذي يطرحه المتابعون لهذا القطاع عن إمكانية تحول الدراما إلى صناعة رابحة تعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني.

واعتبر "مروان ناصح" مدير قناة الدراما السورية أن: «تحول الدراما السورية إلى صناعة ناجحة لم يتحقق حتى الآن، وهو مطلب كبير للعاملين في هذا المجال سواءً في القطاع العام أو الخاص».

إن الدراما السورية صناعة قائمة منذ سنوات والدليل على ذلك وصولها إلى المحافل العربية والدولية وتحقيقها عائدات مالية كبيرة

مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الخطوة القادمة المبشرة هي في مشروع تقوم وزارة الإعلام على دراسته لإقامة مؤسسة إنتاجية مستقلة عن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، تعمل بمال القطاع العام وبعقلية القطاع الخاص.

مفيد الرفاعي

وقال "ناصح": «أعتقد أن إنشاء هذه المؤسسة استعادة لقيادة الحركة الإنتاجية، ومن شأنها أن تعود بالفائدة على قطاع الدراما والعاملين فيه، وأرى بأنها تشكل اللبنة الأساسية في ولادة هذه الصناعة التي تهتم بشؤون التوزيع كما تهتم بشؤون الإنتاج».

وأشار مدير قناة الدراما إلى أن القناة وسيلة ترويجية مهمة لهذه الصناعة، مؤكداً أنها لن تقوم بالإنتاج وإنما بعرض الأعمال فقط.

مروان ناصح

من جهته قال لنا "مفيد الرفاعي" مدير البرامج في فضائية "أبوظبي" الإماراتية: «إن الدراما السورية صناعة قائمة منذ سنوات والدليل على ذلك وصولها إلى المحافل العربية والدولية وتحقيقها عائدات مالية كبيرة».

وأوضح "الرفاعي": «إن هذه الصناعة بحاجة فقط إلى عملية تنظيم من الداخل مرتبطة بصورة رئيسية في وضع ضوابط على عمل المنتجين، فعملية الإنتاج ليست فقط في ضخ الأموال، وإنما تحتاج لأشخاص على مستوى عال من الثقافة والخبرة».

الدراما السورية نجاحات مستمرة

ولفت "الرفاعي": «إن قناة "أبو ظبي" قامت العام الماضي بإنتاج ستة مسلسلات سورية حققت نجاحاً كبيراً في الموسم الرمضاني، ولا سيما في عرض مسلسل "ضيعة ضايعة" الذي نال متابعة خليجية واسعة».

بدوره قال "مظهر الحكيم": «إن الدراما السورية نجحت في الوصول إلى سوية إنتاجية عالية، وتلاقي رواجاً كبيراً في القنوات الفضائية العربية، وهي بحاجة إلى عملية تنظيم من الناحية الإدارية والإنتاجية والترويجية حتى تتحول إلى صناعة تعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني».

تجدر الإشارة إلى أن الدراما السورية أنتجت هذا العام ستة وعشرين عملاً عرض معظمها على القنوات الفضائية العربية، في حين أنتج في العام الماضي ستة وأربعين عملاً حققت نجاحاً كبيراً وحصدت الكثير من الجوائز في مهرجانات عربية.