لم يكن يوم الاحتفال بذكرى التحرير في مدارس حوران يومًا اعتياديًا، بل تحوّل إلى مساحة فرح جماعي عبّرت فيها وجوه الأطفال عن معنى الحرية، وكأن الوطن اختار أن يعلن انتصاره من خلال ضحكات طلابه وأصواتهم المفعمة بالأمل.
فعاليات تربوية تعبّر عن الانتماء
نعاهدهم أن نحافظ على وحدة بلدنا ونبقى أوفياء لتضحياتهم
ازدانت المدارس بسلسلة من الأنشطة المتنوعة التي جمعت بين الترفيه والرسالة الوطنية، شملت مباريات رياضية عززت روح التعاون، وأنشطة فنية وثقافية عبّرت عن الانتماء، إلى جانب عروض مسرحية حملت رسائل أمل، ومعارض رسم ولوحات جدارية جسّدت أحلام الطفولة، إضافة إلى أناشيد وطنية صدحت بقيم المحبة والكرامة والحرية والوحدة الوطنية.
عكست مشاركة الأطفال في هذه الفعاليات صورة وطن يستعيد عافيته، ويعيد لأبنائه حقهم في التعليم والسلام واللعب وصناعة الأحلام. ولم تكن ذكرى التحرير بالنسبة لهم مجرد محطة في الذاكرة، بل بداية طريق نحو مستقبل أكثر إشراقًا، يشكّل فيه العلم ركيزة أساسية لبناء الغد الأفضل.
التحرير محطة وطنية وبداية بناء
تحمل ذكرى التحرير معاني عميقة تختصر معاناة السوريين وآمالهم، ما جعل الفرح بهذه المناسبة مضاعفًا. وقد اعتبر كثيرون هذه اللحظة انطلاقة جديدة نحو بناء دولة تقوم على المواطنة والتشاركية والعيش الكريم، وتحكمها سيادة القانون، ويظلّلها الأمن والسلام.
عبّر الأطفال المشاركون عن سعادتهم بهذه الفعاليات، مؤكدين أن ما قدموه من عروض مسرحية وأغانٍ وطنية لم يكن مجرد فقرات احتفالية، بل رسائل حب صادقة للوطن، وتعبيرًا عن رغبتهم في المساهمة ببناء سورية جديدة عبر العلم والعمل.
فرح الطفولة… صورة لوطن يتعافى
بدورها، أكدت مديرة مدرسة غصم، أميمة المقداد، أن الثامن من كانون الأول يمثّل محطة خالدة في ذاكرة الوطن، تجسّدت فيها معاني الحرية والكرامة والصمود والتضحية، مشيرة إلى أن النصر تحقق بفضل تضحيات الشهداء، ويشكّل بداية لمسيرة بناء طويلة.
ودعت المقداد إلى التمسك بوحدة الشعب السوري بكل أطيافه، وصون كامل الأرض السورية، معتبرة أن عيد التحرير هو إعلان لعودة الحياة إلى ربوع البلاد، ومعربة عن سعادتها بمشاركة الأطفال في هذه المناسبة التي تعكس قدرة السوريين على تجاوز التحديات وصناعة مستقبل أفضل.
من جانبها، رأت مديرة مدرسة بصرى الثانية، فاطمة الراضي، أن احتفالات الطفولة تحمل رمزية خاصة لما تتسم به من عفوية وجمال، مشيرة إلى أنها تعبّر عن فرح جيل وُلد مع بداية الثورة وخلالها، وعاش تفاصيلها وتنفس من روحها.
أصوات الأطفال… وفاء ووعد
أما الطفل محمد الدوس، فقد عبّر بكلمات مؤثرة عن عمق المناسبة، معتبرًا أن النصر لم يكن ليتحقق لولا تضحيات الأبطال ودماء الشهداء الذين عبّدوا بأجسادهم الطاهرة طريق الخلاص والحرية، مضيفًا: «نعاهدهم أن نحافظ على وحدة بلدنا ونبقى أوفياء لتضحياتهم».
بدورها، قالت الطالبة شام الصمادي إن مهرجانات الطفولة التي شهدتها المدارس، من خلال لوحات إبداعية عفوية، عبّرت بصدق عن مشاعر الطفولة الحقيقية، وأضافت: «شاركنا اليوم ذكرى التحرير مع أطفال حوران وسورية لنكون يدًا بيد في صناعة المستقبل الذي نحلم به، مستقبل يجمع أبناء الوطن على المحبة والألفة».
