تنوعت المبادرات والحملات التطوعية التي انطلقت في محافظة "حمص" لمساندة المتضررين من كارثة الزلزال، والجهود الكبيرة إلى بذلتها فعاليات المجتمع الأهلي للمساعدة عبر إطلاق المبادرات الإغاثية منذ الساعات الأولى لوقوع الكارثة.

ساهم معنا

"ساهم معنا" هو عنوان الحملة التي أطلقتها جمعية "صامدون رغم الجراح" بقصد جمع التبرعات والمساعدات وإيصالها للمناطق المنكوبة من كارثة الزلزال، كما ذكر "يوسف شدود" عضو مجلس إدارة الجمعية لـ"مدونة وطن eSyria".

مبادرة الجمعية لم تقف عند تأمين المساعدات الإغاثية المستعجلة فقط، بل قمنا بتقديم العون أيضاً للعائلات التي نزحت إلى مدينة "حمص" وريفها، إضافة إلى السعي لتوفير فرص عمل للأسر الوافدة بهدف تأمين مورد معيشي يسهل عملية اندماجهم بالمجتمع

يقول "شدود": «من خلال النداءات التي أطلقناها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبالتعاون مع شركائنا الأطباء والصيادلة المساهمين بدعم أنشطة الجمعية، وفرع "اتحاد الطلبة" بجامعة "الوادي الخاصة"، تمكَّنا من تجهيز دفعة أولى من المساعدات وتسييرها إلى مدينة "اللاذقية" تضم مستلزمات صحية وأدوية و200 سلة غذائية، وكمية كبيرة من الألبسة والأغطية والأحذية والمستلزمات، حيث تمَّ توزيعها على العائلات المنكوبة هناك».

ويشير إلى أنه تم تسيير دفعة ثانية إلى المتضررين في "اللاذقية" و"جبلة" يرافقها 50 شاباً متطوعاً، توزَّعت مهامهم ما بين استقبال التبرعات وتجميعها، ومن ثمَّ فرزها حسب أصنافها، وتقسيمها ضمن سلات متساوية، أمَّا فيما يخصُّ تبرعات الأدوية فقد تولى الدكتور "محسن طراف" والصيدلانية "أميرة ياسين المحمود" مهمة التأكد من صلاحيتها وفرز أصنافها، إضافةً لما قدَّمه الدكتور "نبيل القصيِّر" والذي يعتبر واحداً من أكبر الداعمين الدائمين للجمعية، ومعه الدكتور "حيدر عبود" الذي تكفَّل بتأمين الوقود اللازم لتسيير الدفعات اللاحقة التي سيرتها الجمعية.

وحسب "شدود" زادت وتيرة التبرعات والمساعدات كما تنوعت النشاطات الإغاثية لتشمل فرقاً للدعم النفسي للمتضررين.

"بشير العلي" رئيس مجلس إدارة الجمعية تحدث لـ"مدونة وطن" كاشفاً عن أن الجمعية باشرت إلى تقديم ما تستطيع من التبرعات حسب استطاعتها، إلى جانب ما قدَّمه المجتمع المحلي، من أجل اجتياز ما خلفته كارثة الزلزال على العائلات المنكوبة.

ويضيف: «مبادرة الجمعية لم تقف عند تأمين المساعدات الإغاثية المستعجلة فقط، بل قمنا بتقديم العون أيضاً للعائلات التي نزحت إلى مدينة "حمص" وريفها، إضافة إلى السعي لتوفير فرص عمل للأسر الوافدة بهدف تأمين مورد معيشي يسهل عملية اندماجهم بالمجتمع».

"يداً بيد"

وحول مبادرة "يداً بيد" التي أطلقتها مؤسسة "الدندشي التعليمية"، يقول "يوسف الدندشي" عضو مجلس إدارة المؤسسة: «مجموعة "الدندشي الوطنية" لها مساهماتها العديدة سابقاً، خاصَّة بمجال إعادة الإعمار وترميم المدارس والأبنية الأثرية وإنارة الشوارع وتأهيل الحدائق، أمَّا فيما يتعلَّق بهذه المبادرة خصوصاً، فقد تمَّ إطلاقها وتنفيذها باجتهاد شخصي، من الطلاب الذين ترعاهم المؤسسة، وذلك في إطار المساهمات المجتمعية لمساعدة المتضررين من كارثة الزلزال والتي شملت تبرعات نقدية وعينية».

بدوره يشرح "حسين القاسم" أحد المشرفين على مبادرة "يداً بيد" آلية العمل على الأرض بقوله: «تسهيلاً لاستقبال التبرعات خُصص لكلِّ حيٍّ أو أكثر فريق تولى مهمة استلامها، وجلبها بسيارات الطلاب الخاصة وإيصالها إلى مركز التجميع الذي تبرَّع به أحد المواطنين لهذا الغرض، ليقوم المتطوعون بعد ذلك بفرزها حسب نوعها (صحية- غذائية.. إلخ)».

إضاءات

المبادرة التي قام بها شبَّان مؤسسة "الدندشي التعليمية" مثال مضيء عما جرى تنفيذه على أرض الواقع، والذي شهدته "مدونة وطن" أثناء زيارة مقرِّ عملهم في مدينة "حمص" والاطلاع عن كثب على تفاصيل ما يقومون به.

يقول الشاب "حسين القاسم" أحد المشرفين على العمل: «فكرة مبادرة "يداً بيد" بدأها الشباب فيما بينهم على نطاقٍ ضيِّقٍ ومن خلال تواصل كلٍّ منهم مع محيطه القريب، وأخذت مساحتها بالاتساع أكثر عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وقد ساعدت سمعة نشاطات المؤسسة الإنسانية الإيجابية في إقبال المواطنين من كلِّ فئات وأطياف المجتمع كي يساهموا بالتبرعات المالية».

من جهتها تشير "ليال" متطوعة ضمن الفريق الشبابي إلى الحسِّ الإنساني والوطني العالي الذي بدى جلياً من خلال ضخامة التبرعات ومن بساطة وتواضع بعضها.

تضيف: «مبلغ متواضع جداً من امرأة مسنَّة قابلناها أصرَّت على تقديمه لنا رغم تواضع حالها المعيشي، وذاك الرجل الذي تبرَّع بأجرة إصلاح المولِّدة الكهربائية كي يساعد باستمرار عملنا طوال ساعات اليوم، إضافة لسيدة تبرَّعت بعلبة زيتون من مؤونتها الشخصية. حاولنا إيصال التبرعات التي سلمت إلينا لمستحقيها من باب الأمانة التي حملَّنا إياها مقدموها».

اللقاء مع الشخصيات المتحدِّثة تمَّ بتاريخ 10 شباط في مقرَّ "فوج المضرية الأول" أثناء عمل فريق المتطوعين تجهيزاً للحافلات التي وصلت لاحقاً إلى مدينة "حلب" يوم 12 شباط الجاري.