«الشاطر "حسن" كما يحلو للبعض تسميته، شاب اخرس، لا يستطيع النطق ولا السمع، جادت عليه السماء بملكات، قد لا تجود بها على غيره من الناس، وعندما تجود السماء، تتجاوز المنطقيات، وتزرع في النفوس بذورا يعجز أي جان عن جنيها إلا أن تسمح له بإدراك ما لا يدركه العقل البشري الذي هو حجة على العاقل، وسلاح بيد الحكيم».
هذا ما قاله السيد "حمزة العايد" شقيق الأخرس "حسن" لموقع eHasakeh، وأضاف قائلا: «وجد شقيقي "حسن" نفسه عاجزا عن الكلام فلم يسلم نفسه لعطاء القدر، عمل كثيرا وفي أكثر من مجال، حتى وصل به الحال أن عمل حمالا في أحد مراكز شراء الحبوب في "تل براك".
إضافة إلى ذلك الجميع هنا يحبونه ويحترمونه، وذلك لدماثة خلقة، وحسن تقديره للآخرين، وخير دليل على ذلك أن الكل أقدموا على مساعدته عندما بدأ ببناء منزله في الحي الغربي لناحية "تل براك"
وبعد ذلك يمكن ذكر انه بارع جدا في تصليح الالكترونيات المنزلية البسيطة كالتلفاز، والراديو وأجهزة البث المنزلية، ولكنه لبعض الأسباب لم يتمكن من امتهان هذا العمل، قال لي ذات يوم انه يريد السفر إلى أي بلد عله يجد ضالته في البحث عن عمل يناسبه، ولكن والدي عارض ذلك رغم فقر حاله، فآثر أخي البقاء وقوفا عند رغبة والدي، ومن خلال ذلك أدركت بأنه يملك من الطموح الشيء الكثير، فهو كثير التأمل والتفكر، وكثير الأسئلة التي ربما يعجز البعض عن الإجابة عنها».
أما السيد "محمد العايد" شقيقه الثاني فقد قال: «كان يستشيرني في بعض الأمور التي تخص حياته فكنت أشجعه دائما، وجد أخي "حسن" نفسه في مفترق طريقين احدهما أن ينتظر ناقوس الحظ عله يطرق بابه، فيجده في أتم الاستعداد، أو أن يبحث لنفسه عن عمل تماشيا مع ملكاته الشخصية، نعم فهو دائم التجريب، فقرر أن يقلب صفحات حياته بيديه، فقد يجد لنفسه صفحة يكتبها بأنامله تضعه داخل تاريخ الإنسانية، وتكون آية الرزق له ولعائلته، وتكون الجوادة حينما يبخل القدر، وتمنع عنه إذا جاز التعبير الشح وحاجة الناس، فعمل لفترة طويلة في بناء المنازل، فوجدته يعمل كالذين لهم باع طويل في هذا المجال، وهذا بشهادة كل الذين عمل عندهم، فأصبح بذلك من مشاهير المنطقة في بناء البيوت، واستمر على هذا الحال لعدة سنوات، وهناك عدة منازل شاهدة على براعته في تصميم المنزل أياً كان التصميم المراد تنفيذه».
السيد "احمد العايد" الأخ الأكبر للأخرس "حسن" ذكر قائلا: «نعم انه شخص ذكي، يحب عمله، ودائما ما كان يتقن ما يعمل، لطالما فاجأ الجميع بسرعة الأداء والتميز عن الآخرين،
لقد بني لنفسه كشكا صغيرا لتصليح وبيع الأحذية، وأضنه هذه المرة سيستمر على هذه المرة وخاصة بعد أن بلغ من العمر أكثر من أربعين عاما، فقد أصبح لديه العديد من الزبائن، والمرتادين، فهو يحب عمله هذا كثيرا، وكثيرا ما قمت بمراقبة كيفية أدائه فوجدته منسجماً جدا مع عملية تصليح الأحذية وبيعها، وهو يتقن العمل على آلة خياطة الأحذية بشكل جيد».
ويضيف السيد "أحمد": «إضافة إلى ذلك الجميع هنا يحبونه ويحترمونه، وذلك لدماثة خلقة، وحسن تقديره للآخرين، وخير دليل على ذلك أن الكل أقدموا على مساعدته عندما بدأ ببناء منزله في الحي الغربي لناحية "تل براك"».
"عبد الله الجاسم" احد الزبائن الذين يترددون على كشك "حسن" قال: «يا له من شخص عجيب، انه لا يستطيع الكلام ولا السمع، ويستطيع إتقان أكثر من عمل، وخاصة عمله الأخير في تصليح الأحذية، وأنا كغيري من الذين يتناوبون المجيء إلى كشك "حسن" ويحملون نظرات الدهشة، والمحبة لهذا الإنسان الرائع».
يذكر أن السيد "حسن العايد" هو من سكان منطقة "تل براك" يعيش مع أسرته المؤلفة من ثلاثة ذكور وبنتين وزوجته، في منزلهم في الحي الغربي.