ظهر واضحا في معرض الفنان التشكيلي سيمون قبوش الذي افتتحه في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق تركيزه على الأسلوب الواقعي الممزوج أحيانا بالتأثيري والذي يمكنك أن تلاحظه في التنوع البديع في استخدام الألوان لتخرج لوحاته التشكيلية متدرجة في متوالية حسية، بما يشبه الأفكار التي كان يود طرحها على المتلقي، وهي أفكار تأخذ من البهجة طريقا بالإضافة إلى رصده المتقن للتراث، في لوحات تعبيرية متواصلة مع حركة الحياة، في حيويتها وتدفقها.

تطلعت ريشة قبوش في معرضه الفردي الأول إلى العديد من المظاهر التراثية والواقعية المحلية كي يرسم "حركة السير في سورية" وغيرها من الحياة السورية، مضيفا تكويناته التراثية من خلال أعمال تتبدى فيها غلالة الماضي محاطة بغلاف من الحاضر، وتدل على قدرة الفنان على الجمع بين الأصالة والمعاصرة في آن، ومحاولته الجادة في عمل توازن نسبي بين القديم والجديد في منولوج داخلي متواز مع حركة الألوان على أسطح اللوحات.

الفنان التشكيلي في حديثه لـ eSyria قال: "المعرض هو رؤية واقعية للحياة من خلال لوحات فنية تحمل في متونها العديد من الملامح الواقعية، ذات العلاقة بالإنسان بكل تطلعاته، معبرا بمضامين جديدة".

رسم الفنان المرأة في أشكال متعددة فهي تارة منطلقة نحو تحقيق غاياتها وأحيانا غارقة في أحلامها تتأمل هنا وهناك إضافة إلى الحس الإنساني والجمالي الذي تمتلكه المرأة. وطرح البيئة والتراث من منظور فني جديد، وبلغة تشكيلية قريبة أستطاعت أن تلامس وجدان الحاضرين

وبرزت دمشق حية في عدد من اللوحات التي انتقل فيها بين عدد من أحيائها وحاراتها الشعبية، ومنها لوحة معبرة للمنطقة القديمة من دمشق وأخرى لشوارع قديمة أو لأعمدة الإضاءة ولعجوز يقود دراجة في شارع قديم.

أخيرا، يتداخل الزمان والمكان في لوحات هذا الفنان، فهو لا يرسم الزمان المعني ولا المكان المعني، وإنما يرسم إحساسه، فأي عمل له زمانه ومكانه الخاص.