يمتزج الماضي بالحاضر ليشكل نسيجا ً حيا ً في سوق الحميدية يعكس أهمية هذا السوق في إبراز

موقع "سورية "ومكانتها في قلوب زوارها ومحبيها.

يجذب سوق الحميدية السياح من الداخل والخارج لكونه يجمع بين القديم والحديث إضافة إلى أن سمعته وصلت إلى مختلف أنحاء العالم حتى أن الكثير من السياح العرب والأجانب الذين يزورون سورية يضعون زيارة سوق الحميدية على رأس أجندتهم، وهذا ما عبرت عنه مجموعة من السياح قدمت من ألمانيا حيث كانوا يتجولون في السوق ظهر يوم الاثنين 21/7/2008.

السيدة "نيفانا" بادرت إلى الحديث لموقع eDamascus وقالت «إنه سوق مدهش وجميل وكم كنا نسمع عنه عبر الإعلام وأصدقائنا وها نحن الآن في قلب هذا السوق السوري العريق نتجول ونرى الحقائق ونعيش بين الماضي والحاضر، والأجمل ما في هذا السوق وسورية عامة ً هو توفر الأمان وهذا ما لمسناه خلال حركتنا في الشارع وفي الأسواق والمواقع التي زرناها وهذه الحقيقة معروفة عن سورية بأنها تنعم بالاستقرار والهدوء الأمر الذي يشجعنا على تفضيل "سورية" على الكثير من الدول الأخرى لقضاء عطلتنا فيها والإطلاع على معالمها المختلفة إضافة إلى عامل آخر هو الاهتمام الذي نلقاه من الشعب السوري والمؤسسات المعنية بالسياحة والنقل».

وخلال جولتها في أروقة السوق المتعددة تجد السيدة "نيفانا" الفرق بين السوق الحميدية والأسواق الكبيرة والمتعددة في ألمانيا وترى أن «هذا الفرق يتجسد في أن للحميدية نكهة ٌمميزة ٌمن التاريخ، والأجمل أيضا ً هذه الهندسة المعمارية التي رغم بساطتها تعطي صورة ً حية ً عن الإنسان السوري وحبه للتراث ومساهمته في بناء الحضارة الشرقية التي كانت لها دورا ً كبيرا ً في الحضارة الغربية، أما الأسواق الأوروبية فهي رغم كبرها تبدو جامدة ومصطنعة وخالية من عبق التاريخ الذي نشعر به هنا في الحميدية».

برنامج السيدة "نيفانا" حافل ٌ كل يوم بالزيارات والإطلاع على أكبر عدد ممكن من المواقع الأثرية والأماكن السياحية في سورية فهي وزملائها يخرجون صباحا ً ويبدؤون رحلتهم في معالم "دمشق وريفها" ولكن هذه السيدة التي أمضت أربعة أيام في "دمشق" تقول « حتى الآن وبعد ثاني زيارة لهذا السوق فقد احتل مكانة كبيرة في قلبي خاصة أجد فيه ما يناسبني من القطع المختلفة كالشرقيات والتحف والحقائب الجلدية فهي غير موجودة في الغرب، سنحملها معنا إلى بلادنا ونتحدث عن معانيها ودلالاتها لأصدقائنا هناك كونها تجسد عظمة الإنسان الشرقي وخاصة السوري في الإبداع والتقدم».

ورغم أن هذه الزيارة هي الأولى لها إلى "سورية" فقد تعلمت خلال أيام قليلة بعض المفردات العربية وتجسد سهولة في التعامل مع الناس عبر مفردات عن التجارة والسياحة وأسماء الحارات الدمشقية.

المشهد بالنسبة للسيد " توماس " من المجموعة السياحية ذاتها لا يختلف عن رؤية السيدة "نيفانا" لدمشق سوى أن السيد "توماس" قد زار "دمشق" قبل عام وهو الذي شجع زملائه على أن تكون "سورية" هي مقصدهم هذا الصيف.

يقول السيد "توماس" «كلما أزور سورية وخاصة العاصمة دمشق اكتشف شيئا ً جديدا ً يدل على أهمية الحضارة السورية وتطور هذا البلد في مختلف المجالات من عام إلى آخر، أما للسوق الحميدية حكاية أخرى خاصة بساطة سقفه واحتوائه على النادر والنفيس في العالم، نستطيع إيجاد كل شيء هنا وبأسعار مناسبة، والأهم من كل ذلك يكفي أن التجول في قلب هذا السوق يزيد من خبرتنا ومعرفتنا عن سورية وسياحتها وحيوية شعبها وتمسكه بالتراث والأصالة».

ويعبر السيد "توماس" عن سعادته بزيارة السوق والتجول فيه واستعادة ذكريات العام الماضي «عندما أتوجه إلى الحميدية أرتب في ذاكرتي الأماكن التي سأزورها خاصة تلك التي تحتوي على التحف والشرقيات، فالتجول في الحميدية ليس مجرد حركة عادية بل زيارة تجمع بين التسوق والسياحة وكشف عراقة "سورية" ومدى اهتمام شعبها بحضارته وعلاء بنيانها عبر النهوض الاقتصادي والاجتماعي ورغبته في نقل هذه الرسالة الحضارية إلى العالم».

ويؤكد السيد "توماس " أنه خلال زيارته الماضية اشترى العديد من القطع الشرقية والتحف من الحميدية، فنالت إعجاب سكان بلدته في ألمانيا لذلك « طلبوا مني أن أجلب لهم خلال زيارتي هذه المزيد من هذه القطع لأنها جميلة وفريدة من نوعها وتعكس طبيعة المجتمع الشرقي ونكهة العيش في هذه المنطقة ».

وبعد دمشق ستكون وجهة هذه المجموعة السياحة "مدينة تدمر الأثرية ثم درعا وحلب واللاذقية وطرطوس" خلال مدة عشرة أيام ثم يعودون إلى بلادهم حاملين معهم الذكريات والصور والدلالات عن "سورية" وشعبها.