مطرب شعبي معروف وعازف بزق من الطراز الرفيع, له موهبة متميزة في مجال تأليف وارتجال كلمات الأغاني الشعبية, إضافة إلى شهرته الواسعة بين أبناء منطقة عفرين منذ أكثر من نصف قرن قضاها في الغناء والعزف والتلحين, إذ يعتبر الأول في مجال الأغنية التراثية المحلية, يتمتع بشخصية جذابة ووقورة وبطلاقة لسان ونبرة واثقة في الحديث.
غنى للحب والطبيعة والجمال العفريني كما غنى الفلكلور والتراث الأصيل. ولد في قرية حسن ديرا– منطقة عفرين في العام (1930) من أبوين قرويين مزارعين.
موقع eAleppo زاره مؤخراً في بيته الكائن في مخيم فلسطين بحلب, حيث رحّب بنا أجمل ترحيب, وبعد أن استمعنا إلى مقطوعات موسيقية جميلة عزفها على بزقه الذي وصفه بصديق العمر سألناه عن بداياته الفنية فأجابنا قائلاً:"خلال الحرب العالمية الثانية التحق اثنان من أخوتي بالجيش الانكليزي للقتال, وكنت ما أزال طفلاً في الثامنة من عمري وكانت أمي تأخذني معها إلى الكروم وهناك كانت تغني أغاني حزينة بصوت حنون وعذب على فراق أبنائها فتأثرت كثيراً بتلك المشاهد والتي كانت الأساس في تكويني العاطفي وبداياتي الفنية".
وأضاف: "تعلمت أصول الغناء والمقامات الفنية من المطربين الشعبيين آنذاك حسن نازي وعبدي شعري, أما العزف على البزق فقد تعلمته من والدي وشقيقي حيث كانا يجيدان العزف عليه".
وعن نتاجه الفني قال: "لي العشرات من الكاسيتات الغنائية ومثلها في الشعر الارتجالي, وبلغ عدد الأغاني التي قمت بتأليفها وأدائها (103) أغاني, شاركت خلال حياتي الفنية الطويلة في الكثير من الحفلات والمناسبات سواء داخل القطر أو خارجه, وأهمها-كما يقول- تلك التي كانت في السبعينيات من القرن الماضي, حيث دعتني منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة للمشاركة في لقاءات فنية لفنانين من مختلف بلدان العالم فزرت فرنسا وهولندة لخمس سنوات متتالية قدّمت خلالها فنوني في الغناء والعزف.
وبتاريخ 14-7-2007 قامت إدارة موقع تيريج عفرين ولأول مرة في تاريخ المنطقة – والكلام ما زال له- بتكريم نخبة من الفنانين العفرينيين وتقديم درع الموقع التذكاري لهم وقد كنت في مقدمتهم".
للفنان محمد علي تجو اليوم عائلة فنية, يمارس معظم أفرادها الفن سواء الغناء أو العزف, فابنته آراس تمتلك صوتاً جميلاً وعذباً وتجيد الغناء, وحفيده محمد ذو صوت جبلي قوي وصهره هو المطرب المعروف عبدو محمد. لا يزال يمارس الغناء والعزف بشكل طبيعي ويشارك في الحفلات الفنية وقد تجاوز الثمانين من عمره, ويقيم مع عائلته في مدينة حلب.
محمد علي تجو أحد الأعمدة الفنية في منطقة عفرين وسورية, حافظ على تراثنا وأغنيتنا الأصيلة لأكثر من نصف قرن ومازال متمسكاً بمبادئه في هذا المجال رغم وضعه المادي الضعيف. وفي نهاية حديثه قدم نصيحة للجيل الحالي وهي عدم الانجرار وراء المغريات المادية والسقوط في هاوية الأغاني الهابطة.