تنظيم عملية الزراعة وتدريب المزارعين الجدد وتقديم الخبرة العملية لهم ودعمهم بالتجهيزات هدف وضعته نصب عينها تعاونية بستان الصوج لزراعة وإنتاج الزعفران بطرطوس والتي تم تأسيسها منتصف عام 2021 بالتعاون بين الأمانة السوري منة للتنمية والاتحاد العام للفلاحين بهدف تشكيل نواة لمشاريع صغيرة ومتناهية الصغر تحقق دخلاً إضافياً لأبناء الريف.

تجربة جديدة

نعمل على إيجاد رؤية محددة حول كيفية تسويق هذا المنتج، سواء كورمات أو مياسم، إضافة الى طرق مناسبة لعمليات التغليف والتوضيب وفتح أسواق لهذا المنتج، كما أوضح كامل ديوب رئيس الجمعية  مؤكداً أن الزعفران أو ما  يسمى "الذهب الأحمر" وهو من المنتجات الطبية والعطرية، ويمكن زراعته في مختلف المناطق الجبلية الساحلية وخاصة الحيازات الهامشية والصغيرة،.

وبين ديوب في حديثه" لمدونة وطن " أن عملية زراعة الزعفران تتم حالياً بالمناطق الأكثر ارتفاعاً في ريف الدريكيش كونها تحتاج للبرودة في قرى عين الذهب وقلعة الشيخ ديب وحيلاتا والمحيلبة إضافة لمنطقة مشتى الحلو وبصيرة الجرد وعين الشمس ومن المقرر أن تشمل الزراعة المناطق الأقل ارتفاعاً في مناطق الشيخ بدر وبرمانة المشايخ ودوير رسلان

رئيس الجمعية كامل ديوب والاستاذ أصف مهنا

وأكد ديوب أن الجمعية مازلت تعمل بشكل فردي للأعضاء ومن دون مساعدة أي جهة وهي بحاجة ماسة  إلى جهاز لتجفيف المياسم وجهاز لتقطير بتلات الزعفران إضافة لضرورة إحداث لجان تسويقية خاصة بالزعفران في كل منطقة تسهل عملية بيع إنتاج المزارعين.

بدوره طالب الأستاذ "أصف مهنا " صاحب مشروع لزراعة الزعفران وعضو في الجمعية بدعم العملية التسويقية من اتحاد الفلاحين وخاصة فيما يتعلق بموضوع لصاقة المواصفات لتسهيل عملية البيع في السوق المحلية والتصدير للخارج ويضيف مهنا: حالياً أنا أقوم بالتغليف والتعبئة والبيع  باسم الجمعية من خلال شركتي الخاصة.

عملية تسويق الزعفران

مع المزارعين

مياسم الزعفران وشاي الزعفران

وأشار ديوب إلى وجود  40 عضواً بالجمعية يعمل بهذه الزراعة ونسعى لضم أعضاء جدد إضافة الى أكثر من  100 فلاح خارج الجمعية ولكن بوتيرة ضعيفة ورغم ذلك توسعت  زراعة الزعفران  لتشمل  15 قرية لكن بكميات خجولة جداً وذلك بسبب غلاء أسعار الأبصال وضعف القدرة المالية للمزارعين.

ويوضح ديوب في حديثه: تتربع قرية بيت يوسف على العدد الأكبر من الأبصال حيث كان إنتاجها من الأبصال حوالي 175 ألف بصلية أصبح أغلبها منتجاً ووصلت كمية إنتاج المياسم إلى حوالي نصف كغ مياسم تم تسويقها بشكل شخصي بالسوق المحلية من أعضاء الجمعية حيث تراوح سعر الغرام  الذي تم بيعه مابين 20 ألفاً و50 ألف ليرة  وبسعر يتراوح بين 500 و 3500 ليرة للكورمة الواحدة حسب عمرها وجودتها.

وتحدث عدد من المزارعين المنتسبين للجمعية ومنهم عبد الله حنا من ريف صافيتا  أنه زرع أكثر من 400 كورمة زعفران منذ عامين ويعتمد على وسائل الزراعة النظيفة الخالية من السماد الكيماوي والمبيدات وطالب الجهات المعنية بزيادة الدعم لهذه الزراعة من خلال تأمين منافذ تسويقية وعزاقات لفلاحة الأرض ومرشات لرش الكورمات.

