تسع سنوات مرّت على "أصدقاء الضوء" التي تضمّ هواة ومحترفي التصوير بأعمار متفاوتة من محافظات عدة، مجموعة جمعها الجمال والبحث عنه من خلال تنظيم أنشطة تشكل غنى وتطوراً في المهارات ورفع الذائقة البصرية والثقافية لدى الأعضاء، وتوثيق جمال المناطق الطبيعية والأثرية بصور تخلّد اللحظة.
نسيجٌ منوّعٌ
للتعريف بأصدقاء الضوء يتحدث "بسام خضور" مؤسس أصدقاء الضوء وهو مهندس مدني متقاعد من محافظة "طرطوس" يهوى الرسم والتصوير والخط العربي، فيقول: «مجموعة من هواة التصوير الفوتوغرافي والرحلات للهواة والمحترفين، تأسست عام 2015 باسم عشاق الضوء ووصل عدد أعضائها إلى 6000، وفي آب 2023 قام أحد المتطرفين الذين يعتبرون الفنون بأشكالها محرمة بقرصنة حسابي الشخصي وسيطر على إدارة صفحة المجموعة، ما اضطرني لإنشاء الصفحة الحالية باسم أصدقاء الضوء light friends، ووصل عدد الأعضاء حالياً إلى قرابة 7000، كان أعضاء الفريق بداية من "طرطوس" و"اللاذقية" وخلال فترة قصيرة انضم لنا الكثيرون من باقي المحافظات السورية، وبدأ أصدقاء من الدول العربية بالانضمام». ويتابع "خضور" حديثه: «بالإضافة لتأسيس المجموعة أقوم بتنظيم مسابقات شهرية في التصوير بجائزة عينية أو نقدية للفائز، والمشاركة مع باقي المدراء في تقييم الصور، وإسداء النصح والمشورة والنقد البنّاء للمبتدئين والهواة وهناك الكثير منهم تفوق في المجال، وفريق الإدارة مكوّن من "سهير صابور" من "اللاذقية"، "سلمى حمود"، و"تاج الدين يوسف" من "طرطوس"، "عصام بوعنان" من "الجزائر" و"ناديا الشرتي" من "المغرب"».
بالإضافة لتأسيس المجموعة أقوم بتنظيم مسابقات شهرية في التصوير بجائزة عينية أو نقدية للفائز، والمشاركة مع باقي المدراء في تقييم الصور، وإسداء النصح والمشورة والنقد البنّاء للمبتدئين والهواة وهناك الكثير منهم تفوق في المجال، وفريق الإدارة مكوّن من "سهير صابور" من "اللاذقية"، "سلمى حمود"، و"تاج الدين يوسف" من "طرطوس"، "عصام بوعنان" من "الجزائر" و"ناديا الشرتي" من "المغرب"
هدف مزدوج
كان الهدف من تأسيس المجموعة مزدوجاً، يوضح "خضور" ذلك بالقول «ترمي المجموعة لتحقيق هدفين، الأول باعتبار الصفحة معرضاً مجانياً مفتوحاً دوماً لأعمال المصورين ومدى انتشاره أكبر بكثير من إقامة معرض ليومين أو ثلاثة في صالة قد تكلف الكثير، وخصوصاً طباعة الصور وإطار التعليق ناهيك عن عدم إمكانية عرض أكثر من صورتين أو ثلاث للمشترك الواحد، والهدف الثاني تشجيع المبتدئين والهواة في مجال التصوير وتقديم النصح والإرشاد بما يضمن تحسين أدائهم من حيث تعريفهم بكيفية استخدام عدساتهم وكيفية صناعة صورة ممتازة وجميلة، ومن النشاطات التي تشكل غنى وتطوراً في المهارات ورفع الذائقة البصرية والثقافية لدى الأعضاء هو الرحلات التي كانت تنظمها السيدة "سهير صابور" ومؤخراً السيدة "سلمى حمود"، حيث كانت المناطق المستهدفة هي الأماكن السياحية الجميلة في "سورية" والمناطق الأثرية لذلك قمت بإنشاء صفحة خاصة باسم رحلات أصدقاء الضوء تعرض الرحلات وصور الطبيعة والآثار السورية». وعن أهم محطات المجموعة يشير "خضور": «من أهم المفاصل في تاريخ المجموعة انضمام المحكم الدولي في فنّ التصوير الفوتوغرافي المرحوم "لمين بن ساعو" والذي قدم خلال عام ونصف الكثير من النصائح والمعلومات اللازمة لنجاح الصورة أكاديمياً وفي المسابقات الرسمية، كما انضم إلينا الأستاذ "شريف إسماعيل" من "مصر"، وهو أيضاً محكم دولي وأكاديمي في فنّ التصوير، ولم يبخل في تقديم النصح والإرشاد للجميع، كما انضم مصورون من "تركيا" و"اليونان" و"تايوان"، وهذا يبشر بالنجاح في الوصول إلى العالمية التي نطمح إليها ».
