كلنا نملك قلوباً مفعمة بحب مدننا الجميلة بحاراتها وشوارعها الضيقة وبيوتها العربية القديمة، ويحاول كل منا أن يعبر عن هذا الحب بطريقته الخاصة وأسلوبه المتميز، كما عند الفنان التشكيلي"عمر بيازيد" الذي عبر عن هذا الحب من خلال ريشته التي رسمت أجمل اللوحات الفنية.

في صالة"الأسد" للفنون التشكيلية بـ"حلب" افتتح معرض الفنان "عمر بيازيد"،الذي ضم /46/ لوحة فنية بأحجام وقياسات مختلفة وتتناول مواضيع متعددة من طبيعة و حارات شعبية قديمة ومساجد ومهن يدوية وغيرها من المواضيع التي تمس حياتنا اليومية، ومرسومة بالألوان الزيتية على القماش وهي الطريقة التي يتبعها الفنان "عمر" في معظم لوحاته.

طبعاً في المستقبل أطمح لأن أقدم أعمال أفضل، فأنا ما زلت في بداية الطريق، و أتمنى أن أقدم للفن ما هو أجمل وهي بطبيعة الحال طموحات أي فنان، أتمنى أن أصل إلى مرتبة عالية على صعيد العمل الفني تنال رضا الجميع

على هامش المعرض التقينا الفنان "عمر بيازيد" الذي حدثنا عن أسلوبه في الرسم وعن لوحاته ومعرضه فقال: «هذا المعرض هو معرضي الشخصي الأول، أعرض فيه حوالي/46/ لوحة فنية هي عبارة عن توثيق لمدينة "حلب" القديمة وحاراتها الشعبية، بالإضافة إلى بعض الأعمال الإنسانية والأعمال الحرة من طبيعة ونباتات وزهور وغيرها، في معظم أعمالي أتبع الأسلوب الواقعي و أستخدم الألوان الزيتية فمعظم لوحاتي هي عبارة عن زيت على قماش بقياسات متعددة، فمنها الصغيرة و المتوسطة والكبيرة، فقد أردت أن أقدم تشكيلة واسعة من خلال تغيير وتيرة قياسات اللوحات من أجل إراحة الزوار».

وعن طموحاته على الصعيد الفني في المستقبل قال الفنان "عمر بيازيد": «طبعاً في المستقبل أطمح لأن أقدم أعمال أفضل، فأنا ما زلت في بداية الطريق، و أتمنى أن أقدم للفن ما هو أجمل وهي بطبيعة الحال طموحات أي فنان، أتمنى أن أصل إلى مرتبة عالية على صعيد العمل الفني تنال رضا الجميع».

كما التقينا على هامش المعرض "عادل عيسى" رئيس نقابة الفنانين التشكيليين بـ"حلب" فحدثنا عن المعرض قائلاً: «الفنان"عمر بيازيد" من الفنانين التشكيليين الذين يملكون تجربة جديدة، و هو يحاول في هذا المعرض أن يقدم ملامح من التراث الحلبي والتراث المعماري، وأظهر الكثير من ملامح المدينة خاصة المدينة القديمة، و أكد على موضوع البيوت الشعبية و الحارات الشعبية، بشكل عام المعرض من المعارض التي تضم جهدا كبيرا من حيث العمل الفني، والفنان "عمر" يملك تجربة خاصة من خلال اللون، وهذه الأعمال تدل على أنه مجتهد لنفسه لأنه لم يدرس الفن دراسة أكاديمية بل تعلمه كهواية ومن خلال تجربته الفنية القديمة، وتدل أن له شخصية متفردة في العمل الفني».

وعن هذا المعرض حدثنا الفنان التشكيلي "صلاح الدين الخالدي" فقال: «الزميل "عمر" يدخل اليوم في تجربة جديدة من خلال رسم الحارات الشعبية في مدينة "حلب"، وفي الواقع فإن معظم اللوحات في هذا المعرض تؤرخ للحارة الشعبية بكل مفرداتها، وكان واضحاً من خلال اللوحات أن الحارة بالنسبة للفنان"عمر" ترمز إلى التعايش بين الناس الموجودات وبين الموروثات الشعبية، وقد استطاع الفنان"عمر" أن يؤكد ذاته من خلال هذا المعرض الذي ظهر بمستوى لائق ولافت للنظر، أتمنى له التوفيق والنجاح في عمله».

نذكر أن الفنان " عمر بيازيد" هو من الفنانين التشكيليين الشباب الذين لم يدرسوا الفن دراسة أكاديمية بل تعلمه عن طريق الممارسة الفردية والهواية، وقام بتدعيم هذه الهواية بالدراسة في مركز "فتحي محمد" للفنون التشكيلية "بحلب"، شارك في عدد من المعارض الجماعية، ونال عددا من الجوائز منها جائزة في معرض "اليمان" للمعارض، وجائزة في مهرجان التنمية.

من صور المعرض

افتتح المعرض في الساعة السابعة من مساء الأثنين15/6/2009م، وحضره عدد كبير من الفنانين التشكيليين "بحلب" والمهتمين بالحركة التشكيلية و أصدقاء الفنان.