بينما يعمل المزارع محمد ناصر من ريف الدريكيش على التوسع  بزراعة الزعفران والبداية كانت بأكثر من 600 كورمة زعفران ويعتبرها زراعة مجدية اقتصادياً ومتناسبة مع الظروف المناخية في المنطقة  وهي زراعة واعدة وخاصة في ظل استخداماتها الغذائية والطبية

الاستخدامات

رغم ان الطلب على الزعفران مايزال ضعيفاً في سورية  بحسب أصحاب محال الأعشاب الطبية والتوابل فإن الزعفران الإيراني يسيطر على السوق السورية ويتراوح سعر الغرام منه بين 40 و60 ألف ليرة وأغلب استخداماته للأغراض الطبية والعلاجات الشعبية بحسب أبي عبد الله العنابي أحد العطارين في باب سريجة  الذي أضاف بان زراعة وإنتاج الزعفران في سورية ماتزال دون العتبة التجارية ولم يتواصل معه أحد من العاملين بهذا المجال وكل الأنواع التي لديه إيرانية المنشأ توزع عن طريق التجار.

من جهته لفت الدكتور شادي الخطيب رئيس الجمعية السورية للأعشاب الطبية أن مياسم الزعفران تستخدم بأشكال عدة منها بشكلها الطبيعي مضافة إلى الأغذية كنوع من التوابل والبهارات الفاخرة كما تستخدم كشاي معطر ومنشط أو بشكل خلاصة معايرة ضمن أشكال صيدلانية وتجميلية سواء كريمات أو غسولات.

وأضاف الخطيب: يعد الزعفران من النباتات الغنية بمضادات الأكسدة والتي تساعد في الوقاية من الشيخوخة والخرف الشيخي المبكر والسرطان وأمراض الشدة التأكسدية مثل السكري كما تعمل على تحسين المزاج والتخفيف من حالات الاكتئاب والتوتر والقلق إضافة إلى دوره في إنقاص الوزن من خلال ضبط الشهية ويساعد في حماية القلب وضبط ضغط الدم ولا تزال العديد من الأبحاث مستمرة لتقييم فعالياته الحيوية.

جدوى اقتصادية

جبال الساحل السوري مناسبة جداً لزراعة الزعفران من حيث الإرتفاع والأمطار ويمكن زراعته بعل ولا ضرورة لسقيه طوال دورة حياته التى تبدأ وتنتهي خلال الأشهر الماطرة بالإضافة للجودة العالية للمادة العطرية كونه يعتمد اساليب الزراعة النظيفة كالسماد الطبيعي والمياه النقية والمناخ البارد المناسب بحسب الأستاذ "أصف مهنا " صاحب اكبر مشروع لزراعة الزعفران بريف طرطوس والذي أشار في حديثه لمدونة وطن عن نجاح  تجربة زراعته في قريته بيت يوسف بريف الدريكيش وبمردود مادي ممتاز وخصوصاً من إكثار البصيلات وبيعها محليا  والتي يتم  استيرادها من اسبانيا بأسعار مرتفعة.

وعن أهميتها الاقتصادية يضيف الاستاذ  "أصف مهنا " للعلم لو نظرنا للمستقبل لوجدنا أن الزعفران هو الحل الإستراتيجي الزراعي للبيئة الجبلية الساحلية وذلك لسهولة التعامل معه وتكاليفه المنخفضة ومردوده المادي العالي ويعطي استثمارها ثلاثة أضعاف إنتاج الكورمات كل عام إضافة الى  إنتاج المياسم بنوعية عالية الجودة وتربية النحل لإنتاج عسل الزعفران غالي الثمن ويبلغ سعر الغرام الواحد من المياسم بين 25 إلى 50 ألف ليرة حسب النوعية بينما يصل سعرالكورمة الواحدة الى 4500 ليرة حسب حجمها.

يقول رئيس الجمعية هناك حاجة لتقديم  الدعم المباشر للأعضاء لكي يتم نجاح عمل هذه الجمعية واستمراريتها لان كل مستلزمات النجاح قائمة من مناخ مناسب واراضي خصبة وايدي عاملة ومياه امطار كافيه لزرعتها بعليا في منطقة الدريكيش وفي اغلب المرتفعات الجبلية في طرطوس مؤكدا أن  المياسم المنتجة ذات جودة ممتازة ينافس منتجات الدول المجاورة.

واخير يمكن زراعة بين 6 آلاف و 10 آلاف كورمة في الدونم الواحد ويصل العمر الافتراضي للكورمة الواحدة إلى 7 سنوات تنتج خلالها أكثر من 100 بصيلة عدا عن إنتاج المياسم والبتلات ويذكر أن إنتاج غرام واحد من مياسم الزعفران يحتاج إلى 150 زهرة.