عمِل المدرب ”جاسم شبيب" بجهدِ ذاتيٍّ وبدافعٍ شخصيٍّ مُقدِّماً كلَّ إمكاناته التدريبية وغير ذلك من أجل إعداد وتأهيل لاعبيه وتقديم الرعاية لهم، ليصنع منهم أبطالاً بالألعاب القتالية على المستويين المحليِّ والعربي معاً.

النشأة والمسيرة

في حديثه لـ"مدونة وطن" -التي التقته ضمن النادي الرياضي الخاص به- يستعرض المدرِّب "شبيب" مسيرته الرياضية والتدريبية خلال السنوات الماضية، متحدثاً عن نشأته وبداية حكايته مع الرياضات القتالية بالقول: «أصول عائلتي تعود إلى قرية "فاحل" الواقعة في ريف "حمص" الشمالي الغربي، إنَّما ولادتي ونشأتي بعد ذلك كانتا في مدينة "دمشق" بحكم إقامة عائلتي آنذاك فيها، وبعد حصولي على الشهادة الإعدادية، انتقلت للدراسة في "المعهد المهني للتشييد والبناء" الذي كان مقره آنذاك في مدينة "حمص" وباختصاص "التصميم"، ولاحقاً حصلت على الشهادة الثانوية العامة وتابعت دراسة "الحقوق" في جامعة "دمشق"، لكن الرياضة والتزاماتها منعتني من إكمال دراستي ورسمت مسيرة حياتي اللاحقة».

تمت إقامة دورة "تقييم وتأهيل مدربي "المواي تاي" الرسمية مع نهاية عام 2022 التي شاركت بها، وأشرف عليها الخبير التايلندي "مستر تيم" ومعه الإماراتي "جاسر أبو جيش" وخبير آخر من "الأردن"، ليكون تصنيفي على مستوى "سورية" الأعلى فيها، مع خمسة آخرين، وأنال الدرجة 9 والحزام الأحمر من أصل 15 درجة تصنيف معتمدة دولياً، وخلال العام الحالي أصبحت حكماً معتمداً من الدرجة الثانية مستوى /ج/

عن بداية مسيرته الرياضية يتابع "شبيب" حديثه لـ"مدونة وطن eSyria" : «كنت في سنِّ الرابعة عشرة حينها، وبحكم قرب منشآت نادي "الجيش" من منزل عائلتي، بدأت التردد إلى هناك بشكلٍ مستمرٍ واستهوتني الألعاب القتالية بشكلٍ خاص ومنها لعبة "التايكواندو" التي كانت حديثة الممارسة وقتها، وبدأت تدريباتي على يد المدرِّب الكوري "لي" الذي كان أول مدرِّب أجنبي يشرف علينا، بعدها وأثناء تأدية الخدمة الإلزامية كمدرِّبٍ رياضيٍّ عسكري، أصبح الاهتمام أكبر بأصناف ألعاب القوة والقتال حتى أنني مارست لعبة "الملاكمة" لمدة عام تقريباً مع أبطال اللعبة الذين كانوا ضمن عداد المنتخب الوطني ومنهم "عصام شعبان"، وذلك بحكم تواجدي المستمر معهم خلال تدريباتهم في صالات نادي "الجيش"، تلك المرحلة مهَّدت لي الطريق بشكلٍ كبيرٍ لاحقاً لامتلاك مفاتيح لعبة "الكيك بوكسينغ" وغيرها من الألعاب القتالية».

