«بدأ مجلس مدينة "السويداء" التحضير للملتقى النحتي الدولي الثاني قبل أربعة أشهر من افتتاحه، وذلك بالتنسيق مع دار العوام للنشر (الجهة المنظمة للملتقى)، ومؤسسة ARCOART الإيطالية الفنية المكلفة من جهة التنظيم باختيار الفنانين الأجانب بعد قراءة السيرة الذاتية لكل فنان ومدى مشاركته في الملتقيات الدولية..

وأهم الأعمال الفنية التي قدمها، حتى تتم دعوته ضمن شروط الملتقى، حيث شارك أكثر من عشرين فناناً من دول أجنبية وعربية».

التميز كان في العمل الجماعي، وموقع "سيع" الممتع، وأحببت المشاركة هذا العام وطلبت أن أكون من الفنانين المساعدين لكن إدارة الملتقى جعلتني مشاركاًً

الحديث كان للأستاذ "كمال الشوفاني" أحد أعضاء اللجنة التنظيمية والمسؤول عن التوثيق والترجمة بملتقى النحت لموقع eSuweda بتاريخ 24/7/2009، وأضاف يقول: «لقد عملنا على توثيق ملتقى العام الماضي يوماً بيوم وأصدرنا CD يضم أكثر من ألف صورة عن مجرياته، كما قدمنا وثائق لفيلم بعنوان "بازلت واحد" إلى التلفزيون السوري وهي من إعداد الفنان "غازي عانا"، والملتقى يسلط الضوء على المحافظة بشكل عام من جهة، وكذلك إلقاء الضوء على القرى الأثرية المنسية كقرية "سيع" و"تل جنجلة" من جهة ثانية، ونحن نسعى لأن تملأ المنحوتات الفنية ساحات "السويداء" حيث تقدم منحوتات الملتقى لمجلس المدينة لوضعها في ساحات المدينة وحدائقها، وهدفنا أن تحتوي "السويداء" على ألف منحوتة تماثل الفن القديم الذي عمل به أجدادنا وتاريخ منطقتنا».

كمال الشوفاني

الفنان "فؤاد نعيم" المشارك والمشرف على الملتقى بيّن قائلاً: «يعتبر هذا الملتقى إنجازاً حقيقياً لمجلس مدينة "السويداء" الذي تبنى مثل هذا الملتقى حيث استضاف أكثر من عشرين نحاتاً، وهو الأول من نوعه في تاريخ المحافظة لأن مجلس المدينة يدرك سلفاً أننا بحاجة إلى مثل هذه الظواهر الفنية، والفنان كالنهر الجاري لديه دائماً أفكار جديدة».

وعند سؤال الفنان "فؤاد نعيم" عن تميز ملتقى "تل جنجلة" عن ملتقى "سيع" أجاب قائلاً: «لقد عمل الفنانون في ملتقى النحت الماضي على مادة غشيمة (خام)، ولكنهم عندما وجدوا متعة في العمل، وراحة في التعامل مع حجر البازلت، تم إعادة التجربة في هذا العام، ونحن بحاجة لوجود مثل هذه الملتقيات في المحافظة لتعزيز دور الفن، ولنشر ثقافة فنية نستمدها من بيئتنا المحلية لتتعرف عليها الدول الأجنبية والعربية، وتكون عاملاً في خلق إبداعات فنية من خلال التعرف على حضارة وفن الدول الأخرى وتعرف تلك الدول على ما تحمله منطقتنا من حضارة وتاريخ وفن عريق».

الفنان فؤاد نعيم

الفنان البولندي "داريوش جوفا لسكي" الذي شارك في الملتقى السابق وأصر على المشاركة هذا العام بعد أن صنع عملاً جميلاً، أوضح قائلاً : «التميز كان في العمل الجماعي، وموقع "سيع" الممتع، وأحببت المشاركة هذا العام وطلبت أن أكون من الفنانين المساعدين لكن إدارة الملتقى جعلتني مشاركاًً».

وعن ميزة الحجر البازلتي بيّن بالقول: «الحجر البازلتي أصعب بكثير من حجر الرخام الذي نعمل عليه في بلادنا، وهذا النوع من البازلت هو من الأنواع الطرية، وسهل التعامل معه مقارنة مع غيره، وما دفعني وشدني إلى المشاركة أكثر مشاهدتي منحوتة فنية من حجر البازلت جذبتني تفاصيلها أثناء زيارتي لمطعم في سورية حمل اسم "أوغاريت"».

الفنانة تيريزا

كما أوضحت الفنانة "تيريزا" زوجة الفنان "داريوش جوفا لسكي"، المشاركة في الملتقى قائلة: «إن البازلت الموجود لدينا هو أقسى بكثير من الموجود في "السويداء"، وبالتالي فالتعامل مع البازلت هنا أسهل وأجمل، وسعيدة هنا لأن المناخ يساعدنا على الإنجاز».

ويذكر الدكتور "علي أبو عساف" الباحث في علم الآثار: «كان لاختيار موقع "سيع" لمتلقى "السويداء" الأول للنحت أهمية خاصة، وكذلك "تل جنجلة" الواقعة شرق مدينة "السويداء" بثلاثة كم كموقع لهذا العام، فكما تشرف "سيع" على سهول حوران و"تل جنجلة" يشرف على "السويداء" والسهول المقابلة، فهما تلان أثريان عظيما الشأن تتوضع داخلهما حضارات متعاقبة طبقة فوق طبقة، وتل "جنجلة" صنو لخربة "مساكب" و"تل الدبة"، ولا نستبعد أن يكون حصناً لمدينة "السويداء" التي تعود للعصر الكنعاني في النصف الأول من الألف الثاني قبل الميلاد، ولهذا كان الربط بين النحت المعاصر والنحت الأثري القديم ميزة تحسب لمنظمي الملتقى».