ألقى الأستاذ خالد قطاع محاضرة بعنوان "الكاريكاتور وعلم الفكاهة" في المركز الثقافي العربي في العدوي.

خالد قطاع حاصل على إجازة في الاقتصاد من جامعة دمشق وهو رسام كاريكاتوري محترف شارك بعدة دورات داعمة متخصصة في الرسم الكاريكاتوري وهو باحث مهتم في المجالات النفسية والسلوكية والاجتماعية

كما شارك في عدة معارض فنية في جامعة دمشق وأقام معرضه الفردي الأول في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة في دمشق عام 2001 برعاية وزارة الثقافة ،

أما معرضه الفردي الثاني فقد أقامه في السويد بالتعاون مع الجمعية الثقافية العربية في السويد عام 2004 وكان له مشاركة في مهرجان دمشق للثقافة والتراث عامي 2004-2005 كرسام كاريكاتوري ومحاضر ، وقد ألقى العديد من المحاضرات في العلوم السلوكية والمهارات البسيطة والأخلاقي في عدة مدن بالسويد ضمن مهرجان كوسونبورغ الثقافي ، نشرت اعماله في عدة دوريات عربية محلية وينشر حالياً في مجلة أبيض وأسود الأسبوعية السورية.

عرف خالد قطاع في بداية المحاضرة الفكاهة بأنها نشاط اجتماعي يظهر في انتاجات فكاهية كالنكة التي لايستطيع الفرد ان يرويها لنفسه أي بالضرورة يجب ان يكون العمل الفكاهي أو الضاحك أو الساخر بين المرسل والمتلقي أي في نطاق اجتماعي هذا يعني ان صفة الفكاهة صفة اجتماعية بحتة.

كما أوضح خالد قطاع ان الفكاهة ترتبط بشكل أساسي بالموهبة حيث أوجدوا العلماء في الغرب مفهوم سلوكيات الفكاهة ومفهوم حسن الفكاهة مؤكدين ارتباط الفكاهة بردة فعل المتلقي من شخص لآخر كما يوجد شخص يتذوق الفكاهة وينتجها.

كما تحدث خالد قطاع عن قدرة المرء على كشف التناقضات في الواقع الذي يحيط به ، فالشخص الذي لديه حسن الفكاهة يكون لديه قوة استشعار للتناقضات التي حوله وممكن ان يعبر عنه بأسلوب ساخر بحيث يؤدي إلى الضحك .

تكلم بعد ذلك خالد قطاع عن فوائد الضحك والفكاهة فمن الناحية الاجتماعية الفكاهة تقوي التعاون الاجتماعي وتيسر التفاعل بين الأفراد والجماعات على مستوى الدافعية للعمل والنشاط والانجاز كما تنشط العقل والخيال والابداع ، فهي نوع من الخروج عن الاطار العام والحدود والقيود، وهي أيضاً أداة خاصة للبراعة واللباقة الاجتماعية حيث تفكك غضب الآخرين وهجومهم السلبي وتحوله إلى حالة ايجابية.

كما وصف خالد قطاع الفكاهة والضحك كظاهرة معدية بين الاشخاص ففاعلية الضحك في المجموعة أكثر بكثير من لو كان الفرد لوحده، كما ان الفكاهة والضحك يقاومان الاكتئاب والقلق والغضب الشديد ويساعدان على المقاومة والمواجهة والوقاية من الأمراض النفسية والاضطرابات الشخصية والأزمات الاجتماعية .

ومن وظائف الفكاهة تخفيف القيود الاجتماعية فهي تعمل بشكل خاص على تفريغ بعض الطاقات التي ان تراكمت في الفرد اصبحت ذات فاعلية سلبية في المجتعات المختلفة وتعمل أيضاً على ترسيخ عضوية الفرد في مجتمعه وتخرجه من حالة الأنطواء الاجتماعي حيث تلعب دور كبير في مواجهة الخوف والقلق.

وأشار خالد قطاع في نهاية المحاضرة إلى أهمية الفكاهة في تحقيق التواصل والاتصال والتفاعل الاجتماعي بين الأفراد والجماعات وتستخدم أيضاً لتعديل التناسق الاجتماعي فهي تساعد على اخراج العقلية الكامنة وكسر الحواجز وإزالة الأقنعة وتلعب دور كبير في إزالة الكلفة والرسميات بين الأفراد وتعمل على حدوث حالة من التطهير الاجتماعي من الانفعالات السلبية المتراكمة.