بعض الشهادات الحاصل عليها في مجالي التدريب والتحكيم

الانطلاقة

المدرب جاسم شبيب أثناء تدريب لاعبيه

يذكر "شبيب" بأنَّ مدرِّبه الأول في لعبة "الكيك بوكسينغ"، بعد اعتمادها رسمياً ضمن الألعاب الممارسة في نادي "الجيش"، كان "محمود قوتلي" ويقول: «بدأت عام 1998 بالتدرِّب عليها، وهي من الألعاب القتالية الممتعة وتجمع ما بين الركل واللكم، بطريقة آمنة وبمهارات عالية وأجمل ما يميزها، تعدُّد نماذجها القتالية الستَّة في عام 2000، بعدما انتقلت للسكن هنا في مدينة "حمص"، وانتسبت إلى صفوف نادي "شرطة حمص" تحت إشراف وتدريب المدرِّب "عبد الهادي بحسيك"، الذي يعد من خيرة المدرِّبين الوطنيين، وكلاعب كانت مشاركتي الأولى مع الفريق، ضمن بطولة "ليلة أبطال الميماس" التي أقيمت في حيِّ "بابا عمرو" وقتها، بغية التعريف ونشر اللعبة أمام المهتمين بالرياضات القتالية، من ثمَّ شاركنا بالبطولة الأولى التي نظَّمتها إدارة نادي "الكرامة" في نفس العام، وبعد عامين تقريباً ومع تأسيس اتحاد اللعبة أقيمت الدورة التأسيسية الأولى الخاصة بإعداد المدربين في رحاب مدينة "الفيحاء" الرياضية، وحاضر فيها المدرِّب والخبير الدولي اللبناني "سامي قبلاوي" وساعده اثنان من أبطال العالم هما "مروان شيخو" وزميله "طارق الراشد" اللبنانيان أيضاً، وكنت من بين 176 متخرِّجاً منها، ونلت شهادتي الأولى من درجة المستجد كمدرِّب، ثم توالت مشاركاتي لاحقاً بجميع الدورات والاختبارات التي أجريت بإشراف اتحاد اللعبة على مدار سنوات لاحقة، حيث نلت الحزام الأسود من الدرجة (5 دان) كلاعب، والدرجة الأولى من المستوى /A/ كمدرِّبٍ في عام 2022، إضافةً لنيلي شهادة التحكيم، من الدرجة الأولى من المستوى /ج/».

لم تقف مسيرة "شبيب" الرياضية بالألعاب القتالية، عند لعبة "التايكواندو" فقط، ليعززها بممارسة "المواي تاي" والمقصود بها "الملاكمة التايلاندية"، ويضيف: «تمت إقامة دورة "تقييم وتأهيل مدربي "المواي تاي" الرسمية مع نهاية عام 2022 التي شاركت بها، وأشرف عليها الخبير التايلندي "مستر تيم" ومعه الإماراتي "جاسر أبو جيش" وخبير آخر من "الأردن"، ليكون تصنيفي على مستوى "سورية" الأعلى فيها، مع خمسة آخرين، وأنال الدرجة 9 والحزام الأحمر من أصل 15 درجة تصنيف معتمدة دولياً، وخلال العام الحالي أصبحت حكماً معتمداً من الدرجة الثانية مستوى /ج/».

المدرب شبيب مع بعض لاعبيه الأبطال أصحاب الألقاب

الإداري الناجح

عمل "جاسم شبيب" كمدرِّب أول ضمن كوادر نادي "شرطة حمص"، ومازال مستمراً منذ نحو 20 عاماً، إضافةً لإدارة النادي الرياضي التدريبي الخاص به، إلى جانب المسؤوليات الإدارية التي تكلَّف بها من قبل اتحاد اللعبة الرسمي.

ويضيف: «كنت عضواً باللجنة الفرعية في مدينة "حمص" منذ تاريخ التأسيس الذي ذكرته سابقاً لغاية العام 2008، ثمَّ تسلَّمت رئاستها لمدَّة 5 سنوات تلت، وأمين سر اللجنة العليا للمدربين ما بين 2013- 2020، ومع إعادة تشكيل الاتحاد من جديد تمَّ انتقائي مع 8 زملاء آخرين ضمن اللجنة المشرفة عليه، برئاسة الزميل "منار البزرة" والتي من مهامها الإشراف على أنشطة الأندية وتنظيم البطولات المحلية ودورات إعداد المدربين والحكَّام أيضاً، ومن أولى الخطوات الأساسية التي قمنا بها هي الانتساب رسمياً إلى "الاتحاد الدولي FMA" وبموجب ذلك، تصبح جميع دورات التأهيل والتقييم لكوادرنا، ومنح الشهادات الدولية أيضاً من قبله، أضف إلى ذلك إقامة بطولة "التحدي الاحترافية" التي أقيمت في "سورية" بعد انقطاع دام لسنوات، في تلك البطولة تحديداً، تسلَّمت مهمة الإشراف على المنتخب الوطني الذي ضمَّ 4 لاعبات و 6 لاعبين، وقد كلِّفت من اللجنة المذكورة، بالإشراف على اللجنة العليا للمدربين، وعلى جميع أنشطة الألعاب القتالية أيضاً ضمن نادي "الشرطة المركزي" وفرعي المنطقة الوسطى التابعين له، وأحاول ما استطعت من خلال عملي التدريبي وخصوصاً في ناديَّ الخاص، تأهيل ودعم اللاعبين الموهوبين، الذين يمتلكون إرادة التميُّز وتحقيق البطولات».

