كان من الاستثنائي أن يصدح صوت عربي في إذاعة اسكندنافية، ولكن الأمر تحقق بمشاركة مجموعة من الإعلاميين العرب ممن آمنوا بالرسالة الإعلامية، فأطلقوا أول راديو ناطق باللغة العربية في "السويد"، ليكون "راديو يلا" صوت المغتربين في المهجر.

من "سورية" إلى "السويد"

بداية القصة كانت مع الإعلامية السورية المقيمة في السويد "وسام حمود"، وهي التي بدأت مسيرتها الإعلامية في سورية عام 2000 مع "إذاعة القدس" حتى عام 2006، والتحقت بنفس العام مع "تلفزيون الدنيا" مع الدكتور" فؤاد شربجي" حتى 2010، وكانت ضمن الكادر المؤسس، وتنقلت بين "راديو نينار" و"شام اف أم".

تستعرض الإعلامية "حمود" خلال حديثها للمدونة بعض المحطات من مسيرتها الإعلامية وتقول: "استلمت إدارة مجلة "لها" في دمشق، وسجلت الكثير من البرامج الوثائقية لعدة محطات عربية في 2008 مع "شبكة التنوير" وختمت عملي الإعلامي محلياً بجريدة "الوطن" في قسميها الثقافي والسياسي عام 2015 لحين سفري إلى "السويد" في نفس العام.

استثمرت "حمود" خبرتها الاعلامية في "راديو يلا" بمشاركة كادر عربي آمن برسالة الراديو وغايته، وكان لها مشاركات إعلامية متعددة بعد وصولها إلى هناك، ومحاولاتها مع آخرين آمنوا بفكرة تأسيس قناة تلفزيونية عربية في البلد الجديد، إلا أن عائق التمويل والضرائب - كما توضح - كان لهم بالمرصاد، ومع مساعي الأستاذ "مازن يسّوف" الذي يعمل في أكثر من راديو سويدي، لفكرة تأسيس راديو عربي، تبنت "حمود" الفكرة وآمنت بها لتكون من أوائل الملتحقين بالراديو الذي سمي "راديو يلا".

وتضيف: "جرى اختيار هذه التسمية لأنها سهلة اللفظ على المواطن السويدي وتعني تعال، وقد تركت التسمية اللطيفة أثرها على الجميع دون استثناء، ليكون أول راديو عربي على أثير (أف، إم ) ويعتبر راديو عربي خالص المحتوى، ويهدف لخلق جسر بين روح اللغة العربية والجيل العربي الناشئ في السويد، وهو مشروع غير ربحي ولا يأبه بالإعلانات التجارية، لأنه ومن وجهة نظري فالغاية أسمى".

وتشير" حمود" إلى أن الراديو استقبل أشخاصاً يملكون الشغف والحب لهذه المهنة، فخضعوا لدورات تدريبية، وأصبحوا مؤهلين لاستلام البرامج بمفردهم، وهم متطوعون من جنسيات عربية مختلفة، فهناك من "سورية والعراق ومصر والمغرب" وكل إعلامي يتحدث بلهجة بلده، مما ترك أثراً لطيفاً لدى المستمع، وهؤلاء الشباب آمنوا أيضا بالمشروع، لأنه رسالة إعلامية صرفة لاستمرار الصوت العربي في المغترب".

رسالة خدمية

وعن محتوى الرسالة الإعلامية للراديو توضح "حمود" إلى أنها تشتمل على البرامج الاجتماعية والثقافية والفنية والإخبارية، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الأغاني العربية القديمة والجديدة، وهي محاولات لإرضاء كافة الأذواق والأعمار، بالإضافة إلى تقديم خدمات أخرى للجالية العربية، كإعطاء المعلومة الطبية أو القانونية، وحتى فيما يتعلق بسوق العمل أو اللجوء، وثمة قضايا تتعلق بالمرأة والطفل تتماهى مع حاجات الجالية، أما ساعات البث فهي لا تزال محددة يومياً في الإذاعة، وهناك مساعٍ ليكون بثاً متواصلاً على مدار 24 ساعة في رأس السنة في جميع أنحاء السويد".

وتقدم "حمود" برنامجاً صباحياً اسمه "ع 11 بالتكة"، تقدم فيه زاوية طبية وجميع ما يتعلق بقوانين البلد الجديدة الخاصة بالعمل، وتستضيف عدة شخصيات اجتماعية وفنية.

وتأمل "حمود" أن يتكلل "راديو يلا" وكادره بالنجاح التام والدائم، ويصبح مشروعاً عربياً متكاملاً وأوسع انتشاراً، فبعد خبرة 25 عاماً في الإعلام، يسعدها - كما تقول - أن يسجل اسمها في أول راديو عربي في "السويد" ليكون علامة فارقة في رسالتها الإعلامية.

التفاعل الشعبي

المغترب "ماريو حنا" المقيم في "السويد" منذ عام 2012، عبّر وخلال تواصل المدونة معه، عن مدى سعادته بسماع الإذاعة العربية، التي ترافق صباحه كل يوم في سيارته وهو في طريقه إلى العمل، مصطحباً أولاده إلى المدرسة ليستمعوا معاً إلى أغاني فيروز وصباح فخري وغيرهم، إذ يعتبرها فرصة ذهبية لأطفاله للاستماع على هذا النمط من الأغاني العربية الجميلة، ما يرسخ الموسيقا الشرقية في آذانهم، ويولد لديهم رغبة السؤال عنها.

ويعتبر"حنا" المشروع ناجحاً كونه استطاع أن يربط المغترب وعائلته بالوطن، بالإضافة لاستقباله الاتصالات على البث المباشر بحضور اختصاصيين يجيبون على معظم الأسئلة كل حسب اختصاصه، مثل الأسئلة الطبية أو فيما يتعلق بالقوانين، ما يساعد المغترب في توفير سعر الاستشارات الطبية أو القانونية.