«"أسمهان" تشبهني كثيراً، أحسست بذلك طوال الوقت أثناء تحضيري للمسلسل وأدائي لشخصيتها فيه، وبعد عرض المسلسل اكتشفت أن "أسمهان" لا تشبهني فقط بل تشبه الكثير من النساء العربيات، هذا ما أكدّته لي كثير ممن التقيت بهن وعبرّن لي عن إعجابهن الشديد بهذه الشخصية، ومدى تقاطع ملامحها الداخليّة مع ملامحهن..
إعادة شخصية "أسمهان" إلى الحياة من خلال المسلسل الذي لعبت دور البطولة فيه أطلقت الكثير من الأشياء الكامنة في دواخل العديد من النساء العربيات التي تنتمي لهن تلك الفنّانة الأسطورة» هذا ما صرحت به الفنّانة السورية "سلاف فواخرجي" لموقع "eSyria" الذي حضر تكريمها في إذاعة "شام إف إم" مع العديد من الصحفيين ليل 14/10/2008 في مقر الإذاعة.
أنا أتحمل مسؤولية هذا العمل مثلي، مثل أي شخص ساهم في إنجازه..
وعن سر نجاحها في مسلسل "أسمهان " قالت "سلاف": «إنّه الإيمان بالقيمة الفنيّة الكبيرة لهذه الإنسانة، التي امتلكت تركيبة استثنائية جمعت بين جمال الشكل والصوت والحضور الإنساني»
أتى تكريم إذاعة "شام إف إم" للفنّانة السورية "سلاف فواخرجي" بعد النجاح الذي حققته في مسلسل "أسمهان" الذي تم عرضه في شهر "رمضان" الماضي، حيث فازت بالمرتبة الأولى بين الفنّانات السوريات كأحسن ممثلة عن الموسم الدرامي لعام /2008م/ والذي يبلغ ذروته عادةً في "رمضان".
مدير الإذاعة "سامر يوسف" سلّم "سلاف" شهادة تكريم من "شام إف إم" ودرع الإذاعة، بينما أجرت معها الإعلاميّة "هيام حموي" لقاءً مطولاً تمّ بثه على الهواء مباشرة، كحلقة من برنامج "ميكرو ستار" الذي تقدّمه "هيام" للموسم الثاني، وكرّم البرنامج مؤخراً كلاً من الفنًان السوري "صباح فخري" ومطربة الجيل "ميّادة الحنّاوي" وسيستضيف الفنّان "بسام كوسا" في حلقةٍ استثنائية يوم الخميس 17/10/2008 الساعة التاسعة مساءاً.
مجمل اللقاء الذي أدارته "هيام حموي" مع "سلاف فواخرجي" تناول مسلسل شخصيتها في مسلسل "أسمهان" والمسلسل بشكلٍ عام. واستندت "هيام" في مقدمة اللقاء إلى عددٍ من الآراء النقدية في المسلسل، ومنها ما كتبه الصحفي "محمد أمين" في جريدة الوطن السوريّة"، فمسلسل "أسمهان" برأيه قدّم نقلة حقيقية في مسلسلات السيرة الذاتيّة، لأنه لم يلمع الشخصيّات، أو يقدّمها بصورةٍ ملائكيّة.
وعن ذلك قالت "سلاف": «احترمت هذا العمل كثيراً وتبنيته لآخر لحظة، كما شخصيّة "أسمهان"، فالمسلسل قدمّها بدون تزييف إنسانة حقيقية من لحم ودم..» وفي مواجهة الانتقادات التي تعرّض لها المسلسل وخاصّة من آل "الأطرش"- أسرة "أسمهان"- علقّت "سلاف": «أنا أتحمل مسؤولية هذا العمل مثلي، مثل أي شخص ساهم في إنجازه..»
