«كنت منذ صغري مولعاً بمتابعة التلفزيون بشغف، وبكل ما يعرضه من برامج ومسلسلات، وكنت أتابع المشاهد الدرامية بعمق وانتباهٍ شديدين، ولكن كانت المشكلة التي عانيتها آنذاك هو أنه لا يوجد في بيتنا جهاز تلفزيون؛ بل كنت أتابع برامجه في بيت الجيران، وكنت أضطر حينها لحفظ الحكايات والحوادث والأغاني لأرويها لأخواتي البنات في اليوم التالي

هكذا يبدأ الكاتب الدرامي الرقي "عدنان العودة" حديث الذكريات لموقع eRaqqa الذي التقى وإياه في "دمشق" بزيارة خاصة له بتاريخ (14/5/2009)، وعن تاريخ ولادته، ودراسته، ونشأته، وبداية ولعه بالمسرح، يقول"العودة": «ولدت في عام /1975/ في قرية "زور شمر" والتي تقع على طريق عام "الرقة- "دير الزور" محاذيةً لنهر "الفرات" من الضفة اليمنى، درست الابتدائية في مدرسة القرية وتابعت الإعدادية في "السبخة"، أما الثانوية فقد أتممتها في مدينة "الرقة"، وكنت من المتفوقين في دراستي، فلقد حصلت على الثانوية العامة الفرع الأدبي، وجاء ترتيبي الثالث على المحافظة، بعدها تابعت دراسة الصحافة في كلية "الآداب" بجامعة "دمشق"، وتخرجت عام /1999/، وفي ذات الوقت درست في المعهد "العالي للفنون المسرحية" قسم "النقد والأدب والمسرحي" وتخرجت منه في عام /2000/ .

فدائماً شخوص حكاياتي يبتدئون من الشمال حتى لكأن الشمال إلى الآن بالنسبة لي هو مركز العالم

في المرحلة الإعدادية كنت أشارك في الفعاليات والمهرجانات التي تقيمها المدرسة، حيث كنت أقدم مسرحية في كل عام، أقوم بتأليفها وإخراجها، وتعرض في المناسبات الوطنية والقومية، وفي تلك الفترة كنت أكتب الشعر العامي، ومازلت أكتبه باللهجة الفراتية واللهجة الشامية.

الكاتب عدنان العودة

وأول عمل مسرحي لي كان في المرحلة الإعدادية بعنوان " أطباء مزيفون" وأتذكر حينها أننا استعنا بصدريات مدرسي الرياضيات والكيمياء».

وعن أسباب توقف عرض مسلسله "فنجان الدم"، يقول"العودة": «في الحقيقة لا أعرف لماذا منع مسلسل "فنجان الدم" من العرض، وهناك إشاعات سمعتها بأن المسلسل يثير النعرات القبلية، ويسيء لبعض المجتمعات، وهذا غير صحيح، وفي حقيقة الأمر أن المسلسل توقف عرضه لسبب آخر، وهو تنافس شركات الإنتاج، لأن هناك جهات إنتاجية تنتج هذا النوع من المسلسلات البدوية، وتعرض على شاشة MBC فلم يكن من مصلحتها عرض المسلسل.

مع الليث حجو في مسلسل فنجان الدم

وأنا أعتقد أن المسلسل سيكشف عورة الجهات المنتجة التي عارضت المسلسل، وأقصد بذلك تبنيها (تيمات) سخيفة، محدودة تقدم المجتمع البدوي على أنه لا هم له سوى الغارات والعشق، وكأنه معزول عن السياق التاريخي، علماً أن كل المشاريع السياسية ابتدأت من البدو وانتهت إليه».

وعن تأثير البيئة في شخصيته الأدبية، يتحدث "العودة" قائلاً: «لحسن الحظ، وللمصادفة أنني ولدت في منطقة "الفرات"، هذه المنطقة الغنية بموروثها الإنساني، وتنوعها الاجتماعي، والإثني، فهناك العديد من القوميات والأديان، إضافة للعديد من المجتمعات، الحضري، والبدوي، والقروي، مشكلين بذلك (موزاييك) فريد من نوعه وغني، وهذا ما لمسته وأثر في طفولتي وصولاً إلى المرحلة الثانوية، وكان يشرف على المسرحيات التي أعمل بها آنذاك معلم من السلمية أسمه "سامي جوهر"، ومنها مسرحية "ضيعة آذار".

وبطبيعة الحال هذا كله انعكس بكل ما كتبت منذ ذلك الوقت إلى الآن، فمسلسل "فنجان الدم" يقدم قراءة للمجتمع البدوي بصورة جديدة غير التي عهدناها في الأعمال الأخرى لكتاب آخرين، فمسرحية "خيل تايهة" و"المرودة والمكحلة" هي أيضاً تعكس تأثري بالبيئة الفراتية، ذلك أن معظم شخصياتي تنتمي إلى هذه المنطقة وإن اختلفت مصائرها في حياتها».

ويضيف "العودة" بقوله: «فدائماً شخوص حكاياتي يبتدئون من الشمال حتى لكأن الشمال إلى الآن بالنسبة لي هو مركز العالم».

وعن بداياته وأعماله في مجال الدراما التلفزيونية، يقول" العودة": «بعد عام /2000/ قررت أن أصبح كاتباً، وأن أعيش من قلمي فلا مصدر رزق آخر لدي سوى الكتابة، فإذا لم أكتب أجوع، فالكتابة حالة معاشة لي، وفعل أمارسه يومياً.

كانت بداياتي لوحتين في مسلسل "مرايا" في عام /2002/ ثم كتبت العديد من اللوحات لمسلسل "بقعة ضوء" الجزء الثالث، ومسلسل "عربيات"، ومسلسل "ما في أمل" ، إضافة إلى أنني عملت مستشاراً درامياً للعديد من المسلسلات التلفزيونية.

أما مسلسل "فنجان الدم" فهو من إخراج "الليث حجو"، وقبله "أسير الشوق" إخراج "ناجي طعمي" وكلاهما لم يعرضا، وآخر تلفزيوني أقوم بكتابته حالياً ويحمل عنوان "غنيت مكة"، وهو من إخراج "الليث حجو" أيضاً، ومن إنتاج شركة "سامة" وسيتم تصويره بعد شهر رمضان مباشرة، وهو عمل تاريخي يتحدث عن "مكة" قبل ولادة "النبي" عليه السلام».

وعن أعماله المسرحية قال "العودة": «لدي عمل مسرحي بعنوان "المرود والمكحلة" يقوم بإخراجه "عمر أبو سعدة"، وتجري تدريباته حالياً، وسيقدم على مسرح دار "الأوبرا" اعتباراً من /17/ أيار القادم ، إضافة لمسرحية "ثنائيات" ومسرحية "خيل تايهة" ويتم التحضير لإخراجهن».

وعن أعماله السينمائية، يقول"العودة": «عملت فيلمين قصيرين، الأول بعنوان "بوستير"، والثاني بعنوان "يسري نضر الله"، وكلاهما من إخراج "سامر البرقاوي"، إضافة للفيلم التسجيلي "كلام الحريم" وهو من إخراج "سامر البرقاوي" وقد تم تصويره في قريتنا "زور شمر" ويتحدث عن واقع المرأة في الريف السوري».