إيماناً منه بأهمية الخدمات الطبيّة في زمن الحرب، وتقديراً للوضع الاقتصادي للمواطنين، اتّجه الدكتور "فراس الفهد" لدعم المواطنين بشتى الخدمات والاجتماعية والإنسانية، أبرزها في الجانب الطبي، مُخصصاً عيادات طبيّة شاملة وبالمجان للفئات الأكثر احتياجاً.

بلدي أولاً

ينهج الدكتور "الفهد" نهج والده الطبيب الراحل في اهتمامه الخاص والمضاعف بالجانب الطبي للأهالي، فلم يكتفِ بتقديم تلك الخدمات بالعيادات الطبيّة في محافظته (الرقة)، بل افتتحها في مناطق مختلفة من المنطقة الشرقيّة.

مع عودتي عملتُ في مجال الصيدلة بمحافظة "الرقة"، بعدها اتّجهت للعمل الإنساني بشكل محدود من خلال مبادرات إنسانيّة

وعلى الرغم أن الدكتور "فراس الفهد" من مواليد "ألمانيا الغربية" لكنه يرفض قطعاً ولا يفكر أصلاً بالعيش فيها أو الذهاب إليها، كما يقول: «ولدنا أنا وإخوتي في "ألمانيا الغربية" بحكم تخصص والدي في المجال الطبي فيها، ثم عاد بنا إلى موطن ولادته "الرقة" وفيها تعلمنا اللغة العربية، وحافظنا على هويتنا وسوريتنا، ورغم سنوات الحرب وآثارها القاهرة، لم أفكر أبداً في العودة أو الرحيل، بل ساهمنا بمجالات مختلفة في التخفيف عن أهلنا وأبناء بلدنا».

عياداته الطبية المجانية في الرقة

في بداية الثمانينيات عاد الدكتور "فراس" إلى مدينة "الرقة" مع والده، وفيها بدأ تعليمه ودراسته بمراحلها الثلاثة (الابتدائيّة، الإعدادية، الثانوية)، وأكمل المرحلة الجامعية، تخصص الصيدلة في جامعة مولدوفا.

في عام 2006 عاد إلى "سورية"، وفيها تابع تخصصه بمجالات أخرى، وحسب قوله: «مع عودتي عملتُ في مجال الصيدلة بمحافظة "الرقة"، بعدها اتّجهت للعمل الإنساني بشكل محدود من خلال مبادرات إنسانيّة».

فراس يميناً مع والده وشقيقه

خدمات متنوعة

مع نشوب الحرب ووصول كثير من العائلات من محافظات أخرى آنذاك إلى مدى "الرقة"، ساهم "الفهد" مع مجموعة من شباب المدينة، بإطلاق مبادرات شبابيّة، لتقدم السكن والخدمات الأساسية والضرورية لتلك الأسر، وبعد عامين مع دخول الفصائل الإرهابية المسلحة إلى المحافظة أيضاً، توجه إلى منطقة "القامشلي" حيث لا يزال يقيم فيها حتى اليوم.

ويضيف: "تفرغت للعمل الإنساني بشكل كامل، وباشرت بتأسيس مركز للأطراف الصناعية بمحافظة "الرقة"، تقدم لضحايا الحرب مجاناً، ومركزاً للمعالج الفيزيائية في منزلي وهو مجاني أيضاً، والمستفيدون بالمئات حتّى تاريخه، ثم أسست عيادات طبيّة مجانية، جميعها بشكل ذاتي، ومن دون أي دعم من أي جهة، والمستفيدون هم الأيتام ومرضى السرطان والأرامل ومصابي الحرب وذوو الاحتياجات الخاصة.. أحظى بمساعدة وتعاون من نخبة من أطباء المحافظة، وقد باتت تلك العيادات أقرب إلى مشفى مصغّر شامل، إلى جانب توجهي لتعليم تلك الفئات مجاناً، من خلال منحهم الدورات التعليمية لطلاب الشهادتين".

توسع وامتداد

الخطوة التالية للدكتور "فراس الفهد" كانت افتتاح عيادات طبيّة مجانيّة في بلدة "اليعربيةّ" 80 كم عن مدينة القامشلي"، لحاجة تلك المنطقة (ريفاً ومدينة) إلى الدعم الطبي، حسب ما يقول، وهو يستعد لافتتاح الفرع الثالث من عياداته الطبية المجانية في مدينة "القامشلي": «في العيادات الطبية "بالرقة، واليعربية" هناك مركز للمعالجة الفيزيائية وصيدلية مجانية أيضاً، مع وجود مركز دعم نفسي، مؤخراً تم تركيب شبكات قلب مفتوح في مدينة "الرقة"، وكانت لخمسة عشرة مريضاً، مع إجراء عمليات جراحيّة مجانية بين الحين والآخر، علّمني الوالد مساعدة الناس كما علّمنا حب الوطن وعدم تركه خاصة في ظل الظروف الصعبّة، فالوطن يعاني ولذلك الواجب الأخلاقي أن نكون بجانب أهلنا".

فخر واعتزاز

تعد الأعمال التي يقدمها الدكتور "فراس" موضع فخر، خاصة في المجال الطبي، فالأهالي هم الأكثر احتياجاً للمساعدة الطبية وما تتضمنه من تشخيص وعلاج وتقديم الأدوية لهم مجاناً في هذه الظروف الصعبة، إضافة الى خدمات طبية أخرى كالدعم النفسي والمعالجة الفيزيائية.بدوره يؤكد الدكتور "محمود السلمو" أحد أطباء "القامشلي" أنه يتعاون مع الدكتور "فراس" بشكل دائم، بهدف التنسيق والترتيب لتقديم العون الطبي للمحتاجين.

والدكتور "فراس" من مواليد 22-10-1980.