توثيق الجمال
الخمسينية "سلمى حمود" أم لثلاث بنات وشاب من قرى محافظة "طرطوس" تثمن تجربتها مع مجموعة أصدقاء الضوء، فتقول: «بدأت مع مجموعة "عشاق الضوء"، وتابعت مع "أصدقاء الضوء" كان للأعضاء في الإدارة دوراً في البحث والتعمق بفكرة التصوير تحت عامل المنافسة لتقديم الأجمل بالإضافة للكورسات والتغذية البصرية من خلال اليوتيوب، دخلت العالم الأزرق عام 2019، وشدني التصوير الفوتوغرافي للبقاء والاستمرار في هذا العالم، وكانت هوايتا الرسم والصيد البوابة الأساسية للانتقال بي للتصوير الفوتوغرافي بطريقة جيدة، من خلال معرفتي لقواعد الرسم بالإضافة لتلاحمي مع الطبيعة في أوقات قبل الفجر حتى طلوع الشمس». وتتابع القول: «الأنشطة التي نمارسها برحلاتنا أهمها التوثيق للمنطقة التي نزورها، وهناك رحلات تتطلب المسير للوصول للهدف وقد يكون شاقاً وصعباً ولكنه يحمل متعة الاستكشاف، وتلك الرحلات كانت أشد تأثيراً على العلاقات التي تحولت من افتراضية إلى واقعية وأصبح بيننا خبز وملح وجلسات وتواصل كعائلة، وثّقنا المناطق الأثرية والطبيعة الجميلة وموسم الوردة الشامية في منطقة "الغاب"، وتساقط الثلوج في "صلنفة" وغيرها من المواسم.
بدورها تتحدث السيدة الستينية "سهير صابور" مدرّسة اللغة الإنكليزية وهي من عائلة معروفة في "اللاذقية" بحب الفنّ والرسم المصورين، عن تجربتها مع المجموعة وتقول: «حققت المجموعة لي الانتشار وكونت العديد من الصداقات والمعارف، نحن نتعامل كعائلة سورية كبيرة، وفيها عرب مبدعون وهواة يجمعنا حبّ "سورية" ونشر جمالها، وعلى الرغم من الحرب كنا نزور ونصوّر ونوثّق لنقل الواقع الصحيح لمناطقنا وهي الغاية الأساسية لأصدقاء الضوء». وتضيف: « اخترنا الصورة لأنها تخلد الوقت وتخلد العمل وهي أصدق من الكلمة، وحاولنا الإضاءة على الساحل السوري وتوثيق الأماكن الجميلة في اللاذقية والمحافظات السورية كافة، فقد وثّقنا خلال سنوات عدة سورية وأجمل ما فيها بالصور.
أما الفنان التشكيلي "زهير خليفة" تحدث عن أصدقاء الضوء بعد مشاركته لهم ببعض الأنشطة قائلاً: " يكفي أنهم متطوعون للعمل وتوثيق التراث والحالات المتميزة والإبداعية والبحث عن الجمال كل الجمال وأينما كان، "أصدقاء الضوء" فريق قوي وجميل جداً والملفت بالموضوع أن عناصر الفريق من كل المناطق السورية ومن كل الأعمار، اجتمعوا على ثقافة الجمال والبحث عنه، فالأدب والفنّ والعلم يوحّد المجتمع ويقود الأمة إلى برّ السلام والتقدم والازدهار".