للجنوب الشرقي من مدينة "درعا" بـأربعة كيلومترات، وعلى طريق عام "درعا" "أم المياذن" من على جانبي "وادي الزيدي"، الذي ينبع من مرتفعات "جبل العرب" ويصب في "وادي اليرموك". تقع أطلال أثرية تعرف باسم "خربة غرز" والتي ما زالت مجهولة التاريخ والاسم القديم، لكنها مسجلة لصالح مديرية الآثار بموجب القرار رقم 299/أ تاريخ 19/3/2002.
وللتعرف أكثر على الموقع وخصوصياته الحضارية والتاريخية موقع eSyria التقى الباحث "أيهم جدعان الزعبي" الذي قال:
من خلال دراسة بقايا الإنشاءات وفخار السطح يتبين أن الموقع يعود للعصر الروماني، مع استمرار السكن فيه حتى الفترة الإسلامية المتأخرة والفترة العثمانية
«تأخذ الخربة شكلاً شبه مستطيل متطاول باتجاه شمال جنوب أبعاده (300×540م) فيها ثلاثة تلال صغيرة، يقسمها "وادي الزيدي" إلى قسمين: الأول باتجاه الجنوب وهو عبارة عن تلة صناعية دائرية الشكل بقطر (60م) تقريباً، وارتفاع (7م)، يقع جزء منها ضمن السياج الذي أنشأته شركة المحروقات في الموقع.
التلة الثانية تقع شمال الوادي، وهي تلة طبيعية أصلاً وعليها تراكم بناء وسكن أثري، وهي شبه دائرية بقطر (100م) وارتفاع (12م) تقريباً، فيها بقايا أساسات وجزء من سور خارجي للخربة.
التلة الثالثة شمال "وادي الزيدي" وتجاور الثانية ومشابهة لها تماماً. يشاهد على الخربة بقايا أساسات وكسر فخارية تعود لفترات مختلفة من الفترة الرومانية وحتى الفترة الإسلامية المتأخرة، وهذا يدل على أهمية الموقع وملاءمته للسكن عبر العصور. يوجد بالقرب منها جسر قديم من الفترة العثمانية يتميز بقناطره العالية للغاية حوالي عشرة أمتار، ووجود محطة للخط الحديدي الحجازي بالقرب منها مما يعني قيمتها التاريخية والاقتصادية بالفترة العثمانية».
وعن تاريخ الموقع ينهي "الزعبي" قائلاً: «من خلال دراسة بقايا الإنشاءات وفخار السطح يتبين أن الموقع يعود للعصر الروماني، مع استمرار السكن فيه حتى الفترة الإسلامية المتأخرة والفترة العثمانية».
بقي أن نقول أن خربة "غرز" قدمت لوحة فسيفسائية في غاية الأهمية عليها كتابات ونقوش هندسية وذلك مطلع العام 2007م.