موهبة وجدارة

بدوره يقول المدرِّب والحكم الدولي "عبد الهادي بحسيك" مدير نادي "شرطة حمص": «لمست عنده شغفاً، وموهبةً في لعبة "الكيك بوكسينغ" كلاعب أولاً، ونتيجة تطوره السريع أوكلت إليه مهمة المساعدة بتدريب اللاعبين الجدد الأصغر سنَّاً، وقد أبدى تميُّزاً وموهبةً أخرى على صعيد التدريب والحسِّ القيادي، ما دفعني كي أرشح اسمه لإتباع أول دورة أقامها الاتحاد لإعداد المدربين، وأصبح مدرِّباً أساسياً في نادي "شرطة حمص"، ومن ثمَّ تولى مهمة الإشراف والتدريب على المركز التدريبي التابع للنادي في حيِّ "عكرمة"، وأشرف على تدريب عدد كبير من اللاعبين الذين حققوا المراكز الأولى في بطولات المحافظة على مدار السنوات الماضية وعلى صعيد بطولات الجمهورية، ومنهم "محمد قجعة" و"سيدرا عمران" ومعها "بتول جعفر" و"حيدر الصارم" وآخرين كثر، وهذا دليل على مستواه الرياضي العالي ومستوى التمُّيز والجدارة، وهو ما لم يأت إلاَّ نتيجة الجهد والمثابرة والإصرار على صناعة الأبطال وهذه تعتبر من أهمِّ مزايا المدرِّب الناجح».

من جهته يشير اللاعب "معلا ميهوب" إلى أن

أسلوب المدرِّب "جاسم شبيب" واهتمامه بلاعبيه زاد من شغفه بممارسة لعبة "الكيك بوكسينغ"، عدا عن الدعم النفسي والمعنوي الذي يقدِّمه.

ويضيف "ميهوب": «انتقلت لممارسة اللعبة عنده في عام 2017 أثناء تواجدي في نادي "شعاع" الرياضي، وكان للمدرب دوراً كبيراً بتطور مستواي خلال فترة قصيرة، حيث نلت بطولة المحافظة في ذات العام، ومن ثمَّ بطولة الجمهورية سنة 2019 عن فئة الشباب، ولم يبخل بتقديم العون والدعم يوماً للاعبيه، إن كان من ناحية تأمين المعدات أو حتى نقلهم بسيارته الخاصة كي يشاركوا في بطولات الجمهورية وهذا الأمر شاهد عليه شخصياً».

"بتول جعفر" إحدى لاعباته البطلات الحائزة على المركز الأول عن فئة الشابات ضمن منافسات البطولة العربية عام 2022 والبالغة من العمر 17 عاماً تقول: «كنت طفلةً في سنِّ السابعة منذ بدأت التدرُّب عنده، يعامل الجميع باحترام ولطف ومحبة أبوية لمستها من خلال مناداته لي أحياناً كثيرة بكلمة (بابا) وهذا يدل على مقدار الحب والعطاء اللذين يقدمهما للاعبيه، لا يبحث عن المنفعة المادية أبداً، وهدفه الأعلى هو تخريج أكبر عدد من الأبطال والافتخار بهم، وهو صاحب الفضل الأول والأخير بالمستوى الحالي الذي وصلت إليه وبالألقاب التي حققتها بإشرافه».

الجدير ذكره بأنَّ "جاسم شبيب" من مواليد عام 1978 متزوج ولديه ولد وبنت وقد أجري اللقاء معه بتاريخ 13 آذار 2023.