لا سبيل لرؤية الحزن إلا حين يكتسي وجوهنا، ولا جدوى من تجسيد الموت إلا حين يُرسمُ بريشة فنان يستطيع منح الناظر لأعماله الفنية ذاك الإحساس برهبته وقدسيته.

ريشة الفنانة التشكيلية "ريما سلمون" استطاعت منحنا هذا الإحساس في معرضها الكائن "ببيت الفن" أو الآرت هاوس " Art house" والذي افتتح في الساعة السادسة مساءً من يوم السبت بتاريخ 21\2\2009.

اللون الأصفر يدل على القدسية، أما اللون الأبيض فهو يدل على بداية الأشياء بالنسبة لي

"eSyria" حضرت يوم الافتتاح، والتقت بالفنانة التشكيلية "ريما سلمون" وبعض الحاضرين محاولةً الكشف عن موضوع أعمال الفنانة، والرسالة التي توجهها من خلال أعمالها الفنية.

الفنانة ريما مع بعض الحضور

حول سؤالنا الأول عن سر ذاك الحزن الساكن في وجوه أعمالها الفنية؟ أجابتنا الفنانة "سلمون": «الحزن موجود بالطبع لأني تناولت موضوع الموت، وعن سبب هذا الاختيار فأنا أريد طرح فكرة تدور في داخلي، لا سيما أن الموت تجربة لا تخصني أنا بالذات بل تخصنا جميعاً فمن منا لم يمر بتلك التجربة، ولكن أنا أتحدث هنا عن يقيننا بأن هؤلاء قد غادروا».

وعن معنى وجود اللون الأصفر والأبيض ببعض أعمالها التشكيلية؟ حدثتنا الفنانة "سلمون": «اللون الأصفر يدل على القدسية، أما اللون الأبيض فهو يدل على بداية الأشياء بالنسبة لي».

الأبيض والأسود في لوحة للفنانة

أما الفنان "وائل الضابط" والذي كان هناك حدثنا عن أهمية هذه التجربة فقال: «هذا المعرض هو عبارة عن تجربة شخصية مرت بها الفنانة وانعكست على أعمالها، فلمسة الحزن السائدة في وجوه رسومها تعكس تجربة قاسية كانت قد مرت بها، وأكثر ما يعكس هذا الحزن هو الألوان القاتمة في هذه اللوحات، وأعتقد بأن الفنانة تركت شيء من الأمل في تلك الخلفية الصفراء بأعمالها التشكيلية، واللون الأبيض كان بمثابة بصيص نور يفتح الباب من جديد للحياة».

أما الفنان "ياسر حمود" وشريك حياتها عبر عما يحمل للفنانة "ريما سلمون" من خلال قصيدة قد كتبها بعنوان "لـ ريما" يقول في جزء منها:«عند كل قهوة صباح.. تأخذني الرائحة للون محتم، تحبه ريما. إلى لوحتها المفاجئة، التي تعترفك كإنسان.. ألبستها زماناً من ورق.. تقمص كل لون مغادر. جسد أشقى.. تصليه في أرض مقدسة. لا تخلو من شواهد عصر. لامرأةٍ ورجلٍ وحيدين.. حواء كثر، وآدم. لا تدل عليه نهايات أبعاده.. كمن يرقص دون حراك. تعجز أنفاسه عن الصعود. ينتظر فقط.. الحركة التالية من المشهد، ليثق بالعيش. أو يلفظ أنفاسه الأخيرة.. في سبيل موتٍ محتم».

إحدى لوحات الفنانة