من ملاعب مخيم اليرموك في دمشق انطلقت المسيرة الكروية للكابتن سامر عوض، الذي حمل شغفه للعبة منذ طفولته بدعم مباشر من والده إسماعيل وشقيقه سمير وكان لمرافقته لوالده في مباريات الأندية الدمشقية والمنتخب الوطني دورٌ كبير في تعزيز حبه لكرة القدم. لفت سامر الأنظار مبكرًا مع منتخبات المدارس، فبرز بمهارته وسرعته وحسه التهديفي، قبل أن يواصل مشواره في ناديي المجد و الشرطة والمنتخبات الوطنية، محققًا سجلًا حافلًا بالبطولات.
من الحارة إلى نادي المجد
في حديثه لمدونة وطن eSyria يستعيد الكابتن سامر عوض المقيم اليوم في ألمانيا محطات البداية قائلًا
بدأتُ ممارسة كرة القدم في ساحات مخيم اليرموك مع أصدقاء الحي. ثم لعبتُ مع منتخبات المدارس على اختلاف مراحلها، إلى أن شاهدني المدرب سامر قشاط وضمني إلى نادي المجد عام 1993 لعبتُ موسمًا في الأشبال، ثم موسمين في الناشئين، وبعدها تطور مستواي بشكل كبير مع فريق الشباب خلال موسمين، حيث خضنا مواجهات مع أندية مختلف المحافظات، وهناك أتقنتُ اللعب كظهير أيسر
10 مواسم من الثبات
ويتابع سامر بعد موسمين مع الشباب، ترفعتُ إلى فريق الرجال عام 2000 إلى جانب لاعبين مثل علي الرفاعي، رجا رافع، بشار قدور، علي دياب، تحت إشراف المدرب موسى شماس ثم الراحل أحمد رفعت والكابتن عماد دحبور لعبتُ عشرة مواسم في مركز الظهير الأيسر وثبّتُّ مكاني أساسيًا
ويضيف.. أشرف على تدريبنا مدربون مميزون، منهم: عماد دحبور، مهند الفقير، موسى شماس، صلاح رمضان، أيمن حكيم وكانت مبارياتنا أمام فريق الوحدة هي الأجمل بفضل جماهيريّتها الكبيرة، وهي ما يُعرف بـ "ديربي العاصمة"، حيث كان الفوز يتبادل بين الفريقين. لدي أرشيف واسع من المباريات المحلية والآسيوية، وسجلتُ خلالها عددًا من الأهداف
ويتابع حديثه.. وصلنا إلى نهائي كأس الجمهورية مرتين دون أن نتمكن من إحراز اللقب، ولعبنا في كأس الاتحاد الآسيوي أمام الفيصلي الأردني، وسجلتُ يومها هدفًا جميلًا عام 2008. ومن الأهداف التي لا أنساها هدفي على الطاير في مرمى الجيش عام 2000، وكذلك هدفي في شباك الاتحاد عام 2009، والذي حرمهم من التتويج وجرّهم إلى مباراة فاصلة مع الكرامة.
أسرع هدف في الدوري
مثّل الكابتن سامر المنتخبَ الأولمبي والمنتخبَ الوطني في تصفيات كأس العالم في قطر موسم 2011، وخاض نحو عشر مباريات دولية تحت قيادة المدرب تيتا فاليرو. أما في الدوري السوري، فله خمسة عشر هدفًا، أبرزها أسرع هدف في تاريخ الدوري، والذي أحرزه بعد تسع ثوانٍ فقط في شباك القرداحة موسم 2007
وانتقل سامر إلى نادي الشرطة عام 2010، ولعب معه ثلاثة مواسم حصد خلالها ثلاث بطولات، إذ ضم الفريق في تلك الفترة مجموعة من أبرز لاعبي سورية. ثم عاد بعدها إلى المجد لموسمين، مختتمًا مشواره في الملاعب الرسمية
يجمع بين المدافع والمهاجم
عماد دحبور مدربه السابق يتحدث عنه قائلا "أعرف سامر جيدًا ودربته لأكثر من موسم في فئة الشباب. هو لاعب موهوب من طراز نادر، يجمع بين أدوار المدافع والمهاجم، ويتميز بقوة قدمه اليسرى، والتزامه التكتيكي، وتسديداته البعيدة المؤثرة. ورقة رابحة لأي مدرب. لعب مع الشرطة وحقق بطولات، ومثل المنتخب في تصفيات كأس العالم. لاعب خلوق، لا يعترض على الحكام، ومحبوب من الجماهير"
يقول علي الرفاعي زميله وصديقه: "سامر من أقرب الناس إلى قلبي. لعبنا معًا طويلًا في نادي أهلي دمشق المجد سابقًا. أصفه بأنه “روبريتو كارلوس سورية” لقوة قدمه اليسرى. لاعب حريف ومميز، مثّل المنتخب ونادي الشرطة، وله إمكانيات عالية. مهما قلت عنه لن أوفيه حقه. هو رفيق الدرب، محبوب وخلوق" وأتمنى له كل التوفيق.
وُلد الكابتن سامر عوض عام 1982، وهو أب لثلاثة أطفال، ويقيم في ألمانيا منذ عشر سنوات. يمارس حاليًا اللعب والتدريب مع أحد أندية الجالية العربية باسم نادي الكرامة، وقد مثّل أيضًا نادي هيرتا برلين لفئة الأعمار المتقدمة
