تقع مدينة "جسر الشغور" في الجزء الجنوبي الغربي من محافظة "إدلب" على طريق "حلب" "اللاذقية" حيث تبعد عن "اللاذقية"/80/كم وعن "حلب" /105/كم ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر /116/ متر وتبلغ مساحتها /750/ هكتار.
وتعود تسمية "جسر الشغور" إلى الجسر المعقود على نهر "العاصي" وهذا الشق الأول من الاسم وأما الشق الثاني فيعود إلى قرية "الشغر" القديمة والتي نسبت إليها.
تعتبر مدينة "جسر الشغور" من المدن ذات الإنتاج الزراعي الوفير إذ أن أغلب مزروعاتها هي من الأشجار المثمرة (المشمش والخوخ والتفاح واللوزيات والحمضيات والرمان) أما الخضراوات فتزرع بكثرة في الحقول المجاورة لنهر "العاصي" الذي يوفر الري الدائم للمزروعات
وتشير المصادر التاريخية ومنها كتاب "من إيبلا إلى إدلب" للباحث "فايز قوصرة" بأن تاريخ المدينة يعود إلى بدايات القرن السابع عشر وأن آثارها القديمة ومنها (الجامع الكبير-الحمام الأثري- الخان) كلها تعود إلى العهد العثماني. أما الجامع الكبير فهو من المعالم الأثرية الباقية والذي بناه "محمد باشا" (الكوبرلي) وهذا ما ورد في رحلة الخياري/1699/ "تحفة الأدباء وسلوة الغرباء".
يقع المسجد في وسط المدينة وقد تغيرت بعض ملامحه لما طرأ عليه من أعمال ترميم في عامي /1817/ و/1973/ كما ويحوي المسجد على الأقواس فريدة البناء والمئذنة المبنية على الطراز التركي. أما الحمام فهو التحفة الخالدة الأخرى في "جسر الشغور" لروعة بنائه وتشابه حجارة البناء وتناسقها كما أن وجود "القمرية" الملونة يعطي الصبغة الأثرية للحمام.
وعلى الرغم من أن المدينة لم تكن مأهولة بالسكان عام /1648/ بسبب الزلزال الذي ضربها إلا أن الرحالة "كورانسيز"/1809/ ذكر أنها بلدة مكتظة بالسكان بسبب وقوعها على طريق الحج فكانت مركز تجمع لأبناء المناطق المجاورة، ومن الملاحظ الزيادة الكبيرة في النمو السكاني في المدينة ففي عام /1945/ بلغ عدد السكان /870/نسمة بينما وصل في عام /2004/ إلى /50/ ألف نسمة من المسلمين والمسيحيين والذين تظهر فيما بينهم علاقات المحبة والمودة والتآخي في الأفراح والأحزان وفي مختلف المناسبات سواء الإسلامية منها أو المسيحية.
وعن أهمية المدينة فقد تحدث الأستاذ" سعد الله نجاري" عضو المجلس البلدي لموقع eIdleb بتاريخ 4/9/2008 قائلاً: «تعتبر مدينة "جسر الشغور" من المدن ذات الإنتاج الزراعي الوفير إذ أن أغلب مزروعاتها هي من الأشجار المثمرة (المشمش والخوخ والتفاح واللوزيات والحمضيات والرمان) أما الخضراوات فتزرع بكثرة في الحقول المجاورة لنهر "العاصي" الذي يوفر الري الدائم للمزروعات».
وأضاف: « مدينة "جسر الشغور" صناعية تجارية، وتشكل مركزا للتبادل التجاري والصناعي لوقوعها على طريق "حلب اللاذقية" وفي المدينة عدد كبير من صغار الكسبة الذين يقومون على منشآتهم الصناعية والتجارية، كما أولت الدولة الاهتمام بالمدينة حيث تحتضن عدداً من المشاريع الحيوية أهمها شركة سكر "الغاب" و"محطة توليد كهرباء زيزون" الحرارية».
أما فيما يتعلق بالخدمات الصحية والتعليمية فقد أضاف السيد "سعد الله": «المدينة مخدمة صحياً بشكل أكثر من جيد إذ يوجد بها مركز صحي وثلاثة مستشفيات خاصة ومستشفى "جسر الشغور" الوطني الذي افتتح عام /2006/ كما يبلغ عدد الأطباء البشريين /57/ طبيباً و/39/ طبيب أسنان و/45/صيدلية بالإضافة لمستوصف خيري تابع لمنظمة الهلال الأحمر».
كما أضاف: «والجانب التعليمي في "جسر الشغور" متطور جداً ودليل ذلك أن الأول على مستوى المحافظة والثاني على مستوى القطر في العام /2008/ هو الطالب "مصطفى أبو العج" الذي حصل على مجموع وقدره /237/ من أصل /240/ في الفرع الأدبي وهو من منطقة "جسر الشغور" كما أن غالبية أهلها من ذوي الثقافة فوق المتوسطة ومن النادر أن تجد أمياً وبخاصة بعد تكثيف دورات محو الأمية في الأعوام الأربعة الماضية، ويبلغ عدد مدارس التعليم الأساسي في المدينة /25/ مدرسة وثانوية عامة للذكور وأخرى للإناث بالإضافة للثانويات المهنية (التجارية والزراعية والصناعية والنسوية)، ويوجد في المدينة مركز ثقافي يولي اهتماماً كبيراً للتوعية ونشر الثقافة في مختلف المجالات، وفي المدينة عدد من الأدباء الذين يعتبرون من كبار الأدباء في سورية مثل "زياد الأحمد" و"مصطفى القدور" و"نجدت سيجري". ولنادي "جسر الشغور" الباع الطويل في عدة ألعاب مثل كرة القدم ولعبة الكاراتيه التي يشرف عليها المدرب "عبد الحليم شمسي" بخبرته الطويلة والذي حقق مع النادي بطولة الجمهورية لمرات عديدة».
وللجانب السياحي في المدينة أهمية كبيرة وبخاصة السياحة الدينية فالأعياد المسيحية مثل "عيد السيدة" و"عيد القديسة آنا" بالإضافة للمسجد الكبير وروعة بنائه وتصميمه تعد من أكثر المعالم السياحية جذباً.
وتجدر الإشارة إلى أن "جسر الشغور" تمثل نقطة التقاء بين محافظات "اللاذقية" و"إدلب" و"حماه" وتتلاقى شمالاً بالحدود التركية لتكون من أكثر المراكز البشرية أهميةً في شمال سورية.