اقترن اسم "آلاء عمار" لاعبة "السويداء" للترياثلون بالألقاب، وهي التي في رصيدها خمس عشرة بطولة جمهورية، حققتها بعد جهد متواصل كسرت فيها الزمن السوري منذ عامين وتم تسجيل الرقم باسمها، وكرست حضورها في بطولتين خارجيتين وهو ما زاد من إصرارها لتحقيق حلم الوصول إلى البطولات العالمية.

بداية المشوار

اللاعبة التي عشقت السباحة طفلة ويافعة، نالت ثقة مدربها "سماح الشومري" وجذبت الانتباه بالتكنيك الجميل الذي تؤديه فتم اختيارها للمشاركة بفريق للترياثلون، هذه اللعبة الحديثة التي لا يتجاوز عمرها في "سورية" بضعة أعوام.

وجدت في السباحة متعة كبيرة وتابعت التمارين، لكن فكرة الدخول بلعبة جديدة جاءت بالصدفة وتبعاً لمهارة معينة لمسها مدربي، لتتم دعوتي للتدريب عند تشكيل فريق المحافظة في لعبة منوعة فيها الكثير من الحماس والحيوية والمهارات وافقت شخصيتي ووضعتني على طريق العمل والمثابرة لأستمر في تحقيق نتائج أعتز بها

تقول "آلاء": «وجدت في السباحة متعة كبيرة وتابعت التمارين، لكن فكرة الدخول بلعبة جديدة جاءت بالصدفة وتبعاً لمهارة معينة لمسها مدربي، لتتم دعوتي للتدريب عند تشكيل فريق المحافظة في لعبة منوعة فيها الكثير من الحماس والحيوية والمهارات وافقت شخصيتي ووضعتني على طريق العمل والمثابرة لأستمر في تحقيق نتائج أعتز بها».

رصيد آلاء من الميداليات في بطولات الجمهورية

وتتابع حديثها: «في دورة السباحة عام 2017 كانت البداية مع ملاحظة المدرب "سماح الشومري" للتكنيك المميز أثناء اختباراتي فدعاني للتدريب بمضمار الجري وركوب الدراجة، ودخلت في مجال لعبة جديدة لم يتجاوز عمرها العامين.. أعتبر نفسي أمتلك طالعاً جيداً لأكون لاعبة في هذه اللعبة التي تحتاج للياقة والقوة والتركيز، وأنا أحمل مسؤولية أمام نفسي أولاً ثم مدربي وأهلي وكل من اهتم بموهبتي لأقدم المزيد من الجهد و لأحقق النجاح والبطولات».

مسيرة البطولات

تستعد "آلاء" لامتحانات الشهادة الثانوية وقد تعلمت من لعبتها كيف تضع قائمة أهداف، وأكدت بالتجربة أن كل جهد صادق لابد أن يرفع اللاعب إلى كل ما هو أفضل، مستفيدة مما قدمته لها لعبتها الشاقة والمرهقة من دوافع معنوية وقدرات جميلة ومساحة تفريغ الطاقة والتجديد ولتحقيق كل ما تصبو إليه.

آلاء والمدرب الدولي سماح الشومري

وعن أولى البطولات تخبرنا أنها كانت في مدينة "طرطوس" عام 2018، حصلت فيها على المركز الثاني على مستوى القطر، بعدها تتالت البطولات لتحصل على ذهبية الجمهورية خمس عشرة مرة، لتحطم الرقم القياسي ويسجل رقم الترياثلون باسمها من عامين إلى جانب ثمان ميداليات لبطولات المحافظة التي تعتبرها من أجمل البطولات التي ساهمت في تطوير مستواها.

وتضيف "أبو عمار": «كانت بطولة "لبنان" أول بطولة خارجية، شعرت بالمسؤولية الكبيرة، وانطلاقاً من أهمية النجاح لأكون ممثلة حقيقية لوطني الذي يستحق أن نرفع علمه عالياً استطعت نيل المركز الأول بثقة كبيرة، أما البطولة الثانية كانت بطولة غرب آسيا نهاية العام الفائت في "السعودية"، وحصلت على المركز الأول وكانت المنافسة قوية وتمكنت من النجاح بفضل دعم كبير من مدربي الذي يشهد له الوسط الرياضي بالقدرة والعطاء غير المحدود، فهو قدم لنا كل الخبرات والمهارات والوقت والجهد والمحبة لأتمكن وزملائي في باقي الفئات من النجاح، وأتمنى دائماً أن نكون أوفياء له».

تجاوز الصعوبات

تتحدث اللاعبة عن الصعوبات الكبيرة التي يعاني منها لاعبو هذه اللعبة من حيث الاحتياج الدائم للمعدات، علماً أن تكلفة هذه المعدات يتحملها أهل اللاعب، فيما يسعى المدرب "سماح" للحصول عليها من مصادر جيدة وبأسعار مناسبة لكنها بكلفة مالية كبيرة تتوزع بين معدات السباحة والدراجة ومعدات الجري والدراجات التدريبية، وكامل التجهيزات التي نحتاج دعم كبير للحصول عليها.

وتضيف: «المشكلة أيضاً تصل للحاجة إلى مسبح يكفل لنا تدريبات مستمرة، حيث اضطر مدربنا في أحد المواسم لتعبئة مسبح الملعب البلدي على حسابه الخاص، ليخفف علينا صعوبة التنقل للتدريب، وهذا بالنسبة لنا مرهق وعدم توفر المسبح يضطرنا للانتقال إلى "دمشق"، وبالتالي فأنا من اللاعبات التي لم يكن بإمكاني الاستمرار لولا دعم الأهل المادي والمعنوي، نحن نتقاسم الهموم كلاعبين مع مدربنا وأهلنا لنتابع رياضتنا المفضلة، ولدي ثقة أن المستقبل سيقدم لي فرصة كبيرة مع العلم أنني اليوم متفرغة للدراسة وللحصول على الشهادة الثانوية والاهتمام بالتحصيل العلمي الذي اعتبره هدفاً أساسياً سأحققه».

الالتزام والتصميم

يتوقع المدرب الدولي "سماح الشومري" الذي أسس فريق الترياثلون في المحافظة، أن أمام "آلاء" مستقبلاً مميزاً في رياضتها وفي عدة مجالات ووفق تعبيره، فهي مميزة بكل شيء ومتفوقة أخلاقياً ودراسياً وموسيقياً، وفي الرياضة هي مثال لمقولة الناجح بشيء ناجح بكل شيء.

يقول "الشمري": «تمتلك بنية جسدية مميزة ولياقة عالية ملتزمة في تدريبها ولديها شيء مميز ألا وهو روح المنافسة والتحدي، لا تقبل التراجع ولا تستهين بقدراتها ومهاراتها، ولديها قدرة وتصميم كبيرين لمتابعة ما تحب وهي تحب الرياضة، لكنها حالياً تستعد لامتحان الشهادة الثانوية وأتوقع لها النجاح والتفوق كما هي دائماً، وأتوقع لها عودة قوية للتدريب، وهي من المؤهلين للمنافسة على مستوى آسيا وأتوقع تحقيق هذا الحلم قريباً».