تقدم الموسيقا جواز مرور لأصحابها بعيداً عن الجغرافيا وهوية المكان، فكثيرون من استطاعوا بفنهم أن يتجاوزا الحدود والانطلاق نحو النجومية، ومنهم الموسيقي "ياسر أبو فخر" والذي استطاع أن يؤسس لنفسه مكانة في بلاد الاغتراب ناقلاً معه إرثه وتراثه الفني، الى الأوساط الفنية في "مصر".

النشأة والفن

ولد الموسيقي "أبو فخر" في قرية "كفر اللحف" عام 1956، ضمن أسرة محبة للحياة ولها مكانة متقدمة وفق النسيج الاجتماعي، الأمر الذي جعلها تنحو للعمل كقيمة معرفية ومعيشية لكسب القوت اليومي.

كان لزاماً أن تتنقل العائلة إلى "دمشق" ليعمل الأب في شركة المغازل والنسيج الأمر الذي استدعى أن نسكن في "حي الشاغور"، بحيث درست الابتدائية في مدرسة "حسان بن ثابت" والإعدادية في "العمارة"، وكنت أهوى الموسيقا والغناء منذ الصغر، وبسبب الظروف الصعبة سافرت إلى "لبنان"

يقول "أبو فخر" في حديثه للمدونة حيث تم التواصل معه الكترونياً: «كان لزاماً أن تتنقل العائلة إلى "دمشق" ليعمل الأب في شركة المغازل والنسيج الأمر الذي استدعى أن نسكن في "حي الشاغور"، بحيث درست الابتدائية في مدرسة "حسان بن ثابت" والإعدادية في "العمارة"، وكنت أهوى الموسيقا والغناء منذ الصغر، وبسبب الظروف الصعبة سافرت إلى "لبنان"».

الفنان داوود رضوان

ويضيف "أبو فخر": «عملت مدة قصيرة من الزمن مع "عاصم الرحباني" وفي بعض الحفلات لكن الحرب الأهلية جعلتني أعود الي بلدي "سورية" لأداء الخدمة الالزامية، وعندما انهيتها حصلت على تصريح من نقابة الفنانين وعملت بدمشق، ومن خلال عملي قُدم لي عرض للعمل في "تونس" قضيت ثلاثة شهور وكذلك في "الأردن"، وفي "قبرص" لفترة قصيرة وبعدها اخترت طريق الشهرة والعمل الفني فسافرت إلى "مصر".. عانيت في البداية من صعوبة العمل حتى حصلت على عضوية نقابة المهن الموسيقية، إذ من الشروط الواجب اتباعها الإقامة في البلد مدة معينة للحصول على العضوية المطلوبة، وبعد إتمام المطلوب بدأت بمشواري الفني بالغناء، ومع مرور الزمن بدأت اهتم أكثر بالموسيقا، وإلى جانب حبي للغناء أحببت آلة العود وتتلمذت على يد بعض الأساتذة ومنهم "فايز زهر الدين" رحمه الله، واتجهت الى قصور الثقافة المصرية وأحييت بها حفلات عدة مما جعل اسمي يتداول بين الأوساط الفنية، ولعل ما ساعدني على ذلك بروز مكامن كتابة الكلمة المغناة، إذ لم أتوانى عن إتمام التحصيل العلمي والثقافي من دراسات حرة طول فترة مكوثي في "مصر" للحصول على شهادة من جامعة الازهر كلية التجارة، ولقد عرض علي بعض المسلسلات أشهرها مسلسل "اسمهان ونابليون والمحروسة" ولدي أعمال فنية من كلماتي وألحاني منها "سبتهالك روح قولها، ومخلص وبعيش لغيري، تعيشي يا سورية"، وكذلك قدمت مجموعة من الألحان لمطربين مصريين منها " يا خسارة يا صاحبي، في شرع مين" كما دخلت عالم الفيديو الكليب بعمل حمل عنوان "اشكيك لمين يا غرام"».

شهادات فنية

ويوضح "أبو فخر" أن الموسيقا هي هوية وبالاغتراب يشعر المرء أنه يحمل أمانة في عنقه وهي أمانة الانتماء إلى وطنه الأم، وأمانة الرسالة سواء أن كانت فنية أو تربوية أو علمية، وبدوري فقد حملت من تراثي في جبل العرب العديد من الألحان الفنية الذي سبقني عليها من زار "مصر" قبلي بالزمن، وبدوري أقوم منذ عقدين ونيف أي قبل ثلاثة وعشرين عاماً، على تطوير مهاراتي العلمية والفنية بغية تحقيق الرسالة والهدف المنشود لي.

مع الفنانين أمام جمعية محبي فريد الأطرش

الفنان "داوود رضوان" نقيب الفنانين في المنطقة الجنوبية الأسبق، والمطرب المعروف يشير إلى أن الموسيقي "ياسر أبو فخر" شكّل لنفسه خطاً فنياً خاصاً، فهو يعزف على آلة العود ويقوم بتجسيد ما يستطيع أن يتخيله من كلمات معبرة وجميلة تخدم اللحظة التي يريد إعطائها لحناً يتناسب وطبيعة الكلمة، وقد عرفته منذ زمن في "السويداء" وخارجها، طموحاً محباً للحياة ولفنه، ويسعى ويبحث عن الجميل والأفضل في حياته الفنية والعملية.

ويتابع "رضوان" بالقول: «لعل تراثنا في المنطقة غنياً بألحانه وكلماته، وهو لم يدون بالشكل الأمثل إلى يومنا، والفنان "ياسر أبو فخر" حمل معه تراث أهله وقريته كما حملها قبله الكبار والعمالقة كالموسيقار الخالد "فريد الأطرش، واسمهان، وفهد بلان" بحيث كنت من الزمن الذي عاصر قسماً من هؤلاء، وتماهينا معاً في إيصال البعد النفسي والجغرافي والوطني للأغنية العربية عامة والسورية خاصة، وبالتالي تبقى الموسيقا الهوية التي يحملها معه الفنان أينما يذهب في العالم.

من التكريمات التي نالها

بدوره يقول الاعلامي "محمد خالد الخضر": «التقيت الفنان "ياسر أبو فخر" وكنت متابعاً لبعض أعماله الغنائية حيث قدم الكثير من الأعمال الغنائية المرتبطة بتراث منطقته، إضافة إلى الأغاني التي ألفها ولحنها وغناها، وله الكثير من المشاركات في الأعمال الدرامية المصرية منها دوره في مسلسل “أسمهان”، كما شارك بحفلات وطنية كثيرة، ويضيف الخضر: استطاع أبو فخر ان يقدم عدداً من الأغاني كملحن في "مصر" لفنانين كثر، كما درب عدداً من فرق الكورال وشارك بحفلات متعددة في القصور الثقافية ومن خلالها لقب بالموسيقار وله أغانٍ خاصة به مثل “في شرع مين” و”سبتهالك” و”أشكيك لمين يا غرام” وهي من كلماته وألحانه والأخيرة تم تصويرها فيديو كليب».