(أشو بدك) هذا التساؤل الإدلبي المعروف يعني أيّ شيء تريد؟. ويُعتبر الهوية اللفظية لآهالي المحافظة لذلك اشتهرت هذه الكلمة كشهرة الفليفلة عند أهل "بنش" وبلدة بنش معروفة في "إدلب" ويلفظها "البنشاوي" بإصرار على كسر الحرفين الأول والثاني وتسكين الأخير.
وأهلها يحبّون الفليفلة الحارة فهي تقدَّم مع كلّ وجبة وهناك طرفة تروى عنهم مفادها أنهم حين يدعون الضيف لشرب فنجان قهوة يقولون له: «تفضل اشرب فنجان قهوة مع قرن فليلفلة»، والفليلفة الحارّة يحبها الأدالبة عموماً، «لكن هل من ترابط بين (الأشو) بأحرفها الخشنة التي تعبّر عن المجتمع الذكوري والفليفلة الحارة والطلاق؟».
علي مئة مليون طلاق هالحكي غير صحيح، لأنو الطلاقات في "إدلب" وليس هنا
ففي شوارع مدينة "إدلب"، و"أريحا" و"المعرة"، و"جسرالشغور"، و"معرتمصرين"، و"كفرنبل" يكثر الناس من أيمان الطلاق وقد تفنن البعض بطلاقاته، فمثلاً «عليّ الطلاق عمود سمسم من الأرض لسابع سما وكلّ حبّة سمسم بمائة مليون ألف طلاق، عليّ مئة ألف مليون يمين طلاق، عليّ الطلاق لايفتى ولايستفتى، عليّ الطلاق على كلّ المذاهب، عليّ الطلاق يرجعِك شيخ يطلقك شيخ» وهذه الأيمان تسمع حتى من الأطفال الصغار الذين لم يتجاوزوا الخامسة من العمر، وقد قال أحدهم أنّ ابنته البالغة من العمر ثلاث سنوات تحلف بالطلاق.
وفي سؤال لموقع eIdleb يوم 3/2/2009م عبر الهاتف للأديب والسيناريست الإدلبي المعروف "خطيب بدلة" عن هذه الظاهرة بدأ حديثه بقصّة جدّه "الحاج بدلة" وهو زعيم "معرتمصرين"، قائلاً: «بأنّ جدّه غضب يوماً لكثرة ما سمع ويسمع من أيمان الطلاق في البلدة فجمع الأهالي للقضاء على هذه الظاهرة قائلاً لهم «يا أهالي "معرتمصرين" عليّ الطلاق بالثلاثة إلي بيحلف بالطلاق لأطردو خارج البلد»، هذه الظاهرة تابع "خطيب" تعبّر عن طبيعة الشعور القوي بالذكورة المتفوقة والطاغية عند الأدالبة». وهذا لا ينفي وجود شريحة، رغم هذا الكم الهائل من الطلاقات التي ترمى هنا وهناك على هذه المرأة أو تلك من خلال اللغو، هذه الشريحة لا تجد وقتاً لطلاق الزوجات ففي مجموعة "خطيب بدلة" القصصية "وقت لطلاق الزوجة" حكاية موظف "معتّر" ولأنه كذلك كان ما أن يعود من وظيفته حتى ترسله زوجته لعمل آخر وآخر، فكان عليه أن يعمل في ليل نهار لتأمين طلباتها، ومرة اشتكى لأحد أصدقائه فقال له صديقه طلّقها فقال "المعتّر" وهل عندي وقت لطلاقها».
وفي اتصال مع الروائي "عبد العزيز الموسى" قال: «لأنّ ثقافة الشك والريبة والخوف والتشكيك بالآخر وعدم تبرئته هي السائدة، ولآنّ الناس غير معتادين على الثقافة الموضوعية، وهذا ينسحب على المجتمع من "الحممجي إلى القاضي" كان لابدّ مما يثبّت المصداقيّة، ويمين الطلاق هو النهاية القصوى للأيمان فليس هناك ما هو أقوى من وقعه بظنهم، وكأنّهم بهذا اليمين يقطعون الخيط الأخير للشك عند الآخر وافحامه بالطلاق لتصديق ما يطرح، وأما الدين فيعتبره لغواً مكروهاً ختم "موسى"».
وفي سوق الهال في "معرّة النعمان" سألت أحد بائعي الخضار عن سبب كثرة أيمان الطلاق في سوق هال "معرة النعمان" فنفى ذلك بقوله: «علي مئة مليون طلاق هالحكي غير صحيح، لأنو الطلاقات في "إدلب" وليس هنا».