على بعد (3) كم من قرية الحمامة، وإلى الشمال من مدينة جسر الشغور بنحو (30) كم وعلى الضفة الغربية لنهر العاصي وفي قعر واد يكاد يطبق عليه الجبلان، تقع حمامات الشيخ عيسى التي اشتهرت بمياهها المعدنية الكبريتية الحارة وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مقام ومزار الشيخ عيسى الموجود في تلك المنطقة.
تعد اليوم من المواقع السياحية الهامة في محافظة إدلب إن لم تكن أهمها على الإطلاق إذ يقصدها الزوار من كل المناطق للتمتع بجمال الطبيعة الجبلية المحيطة بالموقع الذي يسحرك بكل مفرداته وغناه بالمناظر المتنوعة المتداخلة ضمن إطار واحد متناسق حيث يتم الوصول إليه عبر عدة طرق جبلية سواء من قرية الحمامة أو من قرية القنية.
ويزيد النظر جمالاً وسحراً مرور نهر العاصي مختالاً بنفسه وسط تلك الطبيعة المتداخلة بأبجديتها ومفرداتها التي تشدك إليها كلما فكرت في القيام برحلة استجمام والأهم من ذلك وجود المياه المعدنية الكبريتية إذ يوجد (12) نبع للمياه المعدنية في موقع الحمام وقد قيل عن مياهها الكبريتية الكثير ووصفت لعلاج الكثير من الأمراض وخاصة الجلدية منها.
ويوصف نبع حمام الشيخ عيسى بأنه نبع صاعد حار(هيدروثرمالي) تصل درجة حرارته إلى 35ْ ـ 40ْ، حيث ينبثق من الحجر الكلسي الباليوجيني وتتجمع مياه في بركتين ذات سقفين حجريين. أما التركيب الكيميائي لمياه النبع فهو هيدروكربوناتيةـ كلسية وهي تحتوي بشكل عال على شوارد الكلور والفوسفات والصوديوم المعدنية. يستخدم النبع في الشفاء من بعض الأمراض الجلدية مثل الأكزما الدهنية وقشرة الرأس كما وثقتها كلية الطب بجامعة حلب والتي أشارت أيضاً إلى أن التعرض للشمس بعد الاستحمام يفيد في علاج أمراض جلدية أخرى. ويتكون الحمام من حوضين منفصلين للمياه المعدنية أحدهما مخصص للرجال والآخر للنساء و تصميم بنائه قديم وتتوفر فيه بنية تحتية لخدمة الزوار من شبكة مياه وكهرباء وغرفة هاتف وشبكة صرف صحي ورغم أنها تحتاج إلى المزيد من الاهتمام إلا أنها تساهم في استقطاب الزوار ويتم التحضير لتنفيذ جسر في الحمام بين الضفة الشرقية و الغربية لنهر العاصي لتسهيل عملية الوصول إليه من جميع الجهات.
و تتبع حمامات الشيخ عيسى لبلدية الحمامة التي قامت بتخصيص موقع بمساحة (37 ) كم2 على المخطط التنظيمي لمنطقة الحمام مخصص لمركز معالجة بالمياه المعدنية وقد تم عرضه في ملتقى الاستثمار السياحي كأحد أهم المواقع استقطاباً للسياح.