أسهم المطبخ الخيري الذي أقامته كنيسة يسوع الملك للاباء الكبوشيين في السويداء، بسد فجوة غذائية لسبعين أسرة مؤلفة من ثلاثمئة وسبعين شخصاً وليكون رابطاً بين الفئات المجتمعية، وعاملاً تفاعلياً في توطيد التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.

ولادة الفكرة

ولدت فكرة إقامة المطبخ ضمن أنشطة كنيسة "يسوع الملك للآباء الكبوشيين" بالسويداء، والتي أسهمت في سد فجوة غذائية للعديد من الأسر المحتاجة، نتيجة الظروف المعيشية الصعبة عند معظم فئات المجتمع.

الأب "فادي الياس زيادة" الراهب الكبوشي من رهبان مار فرنسيس، ورئيس دير وكنيسة يسوع الملك للآباء الكبوشيين، يرى أنه كان لابد من إيجاد مشروع يسهم في تغطية الاحتياطات الغذائية، بشكل يعكس مدى ارتباط الإنسان بأخيه الإنسان.

ويضيف: "حين لمس أصحاب النيات الطيبة مدى أهمية رغيف الخبز والغذاء في ثبات الإنسان في أرضه وبيئته، تجسدت فكرة الإحساس بالمسؤولية الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وأخذت الفكرة ترى خيوط النور، رغم صعوبة البداية، وكان لابد من التشاور للدعم".

الدعم والانطلاق

ويشير الأب "زيادة" إلى أن الفكرة وضعت موضع التنفيذ فعلياً، وذلك بدعم وبموافقة من سعادة السفير البابوي في "دمشق" الكاردينال "ماريو زيناري"، وكذلك من الرئاسة العامة للرهبنة الكبوشية، بحيث تم تنفيذ مشروع مطبخ "القديس انطونيوس البادواني الخيري" الذي أسس قبل عام من اليوم، وتحديداً في كانون الثاني من عام ٢٠٢٣، بحيث بدأ العمل على تطوير الذات ومهارة العمل التطوعي والتكافل الاجتماعي بتوزيع وجبات الطعام لعدد من الأسر التي عرف أنها تحتاج إلى طعام وتحسين وجبتها الغذائية اليومية، مضيفاً: فريق العمل والمكون من ثمانية أشخاص، يعملون على إعداد الطعام اللازم، والقيام بتوزيعه بالتساوي على أكثر من سبعين أسرة من فئات المجتمع، لتصل إلى أكثر من ثلاثمئة وسبعين شخصاً وهم من أطياف متنوعة تشمل أطياف السويداء، بحيث انعكس ذلك على مدى الارتباط والمحبة والإخاء، والأهم الشعور بمدى ارتقاء القيم الاجتماعية والمثل الإنسانية، على صعيد الواقع المعيشي.

غذاء الروح والجسد

بدورها "ربا كامل" وهي من أعضاء فريق العمل، وسكرتارية الدير، تؤكد أن طبيعة الواقع وما يشعره المرء هذه الأيام من ضغط نفسي واقتصادي وتنامي عدد الأسر الفقيرة التي تحتاج حقاً للمساعدة، جعلت من هذه المبادرة الخيرية التي تم إحداثها ذات أهمية في تقديم طعام الأمل والمحبة لأسر والتي حين تصل إليها الوجبة تقوم بالدعاء الإلهي لمن سعى وقدم وعمل لسد الفجوة الغذائية، بعد أن تسلل الفقر والجوع إلى العديد من الفئات المجتمعية، لتشعر بأهمية نشر ثقافة التكافل والشعور بالراحة النفسية بالعمل.

وتبين "وفاء الظواهرة" مسؤولة عن المطبخ وإعداد الوجبات أن المبادرة وفق الإمكانيات المادية المحدودة، تعمل بأقصى طاقتها لتقديم وجبات الطعام خلال يومي الجمعة والسبت فقط، إذ يحد ارتفاع تكاليف المواد الغذائية والتحضير والإعداد من مستلزمات العمل في إتمام العملية بالشكل المطلوب، إضافة إلى ضعف الموارد، بعد أن حققت المبادرة نجاحاً كبيراً من جهتين كغذاء جسدي وروحي، وهما يعكسان الابتسامة الإنسانية المتكافلة والمتكاملة بين الجسد والروح معاً.