كما تطرّق اللقاء إلى الجدل الذي أثاره المسلسل على شاشات التلفزة، بسب عدم رضا "آل الأطرش" على العديد من النقاط الواردة فيه، كما أشار إلى حادثة إطلاق النار التي وقعت في محيط القصر الذي كان "تلفزيون الجديد" اللبناني يبث منه حلقة حوارية مع أسرة المسلسل، مما دفع الإعلامي اللبناني "جورج صليبي" إلى مناشدة القوى الأمنية لحماية المشاركين في الحلقة ومنهم "سلاف" وأسرة مسلسل "أسمهان" وعن ذلك قالت "سلاف": «عندما سمعنا صوت إطلاق النار كان ابني وأمي وأبي أول من فكّرت بهم، لأنهم كانوا يتابعوننا على الهواء مباشرة، لقد تعرضنا لرعبٍ حقيقي، لكننا لم نعلم الجهة المسؤولة عن إطلاق النار، والجيش اللبناني أنقذ الموقف..» وأضافت قائلةً: «تغيرّ المشهد كلياً في اليوم الثاني، حيث زرت ابنة "أسمهان" السيدة "كاميليا الأطرش"، لقد فكّرت بهذه السيدة طوال الوقت وأنا أمثل شخصيّة والدتها التي لا تتذكر عن حياتها معها إلا القليل، حيث توفيت "أسمهان" في يوم عيد ميلاد "كاميليا" السابع، وكانت بعيدة عنها، لقد أثر بي هذا اللقاء كثيراً خاصةً أنني كنت متشوقة لمعرفة رد فعل هذه السيدّة على المسلسل، وما أسعدني أن السيدة "كاميليا" تتمتع بقوة التحليل، فرغم اعتراضاتها على المسلسل، إلا أنها لم تجزم بخطأ بعض أحداثه والتي تناولت سيرة والدتها، حيث كانت تؤكد دائماً بأن ماعرفته عن أمها من معلومات كان مصدره أخوالها، أي أنها لم تكن متشددة في اعتراضها، بل فتحت لنا قلبها وبيتها، لقد كنت سعيدة جداً بهذه الزيارة..» وختمت ضاحكة: «إن حفيدي الافتراضي ابن السيدة "كاميليا" قرر نيابة عني بأنه سينتج فيلماً عن حياة جدته "أسمهان" وسأكون أنا بطلته حتماً..»
يذكر أن مسلسل "أسمهان" الذي استغرق الإعداد له بضع سنوات قدّم سيرة الفنانة "آمال فهد الأطرش" ابنة العائلة السورية العريقة التي كانت تحمل لقب أميرة وعايشت فترة حاسمة من تاريخ العالم وتاريخ بلادها.
فهي ولدت في سنوات الحرب العالمية الأولى، وعايشت الحرب العالمية الثانية، ورحلت بطريقة مفجعة في حادث سيارة، لم يعرف حتى الآن أكان عارضا؟ أم متعمدا؟!.
كما شهدت "أسمهان" أيضا في حياتها قيادة زعيم عائلتها "سلطان باشا الأطرش" للثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي، ومشاركة والدها الفاعلة فيها، وهي الثورة التي دفعت بوالدتها إلى الرحيل إلى "لبنان" ومن ثم إلى "مصر"، التي استقبلتها ووقف "سعد زغلول" زعيم "مصر" في تلك الفترة إلى جانبها.
وأسهم عرض هذه الأحداث الواقعية في قالب درامي في نجاح المسلسل، وهو من سيناريو "نبيل المالح"، استنادا إلى الصيغة الدرامية لكل من "ممدوح الأطرش وقمر الزمان علوش".
وفي حين تشير مقدمة المسلسل إلى أن المؤلفين استندوا إلى كتاب "أسمهان لعبة الحب والمخابرات"، فالسيرة التاريخية للأميرة حملت أسئلة كثيرة عن حياتها وأسباب رحيلها المفاجئ، وهي من العوامل المشوقة في متابعة المسلسل.